اختُتم في مكتبة "الأسد" المؤتمرُ العلميُّ الأوّل للباحثين السوريين المغتربين، الذي أُدرج تحت اسم "نحو اقتصاد المعرفة لسورية ما بعد الحرب"، وانتهى بتوصياتٍ ومقترحاتٍ للاستفادة من العقول المفكّرة والباحثة عن النهوض باقتصادٍ سوريٍّ خام.

مدونةُ وطن "eSyria" حضرت اختتامَ المؤتمر بتاريخ 8 آب 2019 والتقت الدكتورة "أيسر ميداني" رئيسَ مجلسِ أمناء شبكة العلماء السوريين في المغترب، التي قالت: «التجاوبُ كان قوياً جداً من الباحثين المغتربين الذين لا شكّ أنّ قلوبَهم مع "سورية"، والهدف من تعاونهم هو اندفاعهم للمساهمة في إعادة الإعمار تخطيطاً وتنفيذاً ودراسة، البعض لم يستطع المجيء ولكنهم أرسلوا أوراقَ وملصقاتِ مشاريعهم، والهدف الحقيقي من هذا المؤتمر هو التشبيك بين العلماء في الداخل والخارج، وأن تكون مشاريعهم المطروحة تطبيقية تدخل في إعادة الإعمار من جهة، ومن جهة أخرى اكتشفنا أهمية البحث السوري وتطوّره وملامسته للواقع، والملفت للنظر تقارب مستوى الأبحاث الخارجية والداخلية والأفكار الخلّاقة التي عُرضت، عدا عن قدم هذه الأبحاث حيث إنّ بعضها منذ التسعينيات، وهذا دليل على أنّ الجميع يشعر بما يجب فعله بـ"سورية" في ظلّ الحصار الحاصل».

أنا هنا لأهمية هذا المؤتمر الذي سيعود على الوطن والاقتصاد السوري بالمنفعة الكبيرة، فعندما تتناغم الطاقات السورية في الداخل والخارج ويتمّ دمجها، سيتمّ ابتكار أفكار خلّاقة تنهض بالبلد، التشابك والتشارك اليوم سيجعلنا نخرج بالبحث العلمي المحلي العالمي وصولاً إلى البحث السوري الخام، وسررنا جداً بأهمية البحوث السورية المطروحة والتي تحتاج أن تبصر النور وهي قادرة على تقديم الكثير للاقتصاد السوري

الدكتور "محمد عزام قياسي" المستشار الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا في المنظمة العالمية للتنظير الهضمي، أحد الباحثين المشاركين في المؤتمر قال: «أنا هنا لأهمية هذا المؤتمر الذي سيعود على الوطن والاقتصاد السوري بالمنفعة الكبيرة، فعندما تتناغم الطاقات السورية في الداخل والخارج ويتمّ دمجها، سيتمّ ابتكار أفكار خلّاقة تنهض بالبلد، التشابك والتشارك اليوم سيجعلنا نخرج بالبحث العلمي المحلي العالمي وصولاً إلى البحث السوري الخام، وسررنا جداً بأهمية البحوث السورية المطروحة والتي تحتاج أن تبصر النور وهي قادرة على تقديم الكثير للاقتصاد السوري».

أثناء جلسة التوصيات

"عبد الكريم خليل" معاون المدير العام للهيئة العليا للبحث العلمي، ورئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر العلمي قال: «بالتنسيق مع الشركاء المعنيين في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وشبكة "نوستيا"، ووزارة الخارجية والمغتربين، وهيئة التخطيط والتعاون الدولي والهيئة العليا للبحث العلمي، تمّ التخطيط لاستقطاب الباحثين العلميين السوريين في المغترب، ودعوتهم لمشاركة بحوثهم والتشبيك مع هذه الجهات ومع الباحثين السوريين للاستفادة من أوراقهم البحثية، في مشروع التنمية المستدامة وخلق اقتصاد محلي خام، والذي يعرف اليوم بالرؤية السورية عام 2030، ومحاولة الاستغناء عن الاستيراد الخارجي، والنهوض بالصناعات السورية البحتة في خطة للاكتفاء الذاتي في ظل الحصار الراهن على "سورية".

وقد تمّت مناقشة التوصيات في نهاية الجلسات من خلال جلسة ختامية أِشارت إلى تحويل هذا المؤتمر إلى فعالية دورية، وتنظيم نشاطات مرافقة للمؤتمر لتحقيق الاستفادة المثلى من مشاركة الباحثين المغتربين، و(مأسسة) عملية التعاون بين الجهات العلمية البحثية والقطاعات الإنتاجية والخدمية فيما بينها من جهة، وبين الباحثين السوريين المغتربين من جهة أخرى، وأن تتولى الهيئة العليا إعداد برنامج للتواصل مع الباحثين السوريين المغتربين ضمن استراتيجية متكاملة لمعالجة مشكلاتهم، وتشجيعهم على دعوة أقرانهم المقيمين للقيام بزيارات علمية للمؤسسات البحثية التي يعملون بها في المغترب بهدف اكتساب معارف جديدة، ووضع آلية مناسبة لتقديم الدعم الكامل للجهات أو الأفراد العاملين على توطين التكنولوجيا، والتركيز على إعادة تأهيل المواطن وتلافي آثار الأزمة، وتعزيز حسّ الانتماء الوطني لدى المغتربين، وتشجيع الباحثين السوريين المغتربين في الدول التي تعرضت لحروب مدمّرة على نقل التجارب الناجحة في إعادة الإعمار».

الدكتورة أيسر ميداني
صورة لتجمع الباحثين من سورية والمهجر