في حفل موسيقي راقٍ اختلطت بين ثناياه الموسيقا الشرقية مع "الفلامنكو"، وبالإضاءة المبهرة والإيقاع الصاخب تارة والهادئ تارة أخرى، أطلق الموسيقي "سليمان الشبلي" ألبومه الخاص "زحمة" على خشبة مسرح "الحمراء".

مدونة وطن "eSyria" حضرت الحفل بتاريخ 28 شباط 2017، والتقت الموسيقي "سليمان الشلبي"، الذي حدثنا بالقول: «الفكرة الأساسية للألبوم هي دمج الفلامنكو مع الموسيقا الشرقية، وفي الواقع هما حضارتان متقاربتان بالأساس، وإذا أردنا العودة إلى التاريخ سنجد أن موسيقا الفلامنكو جاءت من الحضارة الشرقية في "الأندلس"، وعلى اعتبار أنني أعزف على آلة "الغيتار" وجدت طريقة أعبر من خلالها عن حضارتنا الموسيقية الشرقية بأسلوبي الخاص بما يتناسب مع آلتي، فكل مقطوعة قدمتها تحمل في طياتها فكرة معينة، وكان لها قالب من قوالب "الفلامنكو" مدموجة فيه لتظهر بصورة قريبة من ثقافتنا الموسيقية الشرقية».

أخذ العمل جهداً كبيراً، فكل مقطوعة موسيقية أخذت مداها. بدأنا التسجيل منذ خمسة أعوام، وتأخرنا بالإطلاق بسبب ظروف معينة

«حتى الضجيج الذي تسمعه في شوارعك موسيقا»؛ بهذه العبارة قدم "الشلبي" ألبومه الأول "زحمة"، وعن ذلك يقول: «كل ما يتعلق في "دمشق" نتغنى فيه بالموسيقا والشعر واللحن، حتى الفوضى في الشارع؛ لذلك أطلقت على الألبوم اسم "زحمة"، لربما زحمة الأفكار، زحمة المشاعر، الزحمة التي نعيشها في كل يوم وفي كل شيء في هذه الأيام، وأنا أطمح منذ أن بدأت العمل على الألبوم أن تكون زحمة لشيء إيجابي».

أثناء الحفل

ويضيف: «أخذ العمل جهداً كبيراً، فكل مقطوعة موسيقية أخذت مداها. بدأنا التسجيل منذ خمسة أعوام، وتأخرنا بالإطلاق بسبب ظروف معينة».

تضمن الحفل أربع مقطوعات موسيقية خاصة بالموسيقي "سليمان الشلبي"، وقد حملت عناوين: "شفق"، و"ميض"، و"حلم"، إضافة إلى "زحمة"، بمشاركة غنائية للمبدعة "مانو الشلبي"، برفقة العازفين "كنان الزبيدي"، و"مجد المعراوي"، و"ميشيل خياط"، و"عمار علي".

سليمان ومانو شلبي

وتحدثت "مانو الشلبي" عن مشاركتها بالقول: «مشاركتي بالحفل بسيطة، فقد شاركت بأكثر من أغنية من تراثنا، والمميز بحفل الإطلاق التنقل الموسيقي بين الصاخب والهادئ، والتنوع بإيقاع الآلات الموسيقية. كان إقبال الجمهور لحضور الحفل أكثر مما توقعنا؛ وهذا خلق دعماً معنوياً كبيراً».

كان من المقطوعات الموسيقية أيضاً التي تخللت الحفل مقطوعة "نتالي" ترحيباً بحضور الفنان "حسام تحسين بيك"، الذي قال عن الحدث: «كان الأداء جيداً جداً، روح الشباب أشعلت المسرح؛ وهو ما انعكس على الحاضرين وصنع تفاعلاً كبيراً. موسيقيون مبدعون يحاولون ابتكار شيء جديد، والبلد بحاجة إلى هذه الفرق، فالحرب خلقت فراغاً كبيراً، وتسببت بمغادرة العقول».

من جانبه معاون وزير الثقافة "علي مبيض" الذي حضر الحفل، عبر عن رأيه بالقول: «الفرقة مزجت بين الموسيقا الشرقية والغربية على "الفلامنكو"، وهي تجربة مميزة وفريدة. وما قدم لامس ذوقي وأعطاني قيمة مضافة لأتفاعل معه، هي تجربة جديدة ومميزة، والمسرح امتلأ بالحضور، ومنهم من حضر واقفاً، وهذه الحالة صحية، فلهذا النوع من الموسيقا جمهوره».