مدينة "سقبا" التي تبعد مسافة /6/ كم شرقا عن مدينة "دمشق"، يبلغ عدد سكانها حوالي/36/ألف نسمة وترتفع /650/م عن سطح البحر، معنى كلمة "سقبا" في اللغة السريانية "الشيخ"،

أما في العربية فهي مشتقة من كلمة "ثقبا" وتعني "ابن الجمل حديث الولادة"، اشتهرت منذ القدم بالزراعة ومن أشهر محاصيلها "القنب، المشمش، الجوز، الدراق الحور، وبعض الخضراوات"، إلى أن بدأت في أوائل السبعينيات بصناعة الموبيليات الخشبية التي لاقت رواجاً محلياً وعربيا، لإتقان هذه المهنة وازدياد عدد المبدعين فيها من أهل المدينة، يوجد في "سقبا" اليوم المئات من صالات العرض التي تقدم مختلف الأشكال والألوان من المفروشات والسجاد والموكيت والشرقيات وإكسسوارات الموبيليا، من هنا أطلق على هذه المدينة لقب "عاصمة المفروشات"، ويقام فيها سنوياً مهرجاناً في الفترة من /15/ تموز إلى /7/ آب. مهرجان "سقبا" للمفروشات هذا العام اتخذ شكلاً مميزاً بعد الإعلان من قبل لجنة تجار الغوطة الشرقية أن المهرجان سيكون مناسبة عن ترشيح "سقبا" للدخول في سجل غينيس للأرقام القياسية كأكبر تجمع لصالات المفروشات في مكان واحد في العالم.

نظراً لوجود المدينة في قلب الغوطة الشرقية لمدينة "دمشق"، فإن تجارة وصناعة الخشب ازدهرت فيها خاصة وأن الخشب الذي تقدمه الغوطة "خشب الجوز"، يعتبر من أجود أنواع الخشب في العالم وهو المادة الأولية الرئيسية لصناعة المفروشات، أضف إلى ذلك أن مساحة الأراضي الزراعية في "سقبا" أقل من غيرها من المناطق لذا فقد استقطبت اليد العاملة الزراعية التي هجرت الزراعة واتجهت إلى المدينة لممارسة مهنة النجارة والمهن الأخرى، وبعد ازدهار هذه الصناعة وتطورها بازدياد عدد العاملين فيها تحولت "سقبا" من بلدة زراعية صغيرة إلى بلدة صناعية وتجارية عالمية

"eSyria" زار المدينة بتاريخ 8/9/2008، والتقى مع "أحمد جمعة" من تجار الموبيليا في المدينة الذي تحدث عن مهنة المفروشات في "سقبا" قائلاً: «مدينة "سقبا" هي بالأساس منطقة زراعية، إلا أن التحول الكبير الذي شهدته المدينة حدث في بداية السبعينيات وذلك عندما قام تجار من "دمشق" وريفها بفتح ورشات لصنع المفروشات في "سقبا" نظراً لرخص الأراضي فيها، وتوفر اليد العاملة الفنية التي تملك الخبرة في هذه الصناعة، خاصة وأن صناعة المفروشات بشكل عام تتطلب مساحات كبيرة، سواء لإنتاجها أو لعرضها، مدينة "سقبا" هي المنطقة الوحيدة المتخصصة في صناعة المفروشات بكل أنواعها تقريباً في سورية، لبنان، الأردن. لدينا كادر بشري يعمل في هذه المهنة لا يقل عن عشرة آلاف عامل من الأيدي الخبيرة والمتمرسة في هذا المجال، من مهندسين، فنيين، عمال عاديين. من هنا فإن كافة المواد الرئيسية التي تتعلق بهذه المهنة أصبحت موجودة في "سقبا"، من تجارة الخشب، التنجيد، تجارة الأقمشة...الخ، لذلك أصبحت سقبا سوقاً متكاملاً، ولدينا زبائن يقصدوننا من جميع أنحاء العالم، ومن مختلف الجنسيات. في هذه الصالة نصدر إلى "فرنسا"، وإلى دول الخليج العربي، إضافة إلى دول عربية مختلفة، وهذا دليل على أن منتجاتنا تنافس المنتجات الأجنبية سواء من حيث الجودة أو دقة التصميم ومهارة الأيدي العاملة»

صناعة الموبيليا

السبب في شهرة مدينة "سقبا" بصناعة الخشبيات دون غيرها قال: «نظراً لوجود المدينة في قلب الغوطة الشرقية لمدينة "دمشق"، فإن تجارة وصناعة الخشب ازدهرت فيها خاصة وأن الخشب الذي تقدمه الغوطة "خشب الجوز"، يعتبر من أجود أنواع الخشب في العالم وهو المادة الأولية الرئيسية لصناعة المفروشات، أضف إلى ذلك أن مساحة الأراضي الزراعية في "سقبا" أقل من غيرها من المناطق لذا فقد استقطبت اليد العاملة الزراعية التي هجرت الزراعة واتجهت إلى المدينة لممارسة مهنة النجارة والمهن الأخرى، وبعد ازدهار هذه الصناعة وتطورها بازدياد عدد العاملين فيها تحولت "سقبا" من بلدة زراعية صغيرة إلى بلدة صناعية وتجارية عالمية».

حين تجول في مدينة "سقبا" وبشكل خاص في شوارعها الرئيسية يمكنك التأكد أنك في عالم من المفروشات حيث تنتشر الصالات في كافة الشوارع الرئيسية والفرعية، إضافة إلى الورشات الصغيرة في الأزقة والحارات الضيقة،

الرسم على الخشب

فضلاً عن مهن أخرى منها الحفر على الخشب، الخط العربي، الأرابيسك.

من الصالات في سقبا