كرمت "مفوضية اللاجئين" في الأمم المتحدة طبيب الفقراء الدكتور "إحسان عز الدين" في "دمشق"، الذي قضى حياته على مدى نصف قرن في خدمة الناس، وذلك بعد نيله لقب الوصيف في جائزة "نانسن" لعام 2017، وهذه الجائزة تمنح لأشخاص تفانوا في خدمة النازحين جراء الحروب والصراعات.

وفي حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 كانون الأول 2017، قال الدكتور "عز الدين" عن الجائزة: «هذه الجائزة مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لي، إلا أنها لن تغير شيئاً في حياتي، فقط أكدت لي أن الطريق الذي سلكته واتخذته منهجاً لحياتي كان صحيحاً، وحصولي على هذه الجائزة هو عبء إضافي يحثني على متابعة ما بدأته في خدمة الناس والمرضى والمحتاجين، مع أنني كنت دائماً أسعى إلى محبة الناس، وأعدّها جائزتي الحقيقية في الحياة».

أنا عضو في جمعية خيرية، وقد استطعنا وبدعم من "مفوضية اللاجئين" تأسيس مشغل خياطة يقوم بتشغيل 50 عاملاً وعاملة، وأقوم بالإشراف على المشغل إضافة إلى عملي في العيادة

وأضاف قائلاً: «أنا عضو في جمعية خيرية، وقد استطعنا وبدعم من "مفوضية اللاجئين" تأسيس مشغل خياطة يقوم بتشغيل 50 عاملاً وعاملة، وأقوم بالإشراف على المشغل إضافة إلى عملي في العيادة».

الدكتور "احسان عز الدين" يتسلم جائزته

"حامد الحلبي" أستاذ متقاعد من مدينة "جرمانا"، تحدث عن الدكتور "عز الدين" بالقول: «الدكتور "إحسان" رجل منح نفسه للقيم الإنسانية النبيلة، درس الطب لإيمانه بنبل هذه المهنة، وكان أفضل من جسد نبلها على أرض الواقع، فهو الطبيب الذي لا يتقاضى من مرضاه إلا خمسين ليرة سورية، وذلك كي يحفظ لهم كرامتهم ولا يشعرهم بإحسانه عليهم. يزور عيادته الكائنة في "جرمانا" ما يزيد على 200 مريض كل يوم، ودائماً يستقبلهم بإنسانيته المعهودة ووجهه البشوش.

أنا أعرفه منذ زمن طويل، وأعلم أن عمله طغى على حياته الشخصية، فمنذ أكثر من نصف قرن وإلى اليوم وعلى الرغم من تقدمه في السن، إلا أن عطاءه لم ينضب، وإخلاصه لعمله ومهنته مازالا يتحدثان عنه، هو قدوة في الإنسانية والنبل وعمل الخير، ويستحق التكريم بأكثر من ذلك».

الجدير بالذكر، أن "نانسن" هي جائزة إنسانية أسّست عام 1954 تخليداً لذكرى المفوض السامي "فريد جوف نانسن"، وتمنح سنوياً لتكريم أشخاص تفانوا في خدمة النازحين جراء الحروب والصراعات، وقد نافس الدكتور "عز الدين" على الجائزة أربعة مرشحين من بينهم البروفسور الفرنسي "برنارد ويرث".

بقي أن نذكر، أن الدكتور "إحسان عز الدين" من مواليد قرية "رضيمة اللوا" في محافظة "السويداء"، عام 1943.