بإمكانيات متواضعة حاول المخترع "رامي الحايك" حل مشكلة الحنية الشائعة، والتي يعاني منها معظم مستخدمي الحاسوب والهواتف الذكية. فجعل من جهاز إلكتروني منبه للتخلص من الحنية، وتجنب الوصول إلى المراحل الخطيرة الناتجة عنها.

مدونة وطن "eSyria" التقت "رامي الحايك" مخترع جهاز "شد ظهرك" بتاريخ 30 أيلول 2017، حيث بدأ الحديث عن كيفية نشوء فكرة الاختراع: «أنا كطالب في قسم "الميكاترونيكس" بجامعة "دمشق" أضطر للجلوس أمام الحاسوب لساعات طويلة، ومثلي الكثيرون من الشباب سواء كانوا جامعيين أو موظفين، وأغلبهم يشكون الحنية التي تصيب فقرات الرقبة والعمود الفقري؛ لذا قررت اختراع جسم إلكتروني يجمع بين الميكانيك والطب، مستفيداً مما أتعلمه في الكلية، وما اطلعت عليه من خلال المراجع».

أهم صعوبة غلاء أسعار المواد اللازمة، وأحياناً عدم توفرها بالكمية المطلوبة، إضافة إلى إغلاق عدة جمعيات مهتمة بمشاريع كهذه جراء الحرب. هناك أيضاً صعوبة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة؛ لأن عملي يعتمد بوجه أساسي على التيار الكهربائي

وعن آلية عمل الاختراع، أضاف: «الاختراع عبارة عن شريحة رقيقة وصغيرة توضع على مكان الحنية في الظهر، تساعد المريض على شد ظهره وضبط وضعية جلوسه عن طريق إصدار الجهاز "رجاجات"، التي تتناسب طرداً مع درجة حنية المستخدم، وتتم برمجتها وفق تلك الدرجة. الجهاز يعمل لا سلكياً؛ إذ يتم شحنه عبر شاحن الهواتف الذكية، واعتمدت هذه الطريقة في الشحن لكونها متوفرة في جميع المنازل. وتُستخدَم الشريحة للوقاية من تغير وضعية الفقرات للشخص العادي، ممن يضطر للجلوس ساعات طويلة لتأدية عمله؛ لذا تكمن مهمتها في المرحلة الأولى من الإصابة بالحنية، وليس بعد مرور زمن طويل على الإصابة».

الاختراع

وعن الصعوبات التي واجهته حتى توصل إلى تصميم الجهاز، أضاف: «أهم صعوبة غلاء أسعار المواد اللازمة، وأحياناً عدم توفرها بالكمية المطلوبة، إضافة إلى إغلاق عدة جمعيات مهتمة بمشاريع كهذه جراء الحرب. هناك أيضاً صعوبة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة؛ لأن عملي يعتمد بوجه أساسي على التيار الكهربائي».

اختراع "شد ظهرك" لم يكن الأول؛ فلديه اختراعات أخرى، حيث أضاف بهذا الخصوص: «في عام 2011، كنت أبلغ الحادية عشرة من عمري، قمت باختراع جهاز طبي لتحريض السيالة العصبية بجسم الإنسان، وحصل المشروع على براءة اختراع لفئة أصغر مخترع سوري، وفي عام 2015، حصدت الميدالية الفضية عن اختراعي لجهاز حركي كهرومغناطيسي يعتمد على حركة الإنسان لشحن الأجهزة النقالة. وعمدت على تسجيل "شد ظهرك" رسمياً في مكتب براءة الاختراع السوري بمساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي».

راما حايك

بدورها اختصاصية العلاج الفيزيائي "راما حايك" التي عمدت إلى تجريب الشريحة على المرضى، قالت: «هذا الجهاز اختراع للوقاية من الحدبة والتقوس، وبإمكانه مساعدة المريض إذا كان الجنف تحت درجة الـ30. المرضى الذين حاولت تجريب الاختراع عليهم شجعوا "رامي" أكثر على تطوير عمله. والأمهات بدورهن استفدن من الاختراع، حيث قمن بتجريبه على أطفال يجيدون استعمال الهواتف الذكية، فكانت النتيجة جيدة. الجهاز كوقاية بإمكانه حماية المستخدم من عدة أمراض، أبرزها ارتفاع حدة الضغط على الفقرات، صعوبات التنفس نتيجة الحنية، تشوهات قد تشوب العمود الفقري، مروراً بآلام العظام والأعصاب، وصعوبة الحمل والولادة للنساء».

يذكر أن "رامي الحايك" من مواليد عام 1997.