تغفو في حضن جبل الشيخ، وتتربع على ضفة الوادي مضيفة إليه جمالاً أخاذاً.. هواؤها الطلق يشفي العليل، ولأنها في القمة كانت مساكن للطيور الجارحة.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 15 نيسان 2014 قرية "قلعة جندل" إحدى قرى جبل الشيخ الأشم والتقت أهالي القرية، فتحدث المهندس الزراعي "حسام علامة" قائلاً: «سميت "قلعة جندل" نسبة إلى "جندل بن قيس بن عرب بن كلب"، الذي ضم الحصن الموجود في القرية ورممه، ولذا دعيت باسمه وكان ذلك في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله حوالي 1015م، وتقع القرية في السفح الغربي لجبل الشيخ على ارتفاع 1550م عن سطح البحر، ما أعطى القرية مناخاً بارداً ومميزاً، حيث تسقط فيها الثلوج بغزارة في فصل الشتاء، التي يؤدي ذوبانها في فصل الربيع إلى تشكل السيول وانجراف التربة وظهور الينابيع التي تغذي القرية من سكان وأشجار ومواش، كما يعتدل جوها صيفاً ويكون مائلاً للبرودة ربيعاً، وهذا ما يميزها لتكون مقصداً للسياح، ولتمتعها بطبيعة خلابة، حيث يوجد فيها قلعة أثرية منحوتة من الصخر، أساسها آرامي أطلق عليها "غوليا"، وتعني مساكن الطيور الجارحة».

بلغ عدد سكان القرية حسب إحصائيات عام 2012م نحو 5350 نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، حيث تكثر فيها زراعة الأشجار المثمرة، وخاصة الزيتون لأن معظم الزراعات بعلية وتعتمد على الأمطار، كما يزرع السكان الحبوب مثل القمح والشعير والحمص والعدس؛ لتأمين حاجاتهم الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى أن هناك قسماً كبيراً يعمل في تربية المواشي، التي يبلغ عددها نحو 8000 رأس من الماعز والأغنام

ويضيف "علامة": «بلغ عدد سكان القرية حسب إحصائيات عام 2012م نحو 5350 نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، حيث تكثر فيها زراعة الأشجار المثمرة، وخاصة الزيتون لأن معظم الزراعات بعلية وتعتمد على الأمطار، كما يزرع السكان الحبوب مثل القمح والشعير والحمص والعدس؛ لتأمين حاجاتهم الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى أن هناك قسماً كبيراً يعمل في تربية المواشي، التي يبلغ عددها نحو 8000 رأس من الماعز والأغنام».

جانب من القرية وبساتينها

السيد "عصام أبو رافع" وهو مدرس في القرية حدثنا قائلاً: «نظراً لوقوف الأهالي إلى جانب بعضهم بعضاً انعكس ذلك بشكل إيجابي على القرية ما هيأ الظروف لتوفير كافة الخدمات الضرورية التي تساعدهم على قضاء حوائجهم ومواجهة الظروف، حيث يوجد في القرية مبنى بلدي لتنظيم القرية وجعلها مركزاً للقرى المجاورة، كما يوجد فيها مستوصف صحي يلبي حاجات المرضى في كل الأوقات، وإرشادية زراعية لتوعية الفلاحين وتزويدهم بالإرشادات الخاصة بالمحاصيل الزراعية ومكافحة الآفات الضارة بها، كما يوجد بناء للجمعية الفلاحية، وفرقة حزبية، ومقسم هاتف آلي، وجمعية خيرية تساعد الأسر المحتاجة، كما تحتوي القرية على أماكن دينية مثل: كنيسة "مار مخايل"، وكنيسة "مار جريس"، وصالة التعازي العامة التي تتسع لحوالي ألفي نسمة».

"أبو رافع" تابع قائلاً: «إن إقبال الشباب على التعليم ساهم في بناء العديد من المدارس، حيث توجد في القرية ثلاث مدارس حلقة أولى، ومدرستان حلقة ثانية، وثانوية عامة، وثانوية نسوية، ونظراً لموقع القرية المهم الذي يتوسط المنطقة، فقد قدمت الكثير من الخدمات إلى القرى المجاورة، فتم بناء فرن آلي يخدم القرية وجوارها، ومعصرة زيتون حديثة، ومعصرتين للعنب إحداهما آلية والأخرى يدوية، كما يوجد مطحنتا حبوب آلية ويدوية أيضاً».

عصام أبو رافع

وعن عادات القرية وتقاليدها حدثنا السيد "كميل الحجلي" قائلاً: «لأهالي القلعة ميزات خاصة يتمتعون بها، وعادات اجتماعية قديمة مازالوا يتمسكون بها حتى وقتنا الحاضر، ففي الأفراح تتم دعوة كافة أهالي القرية لحضور هذه المناسبة أو تلك، وتقام الأعراس الشعبية بمشاركة أهلية واسعة، وتتخللها طقوس مختلفة، وتترتب على أهل العروسين بعض الالتزامات تجاه هؤلاء الحضور، كما يشارك أصدقاء العريس في بعض تكاليف العرس وإتمام مراسم الزواج، بوضع مبلغ من المال قبل بداية المناسبة بسبعة أيام على الأقل بهدف التخفيف من الأعباء المادية المترتبة على العريس، أما في الأعياد، فيقوم أهالي القرية بمعايدة بعضهم بعضاً في المنازل، والوقوف إلى جانب أهل الفقيد ومواساتهم يوم العيد، إذا لم يمض عليه سنة، كما تتم مساعدة الفقراء والمحتاجين من قبل الناس الميسورة دون إشعار المحتاجين بذلك، وعندما يريد أحد أن يبني بيتاً يقوم بدعوة أهالي القرية لمساعدته وذلك دون مقابل».