على الرغم من أنه لا يعدّ الكتابة شغفه الأساسي، ولا يلجأ إليها إلا عند شعوره بالحاجة، لكن الروح الحية التي يحلق بها قلم الكاتب "أنس ناصيف" حملته إلى المرتبة الثالثة من أولى مشاركاته بمسابقة القصة القصيرة عن قصته "عندما كان هناك مكان للصراخ"، التي صدرت عن جمعية "الأنصار" للثقافة في "المغرب".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 29 كانون الأول 2017، مع الكاتب "أنس ناصيف"، وعن بداياته بمجال الكتابة قال: «نما شغف القراءة لدي بتشجيع من والدي الذي علمني مذ كنت صغيراً مدى أهمية القراءة، وبفضل المحيطين نمت موهبتي، حيث كانوا يقترحون عليّ أسماء كتب ومؤلفين. بدأت في الثانية عشرة من عمري أعبر عن طريق النص الأدبي وكتابة الخاطرة، وفي سنّ 18 عاماً قمت بعدد من المحاولات الشعرية ومازالت مستمرة حتى الآن، وأكتب قصيدة النثر بين الحين والآخر، ولدي العديد من القصائد المنشورة في المجلات والصحف العربية.

المسابقات تعطي دافعاً معنوياً للكاتب وتشجعه على الكتابة وتزيد ثقته بكتابته. "أنس" يكتب بقلم حرّ وواعٍ، حيث يقتنص لحظات ومواقف داخلية عميقة تهمه وتهمنا، ويطرحها بأسلوبه لتعبر عن كل منا. أجمل ما في كتابته أسلوبه الخاص الحي والعميق وغير المتكلف؛ إذ يكتب عن الوجع في قصصه فيوجع، ويكتب عن الحب فنحلق معه. القصة التي حصدت جائزة مؤخراً أعجبتني بشدة وأثرت بي، واستطاع أن يرصد الألم، وقد تألمت حقاً وأنا أقرؤها، فهو شخص عميق الثقافة والروح؛ وهذا يبدو جلياً في روح قلمه

قصتي مع القصة القصيرة بدأت عام 2013 عندما نشرت قصتي القصيرة الأولى بعنوان: "الهبوط على شجرة الحب"، ومنذ ذلك الوقت وأنا أكتبها بين الحين والآخر».

دعوة للتكريم

وتابع ليحدثنا عن مشاركته وحصوله على المرتبة الثالثة بمسابقة "سعدية باحدة" القصصية العربية بالقول: «الكتابة الأدبية حتى اليوم لا تأخذ مني الاهتمام اللازم، لأنني مازلت منشغلاً بدارسة الفلسفة أكثر، وطموحاتي تتنقل بين الأدب والفلسفة؛ حيث أكتب عندما تدفعني حاجة إلى ذلك، وأمضي أوقاتاً أعيش فيها نوعاً من العزلة. لدي العديد من المشاريع الأدبية، وأتمنى أن أتمكن من إنجازها وأتخطى رعب النشر؛ إذ إنني مقلّ جداً في النشر، وهذه أول جائزة، حيث لم أفكر في التقدم إلى المسابقات الأدبية من قبل.

أحداث القصة واقعية وتدور حول فكرة أن الحرب سلبتنا كل شيء حتى إنها سلبت حقنا في الصراخ ووضعت هذه الأحداث ضمن قالب أدبي».

الشاعرة "إباء الخطيب" أعطتنا رأيها بكتابات "ناصيف"، فقالت: «المسابقات تعطي دافعاً معنوياً للكاتب وتشجعه على الكتابة وتزيد ثقته بكتابته.

"أنس" يكتب بقلم حرّ وواعٍ، حيث يقتنص لحظات ومواقف داخلية عميقة تهمه وتهمنا، ويطرحها بأسلوبه لتعبر عن كل منا. أجمل ما في كتابته أسلوبه الخاص الحي والعميق وغير المتكلف؛ إذ يكتب عن الوجع في قصصه فيوجع، ويكتب عن الحب فنحلق معه. القصة التي حصدت جائزة مؤخراً أعجبتني بشدة وأثرت بي، واستطاع أن يرصد الألم، وقد تألمت حقاً وأنا أقرؤها، فهو شخص عميق الثقافة والروح؛ وهذا يبدو جلياً في روح قلمه».

يذكر أن "أنس ناصيف" من مواليد عام 1989، وحاصل على إجازة في الفلسفة من جامعة "دمشق"، وطالب ماجستير يتابع دراسته في "السعودية".