كانت دموعها التي انهمرت بعد الانتهاء من مناقشة رسالتها، وتوجيه الشكر لكل من دعمها، أكبر دليلٍ على الصعوبات الكبيرة التي مرّت بها "هدى محمد" كأوّل صمّاء تحصل على شهادة ماجستير في كلية الآداب بجامعة "دمشق".

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت بتاريخ 10 كانون الأول 2019، مناقشةَ الرسالة التي حملت عنوان "المشكلات الاجتماعية والسلوكية لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية"، في قسم علم الاجتماع، والتقت الطالبة "هدى محمد" مع مترجمة لغة الإشارة التي رافقتها في المناقشة "فرح التل" وعن نجاحها تقول: «أن أكون أوّل صمّاء تحصل على رسالة ماجستير فكرة شكلت لديّ صعوبةً كبيرةً، إلا أنّني مع مرور الوقت استطعت تجاوزها واقتنعت بأنّني لا أختلف عن الأشخاص الذين يسمعون، وعزمت على المحاولة حتى أصل إلى ما أهدف إليه وهذا ما تحقق بدعم كبير من أهلي (أمي أبي وزوجي) ومجتمع الصمّ بأكلمه الموجود حولي، وأعتبر نفسي قويةً لأنّني تجاوزت مشكلة نقص السمع الذي أعاني منه، ولأني سأشجع الأصمّاء مثلي على الإصرار لتحقيق أحلامهم مهما كبرت».

اخترت عنوان الرسالة عن الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، لأني أعتبره واجبياً عليّ دعم أصحاب هذه الفئة والعمل على إرشادهم الاجتماعي المستقبلي

تضيف: «اخترت عنوان الرسالة عن الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، لأني أعتبره واجبياً عليّ دعم أصحاب هذه الفئة والعمل على إرشادهم الاجتماعي المستقبلي».

مترجمة لغة الإشارة فرح التل

أما الدكتورة "إسعاف حمد" مدرّسة في قسم علم الاجتماع ومن أعضاء لجنة تحكيم رسالة "هدى" تقول: «يعتبر ما حدث اليوم إنجازاً هاماً على صعيد جامعة "دمشق" بأن تكون هذه الرسالة الأولى في الإرشاد الاجتماعي لطالبة صمّاء تمّت مناقشتها بلغة الإشارة، ومن خلال معرفتي بـ"هدى" طالبتي في المرحلة الجامعية الأولى وسنوات الماجستير أجد أنّها طالبةٌ متميزةٌ لم نشعر للحظة أنّها مختلفةٌ عن الطلاب العاديين وكانت نموذجاً يحتذى بالإرادة والعزيمة والاجتهاد والحرص».

تتابع: «أهمية البحث الذي قدمته "هدى" يعكس ربط الأبحاث الجامعية بالمجتمع، فمن خلال مثل هذه الأبحاث نستطيع أن ندمج ذوي الاحتياجات الخاصة بفئات المجتمع المختلفة من دون أن يشعروا بأيّ نقص، وهذا ما يؤكد على ما يسمى بالاختلاف الإيجابي الذي يعود بالفائدة على الجميع».

لجنة التحكيم
الحضور