واحد من أهم أحياء "دمشق"، يقع خارج أسوار الشام القديمة، يمثل "سورية" كلها بتنوعها، لأن سكانه فسيفساء رائعة من كل السوريين، يصل بين مناطق العاصمة كلها كعقدة وصل، نسب إلى واحدة من أشهر وأعرق العائلات في التاريخ الإسلامي "آل برمك"، فيه الجامعات والوكالة السورية للأنباء "سانا"، ومدينة "تشرين الرياضية".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 أيلول 2014، "محمد جهادي"؛ أحد سكان "البرامكة"، الذي قال: «يعد حي "البرامكة" صلة الوصل في العاصمة، وهو يتوسط مدينة "دمشق" فكل شيء قريب إليك، وكل منطقة في "دمشق" قريبة جداً، حتى إن بعضها لا يحتاج إلى ركوب السيارات، وبالنسبة للمواصلات فالمنطقة مخدمة جيداً، هناك مركزان لانطلاق "الباصات والميكروباصات" منها أمام الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، ومن فوق وتحت "جسر السيد الرئيس"، فالوصول إلى الكليات في الحي سهل جداً وتستطيع الوصول إليها مشياً على الأقدام، أما كليات "المزة"؛ حيث تقع كلية الطب البشري؛ فالوصول إليها سهل عن طريق "ميكروباص" من أمام مركز "سانا"، أما ما يخص "جسر السيد الرئيس"، فالمركبات التي هناك تنطلق منه إلى باقي أرجاء المدينة والمناطق المجاورة، والحي مخدم جداً فإلى جانبه تقع أسواق كبيرة ومشهورة، مثل سوق "باب سريجة"، كما تعد مدينة "تشرين" الرياضية متنفساً للحي».

يحد "البرامكة" من الجنوب منطقة "كفرسوسة"، ومن الشمال "جسر الرئيس"، و"الحلبوني"، ومن الشرق "الفحامة" وسوق "ساروجة"، ومن الغرب "الجمارك"، و"أوتستراد المزة"، ويبلغ عدد السكان في الحي نحو 50 ألف نسمة، وأغلب أهالي الحي يعملون في دوائر الدولة، وهم خليط من جميع أنحاء "سورية"

ويذكر الدكتور "قتيبة الشهابي" في كتابه "معجم دمشق التاريخي": «"البرامكة" من أحياء "دمشق" التي بنيت خارج سورها، وتمتد من بين حي "القنوات" إلى ساحة الجمارك"، وجاءت تسميتها نسبةً لمقبرة "البرامكة" التي كانت تمتد بين مبنى الجامعة السورية والمستشفى الوطني، وتنسب تسميتها إلى المدفونين فيها من آل "برمك" الذين كان منهم وزراء العباسيين، كـ"جعفر البرمكي" وزير الخليفة "هارون الرشيد"، وأصلهم من الفرس، وهم أبناء "يحيى بن خالد بن برمك"، وكانت لهم محلة ببغداد تعرف بـ"البرامكة"، قطن بعض أعقابهم "دمشق" أيام الخليفة "الرشيد" في القرن الثاني الهجري، فماتوا فيها، ودفنوا في هذا الموضع؛ وارتبط تاريخهم بغضبة "الرشيد" عليهم ومأساة قتلهم وتشريدهم، وسيرتهم مشهورة في تواريخ الدولة العباسية».

التدفق المروري في الحي

ويضيف: «أما قبل ذلك في أيام بني أمية فكانت في هذه المنطقة قرية دثرت وكانت تعرف "بصنعاء دمشق" أو "صنعاء الشام"، وهي من القرى التي نزلها اليمانيون وسموها باسم عاصمة قطرهم، وكان لها شأن كبير في أيام الدولة الأموية الثانية إبان حكمهم ثم سميت "تل الثعالب"، وفي عهد المماليك غلب على المحلة اسم "مقابر الصوفية"، أو "تربة الصوفية" لأنها اختصت آنذاك بأضرحة المتصوفة، وهم أتباع الطرق الصوفية الكثيرة التي شاعت بـ"دمشق" في العصور الإسلامية الوسيطة، وممن دفنوا فيها: "ابن تيمية"، و"ابن كثير"، و"ابن الصلاح الحنبلي"، و"قطب الدين الخضيري"».

ويتابع: «لبثت "البرامكة" مقبرة إلى أواخر عهد العثمانيين، فلما احتل الفرنسيون دمشق عام 1920م، جعلوا المنطقة مربضاً للدبابات ومركزاً للتلغراف اللا سلكي، وكان قد شيد على جزء منها أواخر العهد العثماني ثكنة "القشلة -الحميدية"، ثم تحولت هذه الثكنة أيام الانتداب الفرنسي إلى نواة الجامعة السورية التي ضمت في البداية مدرستي الطب والحقوق، وكان نتيجة ذلك أن اندثرت أغلبية قبور الصوفية ولم يبق لها أثر، كما توجد في الحي قديماً محطة "البرامكة" التي كانت من الخط الحديدي الحجازي في القسم الشمالي الغربي لبستان الأحمر قديماً عند كراجات الانطلاق قرب "سانا"، وأزيلت فيما بعد عند تنظيم المنطقة».

الشارع عند تقاطع سانا

مختار حي "البرامكة" "محمد عدنان الحلبي" يقول: «يحد "البرامكة" من الجنوب منطقة "كفرسوسة"، ومن الشمال "جسر الرئيس"، و"الحلبوني"، ومن الشرق "الفحامة" وسوق "ساروجة"، ومن الغرب "الجمارك"، و"أوتستراد المزة"، ويبلغ عدد السكان في الحي نحو 50 ألف نسمة، وأغلب أهالي الحي يعملون في دوائر الدولة، وهم خليط من جميع أنحاء "سورية"».

ويضيف: «يتواجد في الحي العديد من المراكز الخدمية، ودوائر الدولة، ومنها: مركز تسديد الكهرباء، ويقع على الجدار الجنوبي لما يُعرف بكراج "بيروت" القديم أو ما يعرف حالياً بالأبراج، ومركز تسديد المياه في "الحجاز" بجوار جامع "تنكز"، ومركز البريد، ومركز تسديد الهاتف في الحجاز مقابل مركز المياه، وأمام مركز البريد مباشرة نجد مكاتب السفريات وتحويل الأموال المعروفة ومنها: "الإكسبريس"، و"الهرم"، و"الأهلية" وبعض المكاتب الأخرى، وبعض المكاتب لها فروع أخرى جانب الكليات المنتشرة في الحي، كما يتواجد في الحي بعض البنوك مثل: بنك "التجارة والتمويل"، و"البنك التجاري السوري"، ويحتوي الحي على العديد من المستشفيات وأكبرها مستشفى "التوليد"، ومستشفى "الأمراض الجلدية"، والعديد من الصيدليات المنتشرة فيه وأشهرها صيدلية "داوود"».

صورة جغرافية