تقع شمالي شرق "دمشق" 90كم، ونحو 10كم غربي مدينة "يبرود"، وكانت تسمى في العصر العثماني (معرة باش، أو باش كردي، أو باش غردي)، وكلمة "معرة" سريانية وتعني مغارة أو كهف، وهذا يدل على كثرة المغارات فيها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 آب 2014، الأستاذ "محمد محمود" فقال: «"رأس المعرة" بلدة موغلة في التاريخ فقد سكنها الإنسان القديم، ويدل ذلك على كثرة الكهوف والمغارات فيها، كما يدل على ذلك القناة الرومانية التي كانت تروي القرية منذ عهد قريب، كانت تسمى في العصر العثماني (معرة باش، أو باش كردي، أو باش غردي)، وهي مقرونة (بمعرة) لكون التسمية سريانية وتعني مغارة، يحيط بالبلدة عدّة مناطق مجاورة وهي: مدينة "يبرود"، وبلدة "المشرفة"، وقرية "الجبة"، وقرية "رأس العين"، وقرية "الصرخة"».

ترتفع 1650م عن سطح البحر، تضم القرية عدداً من المعالم الأثرية اندثر جزء كبير منها نتيجة التوسع والنشاط العمراني الذي شهدته البلدة القديمة، في حين استطاعت مديرية الآثار الحفاظ عما تبقى من المعالم الواقعة على الهضبة الصخرية ومحيطها، وخاصة فيما يعرف بمنطقة الحصن التي تعود للعصر الروماني

وفي اتصال هاتفي مع رئيس المركز الثقافي في البلدة "عمر محمد جمعة" قال: «تتميز البلدة بمجموعة من العادات، ومنها ظاهرة التعاون بين الأهل والجيران في صب سقف أحدهم بالطين وهذا ما يدعى (بالبلة)، وكذلك التعاون في المناسبات كالأعراس، ويتجلى ذلك في مساعدة أصحاب الفرح في طهو الطعام وإعداد ولائمه، وكذلك تعاون النساء في ترميم طينة جدار المنزل، ويسمى (المرح)؛ حيث كان يجب على النسوة أن يطلين جدار الدار سنوياً بمادة ترابية ناعمة مجبولة مع التبن».

رأس المعرة أشجار الكرز

ويضيف: «يبلغ عدد السكان المقيمين في البلدة نحو 20 ألف نسمة، يمارس النصف الأكبر من السكان مهنة الزراعة وبنسبة أقل تربية الماشية، وهنا قسم آخر من أبناء البلدة منهم من يعمل بالنقل الخارجي (سيارات شاحنة) في "سورية" والدول العربية، وفي عام 2001 أصبحت بلدة "رأس المعرة" بعد أن كانت قرية، يكثر في البلدة زراعة الكرز والمشمش والتفاح والكرمة، ولكن قلّت مساحة الأراضي المزروعة بالكرمة لحساب المساحات الزراعية المزروعة بأشجار الكرز والمشمش لكونها تعطي دخلاً أفضل من الكرمة، حيث يقدر عدد أشجار الكرز في البلدة بحوالي 900000 شجرة، ويقدر الإنتاج بحوالي 2000 طن، أما المشمش فيقدر بـ60000 شجرة و500 طن، والتفاح يقدر عدد أشجاره بحوالي 20000 شجرة، وإنتاج 400 طن، والكرمة بحوالي 40000 شجرة وإنتاج حوالي 100 طن، والزيتون يقدر عدد أشجاره بـ50000 شجرة، وهناك التين والتوت والرمان والخوخ والجوز، أما المحاصيل الزراعية فهناك الشعير بمساحة 5000 دونم ويزرع للرعي، والقمح بحوالي 100 دونم، والحمص بحوالي 100 دونم».

ومن الناحية الآثارية أشار الدكتور الآثاري "محمود حمود" بالقول: «ترتفع 1650م عن سطح البحر، تضم القرية عدداً من المعالم الأثرية اندثر جزء كبير منها نتيجة التوسع والنشاط العمراني الذي شهدته البلدة القديمة، في حين استطاعت مديرية الآثار الحفاظ عما تبقى من المعالم الواقعة على الهضبة الصخرية ومحيطها، وخاصة فيما يعرف بمنطقة الحصن التي تعود للعصر الروماني».

رآس المعرة من غوغل إيرث

ويضيف "الحمود": «تضم الهضبة الصخرية بقايا معاصر العنب، وأحواض، وخزانات تجميع المياه وقنوات، ومقالع صخرية، ومدافن، وغيرها من المعالم، التي تعكس واقعاً اقتصادياً نشيطاً ساد البلدة خلال العصرين الروماني والبيزنطي. وعلى الجرف الجنوبي للهضبة المطل على القرية هناك مغارة كبيرة جداً ومرتفعة تدعى بالحصن، نحتت في جدرانها، وعلى مناسيب مختلفة، الكثير من البيوت السكنية الصغيرة المنحوتة على شكل طوابق مؤلفة من عدد من الغرف والأبواب والنوافذ، ولبعضها فتحات مزخرفة، كما يوجد فيها عدد من المعاصر والمدافن».

ويتابع: «لكن أهم أطلال "رأس المعرة" القديمة، العائدة للعصر الروماني والبيزنطي، تتموضع الآن تحت البلدة القديمة حيث يتم العثور أحياناً، أثناء عمليات البناء والتشييد وحفر المشاريع العامة، على بقايا بعض الأبنية والقنوات والآبار وغيرها، كما تنتشر في محيط البلدة وجرودها الكثير من المدافن والمعالم الأثرية المختلفة، كما يوجد في القرية الكثير من البيوت التقليدية المزينة بمداخل ونوافذ وواجهات جميلة تتضمن أقواساً مزخرفة، يعود تاريخ بعضها لأواخر العصر العثماني ولفترة الانتداب الفرنسي، وقد بُنيت أغلب جدران هذه البيوت من الحجارة وسقفت بالطين والخشب، يتقدم الكثير منها تراسات وأدراج».

د. محمود الحمود