على زاوية الطريق المنطلق من شارع "الثورة" إلى جسر "فيكتوريا" تقع "المدرسة الشامية"، أو "الحسامية" نسبة إلى "حسام الدين عمر بن لاجين" وهي من أكبر المدارس وأعظمها وأكثرها فقهاء وأوقافاً في حي "ساروجة" الذي أطلق عليه لقب "كوجك استانبول" أي استانبول الصغيرة وفي تاريخ 30/3/2009 قام موقع eSyria بزيارة إلى "المدرسة الشامية" رافقنا في الجولة إمام الجامع الذي حدثنا عنها مستنداً إلى بعض المراجع التاريخية التي قرأها وعن ذلك قال: «يتم الدخول إلى المدرسة من الشمال وهي تتألف من فسحة سماوية مستطيلة تطل عليها مجموعة من الأقواس على شكل رواق يفصل بينها وبين الغرف التالية، هناك حوض مائي في الشمال الغربي وقاعة للدفن في الجنوب الغربي ومصلى ومئذنة ذات مقطع مربع في الشمال الشرقي، يعتبر المصلى الجزء الأكثر تميزاً في المدرسة، يتألف مدخله من بوابة مركزية كبيرة، تحيط بها بوابتان أصغر، يعلو كل منها نوافذ مفتوحة محملة على أقواس، المدرسة مسقوفة بعقود متقاطعة عوضاً عن القبة والتي تزينها من الداخل زخارف ونقوش جصية جميلة، يعود بناء المدرسة إلى عام "1191" م».

تعد المدرسة من أهم المعالم الموجودة في حي "ساروجة" كما ورد في كتاب "مدارس دمشق" للعلامة "النعيمي" فقد كانت مدرسة لتدريس القرآن الكريم، حيث أمرت ببنائها في بداية القرن الثاني عشر الميلادي "الخاتون" ست الشام بنت "نجم الدين أيوب" أخت "صلاح الدين" المتوفاة عام "1219"م، والتي دفنت فيها مع أبنها وزوجها "ناصر الدين محمد بن أسد شركوه".

إنها "زمرد خاتون بنت نجم الدين أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان"، و"خاتون" لقب لكل امرأة محترمة، هذه الكلمة ما تزال متداولة عند العرب والأكراد المسلمين في العائلات العريقة في البلاد العربية خاصة العراق، لقب أبوها "بالملك الأفضل" حيث كان يعمل مع أخيه "أسد الدين شيركوه" في خدمة "نور الدين زنكي" بمرتبة وزير

كما جاء في كتاب "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية"، "ست الشام": «إنها "زمرد خاتون بنت نجم الدين أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان"، و"خاتون" لقب لكل امرأة محترمة، هذه الكلمة ما تزال متداولة عند العرب والأكراد المسلمين في العائلات العريقة في البلاد العربية خاصة العراق، لقب أبوها "بالملك الأفضل" حيث كان يعمل مع أخيه "أسد الدين شيركوه" في خدمة "نور الدين زنكي" بمرتبة وزير».

صورة للمدرسة من الخارج

«توفيت "ست الشام" بدمشق بدارها المقابلة "للبيمارستان النوري" بجنازة مهيبة تحدثت عنها الركبان، فقد سار الناس وراء نعشها بالآلاف وهم يرددون الأدعية لها حيث دفنت فوق ولدها "حسام الدين"، ويقال بأن جنازتها كانت فريدة إذ لم تشيع امرأة قبلها بمثل ما شُيعت به "خاتون ست الشام" لأنها كانت "الجندي المجهول" الذي قام على إعمار المدارس والاهتمام بالأدب والأدباء».

«بذلت جهوداً كبيرة لتحفيظ القرآن الكريم ولعل أفضل ما تركته بناء مدرستين كبيرتين هما "الشامية الجوانية"، "الشامية البرانية" وجلبت لهما أحسن المدرسين وجعلتها للفقهاء والمتفقهين من أصحاب "الإمام الشافعي" فكانت بمثابة جامعة من جامعات ذلك العصر لقد كانت سيدة الداعيات في عصرها كما كان "صلاح الدين" من خيرة القادة المسلمين».

باب المقبرة في وسط المدرسة

تعرضت المدرسة إلى حريق عام "1332" وقد أعيد ترميمها كما ورد في لوحة علقت على جدارها بتوجيه من السيد الرئيس "حافظ الأسد" عدة مرات كان آخرها عام "1993"، يذكر أن من طلاب علم هذه المدرسة "شمس الدين بن الشيرازي"، "المقدسي"، "تقي الدين السبكي"،" شهاب الدين الزهري" وغيرهم.

منبر الجامع في المدرسة