"عشقي للمرأة والوطن والأرض شيء واحد". هي كلمات الكاتب والباحث والشاعر "شمس الدين العجلاني" الذي غيبه الموت، عن عمر يناهز السابعة والستين عاماً، في مبنى "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" بـ"دمشق"، إثر نوبة قلبية حادة، بتاريخ 5 شباط 2018.

الكاتب والشاعر والروائي "عادل شريفي"، يقول عنه: «رجل مرهف الحس، رومانسي إلى أبعد الحدود، عشق "دمشق" وأهلها وحاراتها، واستنشق أريج هوائها. كانت محبوبته الأزلية، وجليسة صالونه الأدبي على مدار أيامه ولياليه. أرَّخ لـ"دمشق"، وكتب فيها أعذب القصائد، كتابه "يهود دمشق" يعدّ من أهم الوثائق التاريخية التي كتبت عن تاريخهم وحكاياتهم فيها.

وثيقة مهمة ودقيقة للتأريخ والبحث، تحدث فيها "العجلاني" عن يهود "دمشق" من خلال تعداد أسماء الأسر، وعاداتهم، وأعمالهم، وتجارتهم، والرحلات التي قاموا بها، ودورهم السياسي الذي كان يمارسه ممثلهم في البرلمان، مشيراً إلى أن الكتاب لم ينتقص منهم، بل تناولهم كنسيج يصور حياتهم في "دمشق"، حيث كانوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السوري، وتضمن الكتاب صوراً توثيقية عنهم بمختلف جوانبهم المعيشية في ذلك الوقت

جمعتني صداقة مع الراحل، وكان تواصلنا شبه يومي، استزدت من معلوماته الثرة التي لا تنضب، وتعلمت من تواضعه وألمعيته الشيء الكثير، جاءت الأحداث السورية لتوطد علاقتنا بعد أن حولتنا الأحزان إلى أسرة واحدة، أسرة ذوي الشهداء، فكلانا فقد عزيزاً قضى شهيداً في هذه الملحمة الكبرى، لكن مصيبته كانت أكبر من حدود استيعاب البشرية، فهو شخص مرهف الإحساس، متعلق بابنه الشهيد "ثائر" أشد التعلق، كان كمن كسر ظهره على الرغم من محاولاته الظهور متجلداً أمام الناس، وحده من ذاق اللوعة يعرف عن ماذا أتكلم، لقد كان يغيب رويداً رويداً، نصفه معنا، ونصفه هناك عند "ثائر" ورفاقه».

الكاتبة "لينا غانم" والراحل

الكاتب الإعلامي "إسماعيل مروة" وصف كتابه "يهود دمشق الشام" بأنه: «وثيقة مهمة ودقيقة للتأريخ والبحث، تحدث فيها "العجلاني" عن يهود "دمشق" من خلال تعداد أسماء الأسر، وعاداتهم، وأعمالهم، وتجارتهم، والرحلات التي قاموا بها، ودورهم السياسي الذي كان يمارسه ممثلهم في البرلمان، مشيراً إلى أن الكتاب لم ينتقص منهم، بل تناولهم كنسيج يصور حياتهم في "دمشق"، حيث كانوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السوري، وتضمن الكتاب صوراً توثيقية عنهم بمختلف جوانبهم المعيشية في ذلك الوقت».

الجدير بالذكر، أن الكاتب والإعلامي والباحث "شمس الدين العجلاني" من مواليد "دمشق" عام 1951، وهو عضو في "اتحاد الصحفيين" في "سورية"، تمرس في العمل الإعلامي في جهات رسمية وعامة عديدة، وله العديد من الدراسات والمقالات في الصحف والمجلات العربية والسورية، وشارك في المؤتمرات والندوات العلمية والسياسية والبرلمانية، وله العديد من المؤلفات، منها: "الجبهة الوطنية التقدمية والتعددية السياسية والحزبية في سورية"، "الاعتداء الفرنسي على دمشق والمجلس النيابي"، ديوان "تغريدة دمشقية من أثينا" الذي أهداه إلى زوجته المهندسة "هدى الحمصي" عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، "المزاعم الصهيونية في هيكل سليمان"، و"يهود دمشق الشام"، وكان آخرها "شوام شيوخ الصحافة".

من توقيع كتابه "شوام شيوخ الصحافة"
كتابه "يهود دمشق الشام"