أتت من حقل لا علاقة له بالإبداع الأدبي، ومع ذلك أمسكت بأدوات سردها؛ فحاكت خيوط الإبداع بخيالها، متكئة على الواقع، لتبدع مجموعتها القصصية: "حمل هاجر"، وتنال جائزة "الشارقة" للإبداع.

في بداية الحديث للكاتبة "روعة أحمد سنبل" التي تواصلت معها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 شباط 2017، تحدثت عن بداياتها مع الأدب، وقالت: «القراءة والكتابة ليستا غريبتين عن عائلتي، حيث تفتح وعيي في منزل يكتنز بين جنباته مكتبة ضخمة لوالدي، فيها مؤلفات متنوعة في القصة والرواية والدراسات الفلسفية والدينية. وقد عشقت منذ صغري الحكايات، واستمعت إليها بشغف من والدتي وجدتي، وكتبت قصتي الأولى بعمر السابعة بتشجيع من والدي، الذي حثني على الكتابة ومشاركة الآخرين ما أكتب.

القراءة والكتابة ليستا غريبتين عن عائلتي، حيث تفتح وعيي في منزل يكتنز بين جنباته مكتبة ضخمة لوالدي، فيها مؤلفات متنوعة في القصة والرواية والدراسات الفلسفية والدينية. وقد عشقت منذ صغري الحكايات، واستمعت إليها بشغف من والدتي وجدتي، وكتبت قصتي الأولى بعمر السابعة بتشجيع من والدي، الذي حثني على الكتابة ومشاركة الآخرين ما أكتب. أحمل إجازة في الصيدلة والكيمياء الصيدلية، وليس لمهنتي علاقة بالأدب، لكنها تتيح احتكاكاً مباشراً بالمجتمع، ولدي طفلتان صغيرتان أكتشف تفاصيل الحياة بعيونهما، وأستمع إلى ما يدور في رأسيهما، وتشحذ أفكارهما خيالي باستمرار، ويبقى في جعبتي دوماً الكثير والكثير لأكتب عنه

أحمل إجازة في الصيدلة والكيمياء الصيدلية، وليس لمهنتي علاقة بالأدب، لكنها تتيح احتكاكاً مباشراً بالمجتمع، ولدي طفلتان صغيرتان أكتشف تفاصيل الحياة بعيونهما، وأستمع إلى ما يدور في رأسيهما، وتشحذ أفكارهما خيالي باستمرار، ويبقى في جعبتي دوماً الكثير والكثير لأكتب عنه».

شعار جائزة الشارقة للإبداع العربي

وعن مجموعتها القصصية، وفوزها بجائزة "الشارقة"، قالت: «عندما تنتابني الرغبة في الكتابة، أكتب ولا أحفل بطقوس معينة، لا أعبأ بزمان أو مكان مع أنني بدأت الكتابة مبكراً، إلا أنني لم أنشر أي قصة من قبل؛ وهذا ما يمنح فوزي بجائزة "الشارقة" قيمة أكبر بالنسبة لي؛ أحببت المجموعة، لكنني لم أمنّي النفس بالفوز خشية الخيبة، ومع ذلك ظل صوت في قلبي يؤكد لي أن مجموعتي ستظفر بواحدة من المراكز الأولى، وأعدّ الفوز بالمسابقات فرصة جيدة لأي كاتب، خاصة في بداياته، لكنها ليست مقياساً للموهبة أو التميز، فعلى الرغم من سعادتي بالفوز، إلا أنها ما زالت منقوصة، ولن تكتمل إلا حين تتوافر مجموعتي بأيدي القراء، وتترك صدى جيداً. عملت عملاً جدياً ومكثفاً على هذه المجموعة لشهر ونصف الشهر تقريباً، وأرسلت المجموعة قبل الموعد النهائي بخمسة أيام. وكانت معظم القصص نصوصاً مكتوبة من قبل، لكنها كانت تتطلب جهداً كي تخرج بصيغة قصص قصيرة مكثفة متكاملة العناصر. أما بعض القصص الأخرى، فقد كانت ابنة وقتها، وقصة "حمل هاجر" مثلاً كُتبت قبل تسليم المجموعة بأسبوع فقط. والمجموعة عبارة عن ثلاث عشرة قصة، حرصت أن تكون متنوعة من حيث المواضيع والشخوص والتقنيات».

القاصّ "بشار البطرس" تحدث عن رأيه بفوز القاصة "روعة سنبل" بجائزة الشارقة"، فقال: «قرأت مخطوط مجموعتها القصصيّة قبل إرسالها إلى مسابقة الإصدار الأوّل في جائزة "الشّارقة" للإبداع، فلمحت الخيال في قصصها المقروءة. للقاصّة خيال لا يشتغل على هواجس جنس الكاتبة، فكأنّ القارئ، يقرأ لكاتب رجل يخفّف من ضغط هموم الحياة على جنسه، ولفتني أيضاً تنوّع التقنيات في القصص، من حيث طولها وقصرها، وأسلوب سردها، وتناولها لزمان ومكان القصّ؛ وهو ما يعني أنّ الكاتبة ممسكة بأدوات سردها، وموهوبة ببناء شخصيّة قصصيّة قادرة على الإقناع، وأتحدث هنا عن قصّة "حمل هاجر"؛ ففيها جرأة دراميّة لامرأة تبحث عن الحبّ خارج زواج مقدّر، لتبلغ الدراما أقصاها. ولا تقلّ قصّة "حبّة الشوندر" عن ذلك قيمة؛ فهي قصّة رجل منبوذ، يعشق بائعة في مركز تسوّق، فتفعل الدراما فعلها في طرده من المركز؛ لأنّه عبّر عن مشاعره. القصص بوجه عام مهجوسة بالإنسانيّ في مواجهته الأزليّة بينه وبين نفسه، وبينه وبين عالم يضغط على إنسانيّته، لذلك هي قريبة من القارئ العاديّ، بلغة أخرى هي نوع من السّهل الممتنع؛ قصص تحرّك إحساس القارئ، لتنقل إحساس الكاتب بشحنة تزيد أو تنقص، على خلفيّة القارئ الثّقافيّة والوجدانيّة».

يذكر أنّ "روعة سنبل" من مواليد "المملكة العربية السعودية" عام 1979، حصلت على المركز الأول في مجال القصة القصيرة عن مجموعتها القصصية "حمل هاجر" في جائزة "الشارقة" للإبداع العربي الإصدار الأول للدورة العشرين، وعضو فعال في "نادي شام للقرّاء".