حجزت "نداء نسب" مكاناً لها في قلوب الآخرين؛ فالمحبة التي تحملها، والرغبة التي تمتلكها لمساعدة الآخرين ومساندتهم، دفعتها إلى التغلّب على إعاقتها الحركية، وتعليم ذوي الإعاقة الصغار، وتشجيع الكبار على العمل لتمكينهم في المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "نداء" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 21 نيسان 2017، فحدثتنا قائلة: «بعد أن حصلت على الشهادة الثانوية بدأت تعلم شغل الصوف والعمل على آلة التريكو وإنتاج مختلف أنواع الألبسة الصوفية، إضافة إلى بعض الأعمال اليدوية البسيطة من خياطة وتطريز، التي كانت عوناً لي لدخول عالم الصغار.

من يملك قلباً محباً وفكراً نيراً ويرغب بالمساعدة لا بد أن يجد طريقه، فمع فريق "جود" التطوعي، شاركت بمشروع "بيت بيوت" لتصنيع مواد غذائية بيتية كالمربيات والمخللات و"المكدوس"، وبيعها في الأسواق ليعود ريعها لمن يعانون إعاقة، وشاركت مع ذات الفريق أيضاً برسم لوحات جدارية على جدران المدارس، بلوحات ترمز إلى السلام والحفاظ على البيئة، لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع، كذلك قمنا بتنظيف الحدائق وإصلاح المقاعد، ولي مشاركات بعدد من الورشات لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتمكينهم اقتصادياً ونفسياً واجتماعياً، وشاركت مع فريق "عمرها" التطوعي في فعالية "بدنا نعيد بيكفي حرب"

أما الانطلاقة التي غيّرت حياتي، فكانت بداية عام 2012 عندما عينت في قرية "دير عطية لذوي الاحتياجات الخاصة"، فانتقلت من عالم صغير إلى عالم أكبر أوسع وأشمل، فتعرفت إلى أناس كنت لهم عوناً، وكانوا لي سنداً، تعلمت منهم وعلموني، ولمدة سنة كاملة كنت أقوم بترويج منتجاتي على الصفحة الإلكترونية الخاصة بالقرية، وعندما طلب مني تعليم الصغار الذين يعانون إعاقة شغل الصوف، شعرت بفرحة كبيرة، وكسبت محبتهم وثقتهم، فالعمل معهم ممتع، لكنه يحتاج إلى جهد وصبر، ونجحت بتعليم 26 طفلاً، وأغلبهم منتجون الآن».

مشروع بيت بيوت

لم تكتفِ "نداء" بعملها في القرية ومساندة الأطفال اجتماعياً ونفسياً؛ فهي من مؤسسي فريق "دير عطية العطاء"، وعضو في عدد من الفرق التطوعية، وشاركت في العديد من المبادرات المجتمعية، لتثبت أن الإعاقة الفكرية هي الإعاقة الحقيقية، وعن مشاركاتها قالت: «من يملك قلباً محباً وفكراً نيراً ويرغب بالمساعدة لا بد أن يجد طريقه، فمع فريق "جود" التطوعي، شاركت بمشروع "بيت بيوت" لتصنيع مواد غذائية بيتية كالمربيات والمخللات و"المكدوس"، وبيعها في الأسواق ليعود ريعها لمن يعانون إعاقة، وشاركت مع ذات الفريق أيضاً برسم لوحات جدارية على جدران المدارس، بلوحات ترمز إلى السلام والحفاظ على البيئة، لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع، كذلك قمنا بتنظيف الحدائق وإصلاح المقاعد، ولي مشاركات بعدد من الورشات لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتمكينهم اقتصادياً ونفسياً واجتماعياً، وشاركت مع فريق "عمرها" التطوعي في فعالية "بدنا نعيد بيكفي حرب"».

وعن "نداء"، قالت المتطوعة بفريق "جود" "لين التجار": «على الرغم من المآسي التي يمرّ بها البلد، وفي هذه الظروف الصعبة على الأصحاء قبل غيرهم، تفوقت "نداء" على إعاقتها، وشاركت بالعديد من المبادرات التطوعية؛ فكانت مثالاً يحتذى به، كنت سمعت عنها من قبل، وعندما تعاملت معها عرفت كمية الحب التي تحملها وتدفعها لمساعدة الآخرين، وتعطيها القوة لتحمل ضغط العمل، ولا يمكن أن أنسى جملتها الشهيرة: "إنني أنسى تعبي مقابل ابتسامة". تملك قدرة على الإقناع؛ فرغبتها بدمج ذوي الإعاقة بالمجتمع نفسياً واقتصادياً كان سبباً رئيساً لإنجاح مشروع "بيت بيوت"، وهي دائمة التطور؛ فقد سجلت بالكثير من دورات البرمجة اللغوية العصبية لتتمكن من التعامل مع مختلف الحالات».

من أعمالها التطوعية بهدف دعم الأسر المحتاجة

يذكر أنّ "نداء نسب" من مواليد "دير عطية"، عام 1970.

من مشاركتها في إحدى المبادرات