بيوته متواضعة البناء، صغيرة، شديدة التلاصق، فهو يختلف عن بقية أحياء دمشق القديمة؛ قيل إن ذلك يعود لكون الحي أقيم مكان ساحة كانت تحتل سابقاً تلك المنطقة، إنه "حي الجورة" الدمشقي الواقع داخل السور.

مدونة وطن "eSyria" جالت حي "الجورة" بتاريخ 4/8/2013 والتقت السيد "أحمد كامل كريّم" مختار الحي الذي حدثنا عنه بالقول: «درج بين العامة قديماً إطلاق تسمية "الجورة" على الأحياء التي تقطنها العائلات اليهودية، ويُرجع بعض المؤرخين أن كلمة "جورة" تعني باليونانية (الساحة العامة)، إذ يقال إن الحي كان قديماً ساحة للتجمعات الشعبية تقام فيها الكثير من المناسبات كالأفراح والاحتفالات الدينية، وذلك لموقعه المتميز حيث يتوسط أحياء "باب توما والعمارة وباب السلام" ويحده حي "القيمرية" من الشمال، أما اليوم فيكنّى حي "الجورة" بحي "الصادق" نسبة إلى الإمام "جعفر الصادق" وهو من السادة الأشراف».

كان أهالي الحي سابقاً يجتمعون في مقهىً صغير، تتناول أحاديثهم وجلساتهم همومهم الشخصية والأفراح، أما النساء فكنّ يجتمعن عند أكبرهن سنّاً في منزلها. وعموماً فإن الحياة الاجتماعية تطورت مع تطور المجتمع، فالرجال يجتمعون اليوم في مكتب المختار "أحمد كريّم" أو كما يكنى بين الأهالي "أبو ماهر"، والنساء أصبحت اجتماعاتهن على الأغلب عامة

وعن تاريخ نشأة الحي تحدث السيد "كريّم" بالقول: «حي "الجورة" أحد الأحياء القديمة نسبياً، فهو يتكئ على سور دمشق القديم، ولكنه نشأ في وقت متأخرعن بقية أحيائه وذلك تلبيةً لحاجات أهالي المناطق المحيطة من متواضعي الحال، ويظهر ذلك جليّاً من خلال الأسلوب العمراني البسيط ونوعية مواد البناء المستخدمة، فمنازل الحي في معظمها منازل صغيرة متلاصقة، تمنح إحساساً بالدفء والحنان لساكني هذا الحي ما يجعلهم يتمسكون به أكثر فأكثر رغم بساطته وتواضعه.

المختار "أحمد كامل كريّم"

ينقسم الحي إلى زقاقين: الأول "الفرايين" نسبة إلى صناعة الفرو التي اشتهرت بها المحلات في هذه المنطقة، والثاني "الدباغة" لأن طريقه كان يصل إلى جدول من نهر بردى بالقرب من باب السلام كان الدباغون يغسلون فيه الجلود».

وعن الخصوصية الاجتماعية لهذا الحي يحدثنا الدكتور "سامر ملدعون" أحد سكان الحي بالقول: «كان أهالي الحي سابقاً يجتمعون في مقهىً صغير، تتناول أحاديثهم وجلساتهم همومهم الشخصية والأفراح، أما النساء فكنّ يجتمعن عند أكبرهن سنّاً في منزلها.

خريطة تبين موقع الحي

وعموماً فإن الحياة الاجتماعية تطورت مع تطور المجتمع، فالرجال يجتمعون اليوم في مكتب المختار "أحمد كريّم" أو كما يكنى بين الأهالي "أبو ماهر"، والنساء أصبحت اجتماعاتهن على الأغلب عامة».

ويتابع "ملدعون" حديثه: «نشأ في الحي وترعرع الكثير ممن كان لهم أثر على الحي خصوصاً والمجتمع السوري عموماً، منهم السيد "جوزيف سويد" الذي يشغل اليوم منصب وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر، والسيد "رضا أصفهاني" الذي كان رئيساً للاتحاد الرياضي، والفنان "هاني الروماني" وأخوه "أسامة"، والفنان "عباس النوري" والفنان "علي كريِّم".

كما صور في الحي بعض المسلسلات التي نقلت البيئة الدمشقية وتحدثت عن بعض أحداث الحي، ولا سيما مسلسل "طالع الفضة" الذي نقل صوراً كثيرة عن جلسات النساء وكيف كانت كبيرتهن تعلّم غيرها من نساء الحي أصول الخياطة».