تقع غرب "دمشق" على بعد 18 كيلومتراً، ومن سفوح جبالها يتدفق نبع "الفيجة" الذي يزود "دمشق" بالمياه، هي واحدة من سلسة قرى تشكل ما يدعى "وادي بردى"، وتمر فيها سكة قطار تبدأ من "دمشق"، وتمر بـ"الربوة" وصولاً إلى "عين الفيجة"، ومنها إلى "الزبداني" ثم "سرغايا".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 آب 2014، "محمد عباس" أحد سكان البلدة الذي قال: «تقع "عين الفيجة" في بيئة جبلية حيث تحيط بها مجموعة من الجبال هي جبل "الهوّات" من الشرق، وجبل "القلعة" من الشمال، وجبل "القبلية" من الجنوب، ويجتازها نهر بردى، ويحدها من الغرب "مضايا" و"بلودان"، ومن الشرق "حلبون" و"رنكوس"، ومن الشمال "قارة"».

تقع "عين الفيجة" في بيئة جبلية حيث تحيط بها مجموعة من الجبال هي جبل "الهوّات" من الشرق، وجبل "القلعة" من الشمال، وجبل "القبلية" من الجنوب، ويجتازها نهر بردى، ويحدها من الغرب "مضايا" و"بلودان"، ومن الشرق "حلبون" و"رنكوس"، ومن الشمال "قارة"

ويضيف: «تمتاز "عين الفيجة" بمناخها المعتدل صيفاً، والبارد نسبياً شتاءً؛ إذ تنخفض درجات الحرارة في كانون الثاني إلى ما يقارب 5 درجات مئوية ما دون الصفر، ويبلغ معدل الأمطار السنوي فيها 400مم، وتغطي الثلوج الجبال المحيطة بها معظم فصل الشتاء، وتملأ أراضيها أشجار الفواكه المثمرة كالعنب والرمان والتين والزيتون والمشمش والجوز، التي تسقى من مياه "بردى" و"نبع الفيجة"، وتعد البلدة مركز سياحة واصطياف مهماً ومعروفاً منذ زمن بعيد لاعتدال مناخها ووفرة المياه فيها، إضافة إلى جمال الطبيعة فتكثر فيها المطاعم والمتنزهات حول نهر "بردى" أو في سفح الجبل الجنوبي، كما يمر فيها خط حديدي يربط بين "دمشق" و"لبنان" مروراً بـ"الزبداني" و"سرغايا"، ويوجد فيها محطة للقطار».

المطاعم على النبع

وفي اتصال هاتفي مع "أسامة العمري" رئيس البلدية قال: «يبلغ عدد السكان نحو 76 ألف نسمة، ويعمل أغلبهم بالزراعة التي تشتهر بها المنطقة، وتتدفق مياه "نبع الفيجة" من سفح جبل "القلعة"، وتغذي مدينة "دمشق" وضواحيها، وهو نبع غزير إذ تبلغ غزارته في فصل الربيع حوالي 30 متراً مكعباً في الثانية؛ إضافة إلى نقاوة المياه، ويتبع لـ"عين الفيجة" قرى: "إفرة"، و"دير مقرن"، و"كفير الزيت"، و"دير قانون"، و"برهليا"، و"الحسينية"، و"هريرة"، و"سوق وادي بردى"، ويصل إنتاج النبع السنوي إلى نحو 200 مليون متر مكعب، إلا أن غزارته تختلف بين فصل الربيع "موسم الفيضان"، وفصل الخريف "موسم التحاريق"، وكذلك بين السنين الجافة والسنين الخيرة، إذ وصلت الغزارة القصوى في السنين الخيرة إلى أكثر من 20م3×ثا، في حين وصلت الغزارة الدنيا في سنين الشح إلى 2م3×ثا فقط، تصل مساحة الحوض الصباب للنبع إلى نحو 700كم2، وتنتشر الصخور الرسوبية المتشققة والمسماة بالصخور "الكارستية" في معظم هذه المساحة مشكلة البنية الأساسية للحوض الصباب للنبع، وتحتوي هذه البنية على مسامات وصدوع وأخاديد تخزن المياه، وتمتاز بنفوذية كبيرة تصل إلى نحو 70% من المياه الثلجية الهاطلة على الحوض التي تقدر في السنوات المتوسطة بحدود 610مم، ولا تزيد درجـة حـرارة مياه نبع "الفيجة" على 13 درجـة مئوية، ويصل مجموع الأمـلاح فيها إلى 170ملغ×ليتر».

ويضيف: «يوجد في "عين الفيجة" ما يزيد على خمسين مطعماً، ومتنزهاً معظمها مبني على ضفاف نهر "بردى" وبعضها مبني في أطراف البلدة، وله إطلالة على طبيعتها من الأعلى، ومن الناحية الخدمية يتوافر فيها مقسم هاتف آلي يخدم المنطقة الممتدة من "دير قانون" إلى "أشرفية الوادي"، والكهرباء والماء تصلان إلى كل منزل، والمواصلات في البلدة هي من الخدمات التي تعبر عن حيوية هذا المكان السياحي، فالميكروباصات الصغيرة لا تتوقف عن العمل على مدار اليوم، ومكاتب سيارات الأجرة تملأ البلدة مما يوفر سرعة وسهولة في التنقل لأي زائر أو قاطن، وفي أي ساعة من ليل أو نهار».

صورة جغرافية لعين الفيجة

كما قال الأثري "عقبة نظام": «"فيجة" هي كلمة إغريقية قديمة وتعني العين، ويعود سبب تسمية البلدة بهذا الاسم إلى أن "الفيج" أو "الفيجة" تعني المكان المنخفض المحصور بين عدة جبال، وهو حال المنطقة الحاوية على النبع والمأهولة بالسكان، حيث تتواجد في البلدة آثار تدل على قدم السكان فيها، إذ تحتوي معبداً رومانياً قديماً عند منبع الماء؛ كان يدعى "حصن عزتا"، وما زالت بعض أجزاء هذا الحصن باقية حتى اليوم في الجزء الشمالي لموقع النبع، حيث تتوضع الحجرة المقدسة التي كانت تقدم عليها القرابين التي كان الرومان يقدمونها لآلهة الينبوع التي كانت في المعبد والموجودة حالياً في المتحف الوطني في "دمشق"، ويتواجد في "عين الفيجة" آثار لنفق قديم كانت "زنوبيا" ملكة تدمر تجر خلاله مياه نهر "بردى" إلى "تدمر" عبر البادية، ويتمركز السكن في سفح هذه الجبال حيث أحاط الناس فيما مضى بنبع الماء الذي يعود إليه سبب حياة هذه البلدة، ويشابه مناخ "عين الفيجة" إلى حد كبير مناخ "دمشق"، ويعود ذلك إلى أن البلدة تقع على مقربة من المدينة، ولكنها تتميز بحركة هواء أنشط بسبب ممرات الرياح الجبلية التي توفرها تضاريس البلدة، وكذلك رطوبة أعلى بسبب وفرة الماء من النبع والعيون الموسمية ونهر "بردى"؛ كل هذا ينتج مناخاً جميلاً يجذب الزوار إليها».

ويضيف: «كان لـ"عين الفيجة" فيما مضى دور سياحي كبير، فكان الزوار القادمون من "دمشق" يقصدونها طمعاً في التمتع بهوائها، ومائها، وجمال طبيعتها، وفي زياراتهم تلك كانوا يستخدمون القطار البخاري كوسيلة للنقل، فيستقلونه في الصباح الباكر ذهاباً، وفي المساء إياباً، وكانوا يستخدمون المصاطب الشعبية للجلوس والتمتع بجمالية المكان، وتلك المصاطب هي عبارة عن فسحات صغيرة تكفي لعائلة أو اثنتين وبنيت على ضفاف نهر "بردى"، وزودت هذه المصاطب بالمطابخ، والطاولات، والكراسي؛ ما حولها إلى متنزهات طبيعية».

نبع عين الفيجة