لا تخلو برامج زوّار وسوّاح "ريف دمشق" من زيارة "معلولا" وخاصةً جرفها ودير "مار تقلا" تلميذة القديس "بولس" الرسول، ومن هؤلاء الزوّار مدوّنة وطن "eSyria" التي تزامنت زيارتها مع زيارة مجموعة قادمة من "حلب"، وما زاد معرفتنا عن المكان التفاصيل التي سردتها "إيمان" الرّاهبة المقيمة في الدير منذ عام 1966، حيث رافقتنا وأجابت عن أسئلتنا بينما نمرُّ بأخاديد الجرف ونصعد أدراج الدير لنصل أبواب مغارة قديسته، وروت رحلة القديسة "تقلا" بنت والي "قونية" ("تركيا" حالياً) وقد استجابت لتبشيرات "بولس" الرسول الذي مرّ بالمدينة عام 45 ميلادي، واقتنعت بالدعوة المسيحية واتّبعتها تاركة عبادة الأوثان، مبتعدة عن معتقدات أهلها، كما روت الراهبة -وقد اجتمعنا في المغارة حولها- عن عذابات القديسة التي تحملتها من والدها والتي وصلت حدّ تجويعها وتعريضها للنار والحيوانات الضارية، فكانت برداً وسلاماً عليها بما سخره الله لها، وكنا نتابع تنقلات يدي الراهبة وهي تشير إلى الأيقونات المعلقة وقد ذخرت بدلالات تشرح هذه التفاصيل، ونركز في اجتهادها بتصوير معاناة وهروب قديسة هذا الدير من جنود والدها الذي أمر بذبحها بعد أن فقد الأمل بنهيها عما أقدمت عليه، فبقوا في أثرها واستمروا في مطاردتها لأيام وسنين إلى أن حاصروها في الجبال بـ"معلولا"، فما كان أمامها إلا أن ركعت أمام الجبل ورفعت الصلاة واستغاثت، فانشقت الصّخور ممراً ينجيها ودخلت فيه، والتجأت إلى مغارة شرق "معلولا"، فكانت مخبأها في حياتها ومدفنها بعد موتها، وحظيت بنبع ماء بجوارها سقاها وروى ظمأها طيلة حياتها.

تنهي الراهبة "إيمان" كلامها بالحديث عن كرامات القديسة "تقلا" العظيمة وعجائبها المتتالية ولا سيّما في شفاء المرضى، وروت في ذلك بعضاً من قصص قديمة سمعتها وحديثة شهدتها، ما جعل من هذا الكهف (كهف رقاد القديسة "تقلا") واحداً من أشهر المزارات الدّينيّة حتى يومنا هذا، وكذلك الماء الذي يرشح من سقفه الصّخري الطبيعي يوحي للأجيال المتعاقبة بقصص عجائبية متعلقة بخصائص القديسة الشّفائيّة.

بعد هروب القديسة "تقلا " من والدها التجأت إلى مغارة شرق "معلولا" الواقعة شمال "دمشق" بحوالي 56 كم، وأمضت حياتها بسلام في هذه البقعة الجبلية من أرض "سورية"، وقد أُعجب سكان "معلولا" القدماء بصفاء "تقلا" الرّوحي وزهدها، واستمرار صلواتها فاعتبروها قديسة وأصبحوا ينادونها "بركثا" أي المباركة وأصل الكلمة (بريخثا) باللغة الآرامية، فبني دير حول المغارة التي عاشت فيها القديسة، وتوسعت رقعته في فترات زمنية متلاحقة، وفيه كنيسة واسعة تجدد بناؤها عام 1906 احتوت على مجموعة من الأيقونات الدينية ذات المواضيع المختلفة التي تسهم في إطلاعنا على ثقافة ذلك العصر من خلال الصور المحفوظة فيها وفي الكهف أيضاً. تجدد بناء الدير عام 1935 ليحتوي في طابقه الأرضي على غرف استقبال وطعام ومعرض المصنوعات الحرفي، وفي عام 1959 أضيف طابق ثانٍ مخصص بكامله لصوامع الرّاهبات، تحت هذا المبنى مطبخ فيه فرن حجري لصنع الخبز، وفوقه يقوم بناء آخر يعود إلى العام 1888، أعيد ترميمه مؤخراً، وهناك بيت ضيافة لاستقبال السياح والزوار شُيّد في العام 1934. فوق سطح مبنى الدير الرئيس ثمّة درج يؤدي مباشرة إلى مزار القديسة "تقلا"، أي إلى المغارة الصخرية التي ترقى إلى العصور المسيحية الأولى، تقسم هذا المغارة إلى نبع مقدس وكنيستين صغيرتين تم ترميمهما

وتابع الحديث رئيس دائرة آثار "ريف دمشق" "جهاد أبو كحلة": «بعد هروب القديسة "تقلا " من والدها التجأت إلى مغارة شرق "معلولا" الواقعة شمال "دمشق" بحوالي 56 كم، وأمضت حياتها بسلام في هذه البقعة الجبلية من أرض "سورية"، وقد أُعجب سكان "معلولا" القدماء بصفاء "تقلا" الرّوحي وزهدها، واستمرار صلواتها فاعتبروها قديسة وأصبحوا ينادونها "بركثا" أي المباركة وأصل الكلمة (بريخثا) باللغة الآرامية، فبني دير حول المغارة التي عاشت فيها القديسة، وتوسعت رقعته في فترات زمنية متلاحقة، وفيه كنيسة واسعة تجدد بناؤها عام 1906 احتوت على مجموعة من الأيقونات الدينية ذات المواضيع المختلفة التي تسهم في إطلاعنا على ثقافة ذلك العصر من خلال الصور المحفوظة فيها وفي الكهف أيضاً.

مقام القديسة تقلا

تجدد بناء الدير عام 1935 ليحتوي في طابقه الأرضي على غرف استقبال وطعام ومعرض المصنوعات الحرفي، وفي عام 1959 أضيف طابق ثانٍ مخصص بكامله لصوامع الرّاهبات، تحت هذا المبنى مطبخ فيه فرن حجري لصنع الخبز، وفوقه يقوم بناء آخر يعود إلى العام 1888، أعيد ترميمه مؤخراً، وهناك بيت ضيافة لاستقبال السياح والزوار شُيّد في العام 1934.

فوق سطح مبنى الدير الرئيس ثمّة درج يؤدي مباشرة إلى مزار القديسة "تقلا"، أي إلى المغارة الصخرية التي ترقى إلى العصور المسيحية الأولى، تقسم هذا المغارة إلى نبع مقدس وكنيستين صغيرتين تم ترميمهما».

الزوّار
مدخل المقام