بجرأة كبيرة، وقدرة على انتقاء الجمل الشعرية، استطاعت الشاعرة "باسكال ثابت" أن تتخذ أسلوبها الخاص في شعر الغزل، لتعبر عما بداخلها من أحاسيس بصور لافتة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 15 نيسان 2017، وعن بداياتها وأسلوبها تقول: «بدأت الكتابة في العاشرة من عمري، وكانت وسيلة للتعبير عن حالات شعورية معينة، وبمرور الوقت نضجت تجربتي لتصبح كتاباتي شعرية من الشعر الحر والتفعيلة من دون أن أقصد اتباع هذا الأسلوب بالتحديد، وأولى قصائدي كانت بعنوان: "إذهب لي"، بعمر السابعة عشرة، التي عدها بعضهم خطاً جديداً يرسم بطريقة الشعر، حيث حملت شيئاً من شعر التفعيلة، إلى جانب النحت في اللغة؛ وهو (أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها)، كما دلت على التمكن في اللغة والغزارة بالصور، وأركز على أسلوب الغزل الجريء؛ لأنني أرفض الاختباء وراء الأصابع، وأريد أن أرى الشمس بوضوح تام، وبخجل المقل الناظرة إليها، وأفضل الإبحار في اللغة التي لا تتبع للقوالب، لكنها تنتمي إلى موسيقا معينة، ونحن من صاغ القوالب الشعرية، فلم لا نؤمن بالحرية في اختيار الكلمة والإيقاع والفكرة التي نريد؟ لعلها تكُون قوالب أخرى أكثر تجدداً».

شاعرة متمردة بجملتها الشعرية، جريئة إلى حد التعبير عن مكنونات الحالة الشعورية بخلق صورة تعتمد المغايرة والبراعة في تصوير الحالة، أسلوبها سهل غير متكلف، قد تكون لغتها بسيطة، لكنها تحمل طاقة إحساس يجعل من نصوصها مثار دهشة وإعجاب

وعن موضوعات أشعارها والرسالة التي تسعى إلى إيصالها، تضيف: «أكتب عن الإنسان بكل اختلاجاته، وللحب المكانة الكبرى في قصائدي؛ لأننا كائنات مجبولة منه، وبداخلي صوت أنثوي صارخ يجعلني أكتب قصائد، وكلمات، ومواقف لا تصلح إلا أن تشف عن ذاتها، ولم أختر يوماً الكتابة عن الوطن؛ لأنه لم ينفصل عني أصلاً، وهو جزء من تكويني كزمرة الدم، وإن أحببت قلت: "أنت لي وطن بمساحة إنسان"، وإذا غضبت قلت: "قررت اقتطاعك يا وطني"، وكأنني أقتطتعه من جسدي، وعندما أخاطب "الشام" أقول:

في إحدى الأمسيات أثناء إلقاء شعر الغزل

"شآم علقناك في ساحات الوطن... ومشنوقة معك ماتت كل الأوطان

فأنــا مــذ أضعت صغيرتي... وأنا أبحث عني وعنها أبحث في أناي"».

وتكمل: «لكوني أنثى، أستطيع أن أكون الصوت الذي يعبر عن مشاعرها ومكنوناتها؛ فالحديث عن رائحة الوردة جميل، لكن رائحتها وحدها تؤثر أكثر، ورسائلي هي: (الكلمة الحرة والمسؤولة، والأنثى، والمستحيل والممكن)، ولم يكن لدي يوماً مثل أعلى في الشعر، بل انتقيت من كل بستان زهرة. وكواحدة من جيل الشعراء الشباب، أواجه صعوبات تتعلق بقلة الدعم المادي والإعلامي؛ لأن الشعر أصبح محصوراً بقلة قليلة من المثقفين، وعدد الحضور هو نفسه في مختلف الأمسيات الشعرية؛ وهو ما يمنع الشاعر من التفرغ اللائق للكتابة».

الشاعر والناقد "خليفة عموري"، يقول عنها: «شاعرة متمردة بجملتها الشعرية، جريئة إلى حد التعبير عن مكنونات الحالة الشعورية بخلق صورة تعتمد المغايرة والبراعة في تصوير الحالة، أسلوبها سهل غير متكلف، قد تكون لغتها بسيطة، لكنها تحمل طاقة إحساس يجعل من نصوصها مثار دهشة وإعجاب».

الجدير بالذكر، أنّ الشاعرة "باسكال ثابت" من مواليد "دمشق"، عام1990، درست الفلسفة في جامعة "دمشق"، وحالياً سنة ثالثة "ترجمة". شاركت بعدة أمسيات في مراكز "دمشق" الثقافية، وفي مهرجان "يا مال الشام" الذي يقام سنوياً.