في خطوة سينمائية متميزة أنهى فريق عمل الفيلم الدرامي التوثيقي الناطق باللغة الآرامية "قيامة الصخور" تصويره في "معلولا"، معلناً عن رسالته حول تثبيت هوية الانتماء إلى التاريخ والأرض واللغة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 7 كانون الأول 2018، مع مخرج الفيلم "سليم المير"، ليحدثنا حوله بالقول: «اللغة أحد أهم عوامل التكوين الاجتماعي؛ فهي تربط الإنسان بإرثه الحضاري، وما دفعنا إلى الإضاءة على أهمية اللغة الآرامية يكمن في سببين؛ الأول أهميتها التاريخية المرتبطة بالشخصية السورية حضارياً. والثاني وضع اللغة الآرامية حالياً؛ فهي تكاد تنقرض، حيث يقتصر استخدامها على عدة قرى ومدن سورية في العالم مع أنها الأساس لكثير من اللغات المستخدمة حالياً، فعندما يستمع الإنسان إلى لغته الأم ويتحدث بها ينتابه ذات الشعور كمن يرتمي في أحضان أمه، وبالنسبة لي شخصياً، من لا يتمسك بتاريخه ولغته يعيش فاقداً لهويته، وقد تناول الفيلم أربعة محاور، هي: حياة القديسة "تقلا"، اللغة الآرامية، وتاريخ مدينة "معلولا"، ومجريات الحرب في المدينة، وتم نسج السرد الفيلمي بتمثيل حياة القديسة "تقلا"، وربط تفاصيل من حياتها بإسقاطات على المحاور الأخرى بما فيها مجريات الحرب في "معلولا"، امتداداً بالعنصر الزمني من بداية نشأة المدينة حتى اليوم. وبالنسبة للتصوير، فقد تمّ فيها بالكامل، واستغرق العمل كاملاً ستة أشهر، منها شهر للتصوير، والتحضير للعمل استهلك الجزأ الأكبر من الوقت. والصعوبات التي واجهناها تجلت في نقطتين هما: إمكانية التوثيق وتوفير المادة المناسبة، والتعامل مع اللغة بالنسبة للممثلين، وفي النهاية، نستطيع القول إن الرسالة من هذا الفيلم هي تثبيت هوية الانتماء إلى التاريخ والأرض واللغة».

أشارك للمرة الأولى في نوع كهذا من الأعمال، وهو يعتمد المعلومات القائم عليها أكثر من الدور التمثيلي، وتكمن الصعوبة في كون اللغة الآرامية هي اللغة الأساسية في الفيلم؛ وهو ما جعل الجهد المبذول في التمثيل أقلّ بكثير من الجهد الذي بذل في سبيل الأداء اللغوي الصحيح للغة قديمة كالآرامية، ولأداء هذه المهمة بإتقان رافقنا مدرّب في أغلب الوقت صحّح لنا الأخطاء اللفظية، لكنني أعدّ هذه الخطوة مميزة وذات قيمة؛ لأنها غير تقليدية وتتسم بالغنى والعمق التاريخي

الممثّلة "عليا سعيد" من أبطال الفيلم، بدورها تقول: «أشارك للمرة الأولى في نوع كهذا من الأعمال، وهو يعتمد المعلومات القائم عليها أكثر من الدور التمثيلي، وتكمن الصعوبة في كون اللغة الآرامية هي اللغة الأساسية في الفيلم؛ وهو ما جعل الجهد المبذول في التمثيل أقلّ بكثير من الجهد الذي بذل في سبيل الأداء اللغوي الصحيح للغة قديمة كالآرامية، ولأداء هذه المهمة بإتقان رافقنا مدرّب في أغلب الوقت صحّح لنا الأخطاء اللفظية، لكنني أعدّ هذه الخطوة مميزة وذات قيمة؛ لأنها غير تقليدية وتتسم بالغنى والعمق التاريخي».

ملصق لفيلم "قيامة الصخور"

يذكر، أن فيلم "قيامة الصخور" يروي سيرة حياة القديسة "تقلا" في مدينة "معلولا"، مع توثيق العمق التاريخي للمدينة واللغة الأرامية، والمرور على مجريات الحرب في المدينة.

من أجواء التصوير
الممثلة "عليا سعيد"