أدى أطفالٌ سوريون ينتمون لخمس فرق كورالية مختلفة، مجموعة من الأغاني بلغات عدة على مسارح "بيلاروسيا"، أدهشوا من خلالها الحضور، من خلال التآلف فيما بينهم، وإصرارهم على النهوض من خضم الحرب والألم بأبهى حلّة.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 تموز 2019 المايسترو "حسام بريمو" ليحدثنا عن مشاركة كورال "ألوان" بمخيم "بيلاروسيا"، حيث قال: «يتسع المخيم الترفيهي في "بيلاروسيا" لأكثر من ألف وخمسمئة طفل، يهتمون بنشاطات الطفل وصحته أيضاً، يضمّ بحيرة كبيرة، ومرافق عديدة للرفاهية والتسلية والنشاطات الرياضية والألعاب الذكية والعناية الطبية، وتضم مسرحاً كبيراً وأماكن للنشاطات الموسيقية، يستقبل الأطفال من كل العالم لمن يرغب بالحضور، وقد تم توجيه دعوة لنا من قبل الحكومة البيلاروسية، طلبت من خلالها اختيار مجموعة أطفال من قبل الحكومة السورية، فأرسلت الحكومة أطفالاً على مدى ثلاث سنوات، وهذه المرة وقع الاختيار على الكورال الخاص بنا، وكان على الطفل المشارك في المخيم تقديم شيء ليشعر بوجوده وعلى هذا الأساس تم اختيار خمسة كورالات هي "أرجوان، حلم، يوسف الدمشقي، منارة باب شرقي، ألوان"، لمدة أسبوعين، يمارس خلالهما النشاطات السابقة، كل طفل من أطفال الكورال الجماعي شارك بأربع حفلات، من ضمنها حفلة للكورالات جميعاً، وحفلين فقرات مشتركة، وحفل يضم فقرة خاصة بكل كورال، حيث غنينا باللغات الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، الروسية، الإنكليزية والأوكرانية، وظننا أنّ الغناء باللغتين الأوكرانية والروسية سيأخذ الصدى الأكبر، لكن ما فاجأنا هو الصدى الكبير والوقع الجميل للغة العربية على آذان الجمهور الروسي، فشعرنا بالاستحسان من خلال التصفيق الشديد، والإعجاب الذي لمسناه عن قرب، فعدنا بانطباع جميل جداً صرّح به القائمون على المسرح أنّ أطفالنا قمة في الرقي والأداء، وكيف يمكن لأطفال عاشت ظروف الحرب القاسية أن تخرج بهذا الكم من الجمال».

شارك طفلاي "روي" و"كارول حنوش" بالمخيم، وكانت تجربتهما الأولى التي يستقلان من خلالها الطائرة، وهذه خبرة جديدة لهما خاصة مع عدم وجود الأهل معهما، تعرفا على طبيعة جديدة، وثقافة مختلفة مع أطفال يتحدثون بلغة مغايرة عن لغتنا العربية، عدا عن الأماكن المميزة التي اكتشفاها. وفي الحقيقة أن المسؤولية الكبيرة التي وقعت على عاتق الأطفال جميعاً بتمثيلهم "سورية"، وغنائهم باللغة العربية أمام جمهور لا يستطيع فهم ما يسمع، لكنه يشعر باللحن والأداء، وبالنتيجة هم لاقوا استحسان المجتمع الروسي الذي أحبهم جداً

"نادين أسود" أم لطفلين شاركا في المخيم البيلاروسي قالت: «شارك طفلاي "روي" و"كارول حنوش" بالمخيم، وكانت تجربتهما الأولى التي يستقلان من خلالها الطائرة، وهذه خبرة جديدة لهما خاصة مع عدم وجود الأهل معهما، تعرفا على طبيعة جديدة، وثقافة مختلفة مع أطفال يتحدثون بلغة مغايرة عن لغتنا العربية، عدا عن الأماكن المميزة التي اكتشفاها. وفي الحقيقة أن المسؤولية الكبيرة التي وقعت على عاتق الأطفال جميعاً بتمثيلهم "سورية"، وغنائهم باللغة العربية أمام جمهور لا يستطيع فهم ما يسمع، لكنه يشعر باللحن والأداء، وبالنتيجة هم لاقوا استحسان المجتمع الروسي الذي أحبهم جداً».

الأطفال في المخيم

"كارولين توماس" أم طفل مشارك أيضاً قالت: «لقد كانت الرحلة إلى "بيلاروسيا" بالنسبة لابني "ميشال قسيس" تجربة رائعة؛ قدّم فيها مع رفاقه ضمن جوقة "ألوان" بقيادة المايسترو "حسام الدين بريمو" طيفاً ملوّناً من الأغاني البديعة بلغات عدة، وقد كان ذلك ثمرة جهود حثيثة، وتدريبات مكثّفة قبل السفر، كما أنّه اكتسب من خلال هذه التجربة الفريدة مهارات جديدة؛ منها الاعتماد على الذات بعيداً عن الأسرة، وروح التعاون مع الجماعة، واحترام قواعد السلوك والانضباط، فضلاً عن تعرفه على ثقافة جديدة عريقة وسّعت أفق تفكيره، وغرست في نفسه قيماً وطموحات جميلة حملها معه إلى وطنه الغالي "سورية"».

يذكر أنّ المخيم استمر مدة أسبوعين، وقد عاد الأطفال في الخامس عشر من تموز 2019، محملين بذكريات وتجارب شيقة لا تنسى.

الأطفال أثناء البروفات
حسام بريمو قائد كورال ألوان