السوريون كعشاق للسلام، يستثمرون كل ثغرة يتسلل منها نوره في صناعة المزيد من الحب والأمان، ومنحوتة النحات "مهند معلا" في أحد أنفاق منطقة "جوبر" في غوطة "دمشق" الشرقية ما هي إلا دليل على ما سبق.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 نيسان 2018، تواصلت مع النحات "مهند معلا" ليحدثنا بالقول: «النحت كان مهارة مكتسبة في حياتي، حاولت تطوير نفسي في الرسم وانتقلت إلى النحت، فالرسم والنحت مبدؤهما واحد من جهة النسب التشريحية. سافرت إلى "أوروبا" وكان هدفي الأول سياحة العين، ورؤية المتاحف والتماثيل، وحضور معارض للتشكيليين للاستفادة من خبراتهم».

من يرى المنحوتة يلمس إتقان "مهند" لعمله؛ فالناظر يشعر بأنها تحدثه من خلال صدقها، وأكثر ما لفت انتباهي فيها نظرة عيني الجندي السوري، حيث تحتضنا القوة والشموخ، ويشعرك من خلال نظرته بالثقة والنصر

أما عن منحوتته داخل أحد أنفاق جبهة "جوبر"، فقال: «تتوسط المنحوتة مجسد قيامة اليسوع؛ رسول المحبة، محرر اليدين، مطلقاً حمامة السلام، وقصدت منها أن يسوع رمز السلام، والحمامة هي شخص السلام، ووضعية تحرير اليدين تدل على النصر، وحاولت نسخ ذات الجندي الذي نحتّه في نفق سابق عام 2016، حيث كان الجندي السابق يحمل سلاحه وصامداً، أما الجندي الحالي، فقد تغيرت وضعيته من تأهب وقتال، إلى غرز للعلم السوري في أرض "سورية"، فانتقلت الصورة من مقاومة وصمود إلى نصر، والمنحوتة الثالثة تتموضع مقابل العملين السابقين لجندي يرتدي الزي العسكري ويؤدي التحية للعلم السوري، مرفوع الرأس، والهدف من هذه المنحوتة كان رفع معنويات العسكريين الموجودين في طوق العاصمة بوجه خاص، والجيش العربي السوري بوجه عام، ورسالة إلى الرأي العام أن الجندي السوري إنسان بروحه وجسده؛ وهذا ما يميز إنسانيته».

منحوتة تجسد "يسوع" السلام والمحبة

وعنه يقول "ياسر علي" أحد الذين شاهدوا المنحوتة في النفق: «اتبع "مهند" أسلوباً مجازياً ورمزياً في منحوتاته، وخاصة بالمواضيع الملحميّة والأسطوريّة، والأنفاق مكان عمل صعب الظروف، ومنحوتات "مهند" كانت تدب الروح بالحجر والصلصال، وتفعّل روح العمل الإيجابي عند زملائه، وخاصة في المنحوتات التي تجسد ملاحم الجيش العربي السوري على الأرض السورية».

"عبدو حلاق" جندي زميل "مهند"، ورافقه خلال مراحل المنحوتة، قال: :«من يرى المنحوتة يلمس إتقان "مهند" لعمله؛ فالناظر يشعر بأنها تحدثه من خلال صدقها، وأكثر ما لفت انتباهي فيها نظرة عيني الجندي السوري، حيث تحتضنا القوة والشموخ، ويشعرك من خلال نظرته بالثقة والنصر».

منحوتة تجسد جندياً في الجيش العربي السوري

يذكر أن "مهند معلا" من مواليد محافظة "طرطوس"، عام 1986.

منحوتة تجسد حمامة السلام