شغفها بالفنّ وعشقها الكبير للموسيقا؛ مكّنا "كريستين السمان" من الجمع بين العزف على آلة العود والغناء والتأليف، وذلك من خلال الروح الواحدة التي ربطت بينهم، لتعبّر عن مكنوناتها بأسمى الكلمات والألحان.

«الموسيقا هي اللغة الثانية التي يعبّر الإنسان فيها عما يخفيه من هواجس وأفكار تراوده؛ فهي الفنّ الذي يبدأ عندما تسكت الكلمات»؛ هذا ما تحدثت به العازفة "كريستين السمان" المولودة في "جرمانا" عام 2001، لمدونة وطن "eSyria" عندما التقتها بتاريخ 21 كانون الثاني 2017، وتابعت: «بعمر الرابعة بدأت الغناء، حيث كنت أحضر مسرحية مع عائلتي، فطلب أبطال المسرحية من الجمهور المشاركة والغناء، فأحببت الفكرة، وعندما بدأت الغناء ساد الصمت وسكت الحضور؛ فقد كنت أتمتع بصوت جميل لاقى الإعجاب. وأمي من أحسّت بوجود موهبتي وشجعتني لتنميتها بالالتحاق بمعهد "أورنينا" لتطوير مهارات الغناء. وبالنسبة للعزف بدأت به بعمر السابعة، فالتحقت بمعهد "نينوى" لتعليم العزف والصولفيج على يد الفنان "نواف هلال"، وقد اخترت آلة العود لكونها شرقية عربية وقريبة من الغناء الأصيل، وتلازم المغنين. ولوجود تناغم بين ألحانها ونغماتها التي تشدني وتسحرني لتتكامل مع صوتي الغنائي، إضافة إلى وجود الآلة أمامي؛ فخالي عازف عود، وهذا الوسط الفني الصغير فتح أمامي طرقاً جديدة للمستقبل، ومن خلال استماعي لأنواع مختلفة من الموسيقا الشرقية والأغاني العربية الأصيلة؛ تكوّن عندي مخزوناً موسيقياً مكّنني من تأليف عدة مقطوعات موسيقية وتلحينها، كمقطوعة "وسام" التي قمت بتأليفها وعزفها مع فرقة "وتر" كبطاقة شكر وامتنان لأستاذي الذي دربني على آلة العود "وسام خويص"، الذي استشهد إثر إصابته بقذيفة هاون؛ وهو ما جعلني ألجأ إلى التأليف للتعبير عما ينتابني من حزن وألم؛ فالموسيقا تساعد على تجاوز الصعوبات».

الموسيقا هي اللغة الثانية التي يعبّر الإنسان فيها عما يخفيه من هواجس وأفكار تراوده؛ فهي الفنّ الذي يبدأ عندما تسكت الكلمات

وعن مشاركاتها الفنية، أضافت: «شاركت بافتتاح معهد الفنون في "جرمانا" بالعزف على آلة العود، وفي عدة حفلات مع أوركسترا وكورال وزارة التربية في "دار الأوبرا" بمدينة "دمشق" عام 2011، إضافة إلى مشاركات بالغناء على مسرح وصالة الوقف في مدينة "جرمانا"، وعدد من الأمسيات الموسيقية في عدة مراكز ثقافية، وقد نلت عدة جوائز وشهادات تقدير وشرف».

أثناء عزفها على العود

الموسيقي "سامي مواس"، حدثنا عنها بالقول: «تمتلك "كريستين" موهبة متميزة برزت في عزفها الجيد على آلة العود، وامتلاكها خامة صوت جميلة؛ وهو ما مكّنها من إتقان العزف والغناء بآن واحد، فهي تواظب على أداء التمارين والدراسات والمقطوعات التي تأخذها خلال الدروس إلى أن تجيدها؛ وهو ما يميزها عن غيرها من الطلاب، فالموهبة لا تتجزأ، وتتعدد الأساليب في إظهارها، وإن بذور الإبداع لديها تنمو ببيئة جيدة ولا تحتاج سوى المواظبة والمثابرة».

أثناء الغناء