منطلقة من إحساسها بالعمل، عزفت المؤلفة الموسيقية "ليال وطفة" لحن الفيلم الروائي الطويل "فوتوكوبي"، لتؤهله مع ربانه "تامر العشري" للفوز بجائزة أفضل فيلم ضمن مهرجان "الجونة" السينمائي في "مصر".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 3 تشرين الأول 2017، مع المؤلفة الموسيقية "ليال وطفة"، لتحدثنا عن تصميمها الموسيقي لفيلم "فوتوكوبي" المشارك ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، والحاصل على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان "الجونة" السينمائي في دورته الأولى، فقالت: «كل عمل أضاف إلى خبرتي كمؤلفة، وله خصوصيته التي تغني تجاربي الفنية، والموسيقا لغة تعبير لمضمون الفيلم، وما أهدف إليه دائماً هو محاولة إيصال روح الفيلم أو العمل من خلال هذه اللغة، مسؤوليتي كمؤلفة أن أضيف إلى العمل وأدعم فكرته؛ لذلك أعيش بإحساس العمل حتى الانتهاء منه ورؤية النتائج، والجائزة منحت للفيلم كعمل متكامل، ولست معنية به كمؤلفة، لكن ذلك لا يعني أنني لا أشعر بالفخر والسعادة، فأنا جزء من هذا العمل الكبير، ونجاح أي عمل يجسد جهود كل فريق العمل، وكل عمل جديد بمنزلة تحدٍّ واختبار لي».

تعاونت مع "وطفة" من دون أن نتقابل، فأرسلت لها الفيلم، وكنا نتناقش ونعمل من خلال وسائل التواصل أو رسائل البريد الإلكتروني، وكنت أثق بأنها ستنجز عملاً جميلاً بحكم ما سمعته عنها سابقاً، لكنني لم أتخيل هذه النتيجة المبهرة؛ فقد صنعت فيلماً آخر داخل الفيلم

أما عن بداياتها مع الموسيقا، فأضافت: «مهما تحمل هذه المهنة من صعاب، فهي المهنة التي أعشق، وهي صناعة توازي كتابة أي عمل، وهي موهبة من الله حباني بها، وأنا قبلت بهذه الهدية، وعملت على صقلها. احتفظت بالأوكسجين الذي يملأ صدري ويشبع شغفي بالحياة منذ أن كنت طفلة بعمر التاسعة لحظة تعلمي العزف على الكمان، ثم العزف على البيانو، لألون مسيرتي الفنية كمؤدية صوتية بعمر الثامنة عشرة لعدد من البرامج التلفزيونية والعروض الفنية المنوعة، وبعمر الثانية والعشرين بدأت تأليف الموسيقا التصويرية للسينما والتلفزيون، وفي عام 2003، دعيت لأكون ضمن فريق عمل محطة "إم بي سي" كمهندسة صوت ومؤلفة موسيقا، وهي نقلة نوعية في حياتي المهنية، وبقيت معهم لمدة ست سنوات، حيث تقلدت منصب مديرة قسم الإنتاج الصوتي. عام 2009، آن الأوان لأنشئ العمل الخاص، فافتتحت استوديو خاصاً بي، وبدأت إنتاج العديد من الأعمال الموسيقية إلى جانب عدد من المشاريع التي توزعت في مختلف دول العالم والشرق الأوسط».

تتويج فيلم فوتوكوبي

وعن رحلة التأليف التي تعيشها "وطفة" مع كل عمل، أكدت بالقول: «هي مرحلة خاصة وشخصية، حيث تبدأ بمشاهدة العمل وملامسة روحه، من ممثلين وقصة ورؤية إخراجية، إلى أن يأتي الإلهام للكتابة الموسيقية التي تعزف بداخلي وتخرج أنغاماً. أحياناً لا يكون الموضوع بهذه السهولة، ويأخذ وقتاً أكثر من المتوقع، ولا بد من مشاركة الأفكار الأولية مع المخرج الذي يحمل أحياناً رؤية مختلفة قليلاً، ويطلب التعديلات التي تحمل العمل إلى برّ الأمان».

وعن الموسيقا التصويرية، صرّح مخرج العمل "تامر العشري"، بالقول: «تعاونت مع "وطفة" من دون أن نتقابل، فأرسلت لها الفيلم، وكنا نتناقش ونعمل من خلال وسائل التواصل أو رسائل البريد الإلكتروني، وكنت أثق بأنها ستنجز عملاً جميلاً بحكم ما سمعته عنها سابقاً، لكنني لم أتخيل هذه النتيجة المبهرة؛ فقد صنعت فيلماً آخر داخل الفيلم».

الملصق الإعلاني لفيلم فوتوكوبي

يشار إلى أن الفيلم من بطولة "محمود حميدة"، "شيرين رضا"، وآخرين، وإخراج "تامر العشري". و"ليال وطفة" من مواليد "دمشق" عام 1980، وحاصلة على عدة جوائز دولية بهذا المجال.