أنجز فريق زرع الكلية في مشفى "المواساة" الجامعي 107 عمليات زرع كلية ناجحة في عام 2019، وهو أعلى رقم وصلت إليه عدد عمليات الزرع في المركز الوحيد وذلك منذ بدئها في "سورية".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 3 كانون الثاني 2020 مع الدكتور "عمار الراعي" المدير الطبي لمشفى "المواساة" رئيس وحدة زرع الأعضاء بالمشفى الذي قال: «بلغ عدد العمليات المنجزة مئةً وسبعَ عملياتِ زرعِ كليةٍ مجاناً، علماً أنّ هذا النوع من العمليات يكلّف آلاف الدولارات في الدول المجاورة، بدءاً من خمسة وعشرين وتصل حتى مئة ألف دولار للعملية الواحدة، وقد تجاوز الرقم الذي تم الوصول له قبل الأزمة والبالغ مئة وست عمليات زرع كلية، وبالتالي يعكس بالدرجة الأولى عزيمة وإصرار وإرادة التحدي لطاقم زرع الكلية في المشفى رغم الظروف والمصاعب بهدف تخفيف معاناة هذه الشريحة من المرضى، كما يدل على بدء تعافي القطاع الصحي في البلد، وعودة عجلة التطوير والتقدم».

الحالات الصعبة عديدة، بسبب تصميمنا على إجراء العمليات مهما كانت الصعوبة الجراحية لتخفيف معاناة المرضى، فمثلاً أجرينا زرع كلية وكانت الكلية تحوي ثلاثة شرايين، وعادة يستبعد المتبرع في حال كان عدد شرايين الكلية أكثر من اثنين لصعوبة إجراء المفاغرات الوعائية، إلا أنه وبسبب صعوبة تأمين متبرع بديل في حالة مريضنا فقد وافقنا على إجراء العملية التي تكللت بالنجاح

وعن تفاصيل هذا النوع من العمليات يتابع قائلاً: «هذه العملية تتطلب تحضيراً طويلاً لكل من الآخذ للكلية والمتبرع بها، ويشمل التحضير فحوصاً مخبرية شاملة، وصوراً شعاعية مختلفة، واستشارات طبية من اختصاصات مختلفة للتأكد من جاهزيتهما للعملية، يتبع ذلك أخذ الموافقة القانونية، والتي تضمن عدم وجود استغلال أو تجارة أعضاء، وأنّ التبرع طوعي وبلا مقابل، ثمّ يتم وضع المريض على قائمة الانتظار التي لا تتجاوز شهراً ونصف الشهر إلى شهرين نظراً لنشاط المركز في إجراء عمليات الزرع؛ حيث وصل عدد العمليات أحياناً إلى أربع عمليات في الأسبوع الواحد، وبعد إجراء عملية الزرع تتمّ متابعة المرضى بالمشفى وتقديم أدوية مثبطات المناعة مجاناً للأخذ مدى الحياة من المشفى».

جدول يبين عدد عمليات الزرع في المواساة من 2000 حتى 2019

وعن الصعوبات التي تواجههم يقول: «أولها نقص الكوادر إذ قبل الأزمة كان هناك ثلاثة فرق تعمل بالوحدة، أما حالياً فيوجد فريق واحد ما يحتم زيادة الجهد والعمل للحفاظ على نفس سوية الخدمة الطبية بل وتطويرها، كما لجأنا لتدريب وتأهيل عدد من الأطباء الشباب ليكونوا جزءاً من الفريق المؤلف من خمسة أطباء جراحة مع العلم أنّ هذه العملية فيها مريضين آخذ ومتبرع، وثاني الصعوبات حول تأمين أدوية مثبطات المناعة، فالعقوبات الظالمة على بلدنا شملت الأدوية وهذا اضطرنا للجوء لاستجرارها من الدول الصديقة مثل "الهند"، "إيران"، و"روسيا"».

ويتابع: «الحالات الصعبة عديدة، بسبب تصميمنا على إجراء العمليات مهما كانت الصعوبة الجراحية لتخفيف معاناة المرضى، فمثلاً أجرينا زرع كلية وكانت الكلية تحوي ثلاثة شرايين، وعادة يستبعد المتبرع في حال كان عدد شرايين الكلية أكثر من اثنين لصعوبة إجراء المفاغرات الوعائية، إلا أنه وبسبب صعوبة تأمين متبرع بديل في حالة مريضنا فقد وافقنا على إجراء العملية التي تكللت بالنجاح».

د. "عمار الراعي"

من جهتها الدكتورة "ربا البرادعي" اختصاص أمراض كلية تقول عن دورها في متابعة حالة المريض: «أعمل كطبيبة أمراض كلية في شعبة الكلية في مشفى "المواساة" الجامعي مع الدكتور "قاسم باشا" رئيس شعبة الكلية، والدكتور "عدنان الصباغ"، ودوري أن أحضر المريض والمتبرع قبل عملية الزرع من حيث التحاليل المخبرية والمناعية وتطابق الأنسجة، وإجراء الصور الشعاعية، والاستشارات الطبية كتحضير للعمل الجراحي، وبعد العملية يتابع المريض لمدة أسبوع على الأقل في المشفى في وحدة زراعة الأعضاء، وبعدها يتابع كمريض خارجي بشكل دوري سريرياً ومخبرياً وشعاعياً حتى لا يحدث رفض أو إنتان أو أي اختلاط بعد الزرع».

وتتابع: «أهم الصعوبات التي تواجه المريض وتواجهنا هي عدم توفر الأدوية المثبطة للمناعة ذات الجودة العالية، وعدم توافرها في مشافي الدولة، ما يضطر المريض إلى دفع تكاليف باهظة لشرائها أو أخذ الأدوية المتوافرة في مشافي الدولة، والتي تكون ذات جودة أقل، ويعتبر الدعم النفسي للمريض عنصراً أساسياً في عملية زراعة الكلية، ونعمل جاهدين أن نكون معه خطوة بخطوة، خصوصاً في حال حدوث اختلاط طبي نحاول فوراً التغلب عليه وتحسين نفسيته».

د. "ربا البرادعي"

يذكر أنه بلغ عدد عمليات زرع الكلية للعام 2018 أربعاً وثمانين عملية، وهدف الفريق للعام 2020 هو قطف الكلية من المتوفين دماغياً وزرعها للمرضى المحتاجين.