دفعها عشقها لرياضة التايكوندو لتكون "علا ملط" أول فتاة تنتسب إلى نادي العمال الرياضي، وتثبت جدارة مشاركتها ببطولات الجمهورية على الرغم من صغر سنّها.

مدونة وطن "eSyria" التقتها بمنزلها في حيّ "ساروجة" بـ"دمشق القديمة" بتاريخ 10 كانون الأول 2016، وعن بدايتها مع الرياضة، قالت: «بدايتي مع الرياضة كانت منذ ثلاث سنوات حين كان عمري 13 عاماً، دفعني حبّي للرياضة ولاسيما التايكوندو إلى الانتساب لنادي العمال الرياضي القريب من المنزل وممارسة هذه الرياضة على يد المدرّب "توفيق كنعان"، الذي احتضن من اللحظات الأولى موهبتي، وعمل على تشجيعي، ووضع برنامجاً مكثفاً لتدريبي؛ سعياً منه إلى مشاركتي في البطولات التي تقام لهذه الرياضة».

منذ الطفولة وأنا ألاحظ التشجيع من قبل أهلي لنا أنا وأخي "عبد الرؤوف"؛ وهو أيضاً لاعب تايكوندو، وعندما انتسبت إلى نادي العمال كانت والدتي المشجع الأساسي لي لممارسة هذه الرياضة باستمرار

وعن مشاركاتها، تقول: «خلال مدة التدريب القصيرة لي بهذه الرياضة أتيحت لي المشاركة ببطولة "دمشق" لفئة الناشئات، واستطعت بجدارة إحراز المركز الأول على مستوى "دمشق"؛ وهذا ما كان دافعاً للمشاركة ببطولة الجمهورية التي أقيمت صيف عام 2016 بمحافظة "السويداء"، واستطعت الحصول على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في رياضة التايكوندو، فئة الناشئات، ونلت ميداليتين ذهبيتين».

علا ملط مع رفاقها برياضة التايكوندو

وعن اختيارها للعبة التايكوندو، تضيف: «أجد في هذه اللعبة لياقة بدنية عالية، إضافة إلى أنها تمكّنني من الدفاع عن نفسي، ويمكن أن أقول إنه كان للمدرب "توفيق كنعان" دور كبير في اختياري لهذه اللعبة، ولاسيما أن أخي هو أحد المتدربين عنده بهذه الرياضة، وأنا أعدّه ليس مدرباً فقط، بل بمنزلة الأخ الأكبر لي».

وتعرف الرياضة بالقول: «هي الحياة بالنسبة لي، وهي ضرورة أساسية للإنسان ليتمتع بالصحة والعافية، كما أنني أجد أن ممارسة بعض الرياضات كالتايكوندوا، وسيلة نحتاج إليها للدفاع عن أنفسنا في بعض الأوقات، ومن هنا أشجع الجميع على ممارسة الرياضة ولاسيما الفتيات، وأن يختاروا هذه اللعبة لما تقدمه من قوة لشخصية المتدرب والثقة بالنفس».

علا ملط مكرمة مع رفيقاتها

وعن أهمية المواظبة لتنمية الموهبة، تضيف: «لا يكفي أن يتمتع الإنسان بموهبة ما، وإنما عليه أن يدعمها بالتدريب المستمر، إضافة إلى دعم نفسه بالدراسة الأكاديمية إن أتيحت له الفرصة؛ وهو ما يجعل منه شخصاً متميزاً متمكناً من نفسه، ممسكاً بأدوات موهبته من كافة الأطراف».

عن دور أهلها في دعمها، تقول: «منذ الطفولة وأنا ألاحظ التشجيع من قبل أهلي لنا أنا وأخي "عبد الرؤوف"؛ وهو أيضاً لاعب تايكوندو، وعندما انتسبت إلى نادي العمال كانت والدتي المشجع الأساسي لي لممارسة هذه الرياضة باستمرار».

المدرب توفيق كنعان

وتختتم حديثها بالقول: «لم تتوقف طموحاتي فقط على المشاركة ببطولات التايكوندو على المستوى المحلي، بل أطمح أن أكون واحدة من الفتيات السوريات الرياضيات اللواتي يشاركن بالبطولات العالمية؛ لأرفع علم بلدي "سورية" خفاقاً خارج البلد من خلال حصولي على مركز متقدم في هذه الرياضة. أما على الصعيد العلمي، فطموحي أن أتابع دراستي الأكاديمية بمجال الرياضة، وأتخصص بتدريب رياضة التايكوندو، وأصبح مدربة ناجحة لها حضورها في الساحة الرياضية، متخذة من مدربي مثلاً وقدوة».

عنها قال مدرّبها "توفيق كنعان": «منذ اللحظة الأولى لانتسابها إلى النادي وبداية تدريباتها لرياضة "التايكوندو" وجدت لديها حبّاً كبيراً لهذه الرياضة؛ وهو ما جعلني أكثّف تدريباتها من أجل تجهيزها للمشاركة بالبطولات الرسمية المقامة لهذه الرياضة، وبالفعل كانت أول مشاركاتها ببطولة "دمشق" لفئة الناشئات، وأحرزت المركز الأول على مستوى "دمشق"، وهذا الفوز أهّلها للترشح والمشاركة في بطولة الجمهورية التي أقيمت في محافظة "السويداء" لعام 2016، واستطاعت أن تحرز المركز الثالث على مستوى الجمهورية. ولابد من الإشارة إلى أنها كانت أول فتاة تدخل هذا النادي لممارسة هذه الرياضة، تميزت بأخلاقها والتزامها بالتمرين، والتقيد بكافة الملاحظات المقدمة لها لتطوير أدائها الرياضي، أتمنى لها دوام التقدم والنجاح».

"مصطفى مطرود" مدير نادي العمال الرياضي أضاف: «هي أول أنثى تدخل إلى نادي العمال الرياضي قبل ثلاث سنوات لممارسة الرياضة فيه، وقد اختارت أن تكون "التايكوندو" لعبتها المفضلة، ويمكنني القول إنها كانت الدافع المباشر لعدد من الفتيات لارتياد النادي وممارسة مختلف الألعاب الرياضية الموجودة فيه، تميّزت كرياضية بانضباطها وحسن التزامها بتدريباتها، كما أنها استطاعت خلال مدة قصيرة من التدريب أن تحقق باسم النادي مركزاً متقدماً على مستوى الجمهورية في رياضة "التايكوندو"، أتمنى لها التقدم المستمر، وإحراز النجاحات على مستوى كافة المشاركات».

يذكر أن الرياضية "علا ملط" من مواليد "دمشق"، 1 كانون الثاني 2001، وهي طالبة في الصف التاسع.