تلهب الفنانة "فلك الغزي" ألسنة النيران والدخان الأسود لتشعل لوحاتها الفنية المدهشة بأسمى معاني الإنسانية، وتنتج تحفاً فنية مبتكرة من الحفر على البيض؛ مستعملة تقنيات جديدة تعتمد الصبر.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 آب 2016، مع الفنانة "فلك الغزي" لتحدثنا عن رحلتها في الفنون التشكيلية واليدوية، فقالت: «بدأت مسيرتي الفنية من معهد إعداد المدرّسين القسم الفني "التربية الفنية التشكيلية"، حضرت مجموعة من دورات الرسم والتحريك في إحدى شركات الإنتاج السينمائي للأطفال بـ"دمشق"، عملت في مجال الرسوم المتحركة "الأنميشن"، إضافة إلى العمل مع مجموعة من دور النشر والمجلات بهدف رسم قصص خاصة للأطفال، كما علّمت الفنون المختلفة للأطفال، كان عملي متخصصاً فيما مضى باستثمار تقنيات الحاسوب في أعمالي الفنية، وعندما سافرت إلى الخارج حدثت تغييرات جذرية في مسار أعمالي؛ فأصبح لدي ميول إلى الأعمال الفنية اليدوية، حيث شاهدت عند تصفحي الإنترنت فيديو لرسام كندي الجنسية فجّر لدي طاقات كامنة غريبة بسبب استخدامه النار واللهب في رسم لوحاته، وهنا راودتني فكرة إمكانية تحويل النار والدخان اللذين عشناهما في "سورية" إلى لوحات فنية رائعة، وقرّرت الخوض في هذا النمط الفني المبتكر من خلال التدريب المستمر حتى إتقانه بالشكل اللازم، وحرصت في أغلب لوحاتي على نقل معاناة السوريين وإيصال رسالة من خلالها إلى العالم ليشاهدوا المعاناة، وللبرهان على امتلاك السوريين طاقات وإبداعات متعددة لا تقل عن إبداعات أي شعب آخر».

ما يميّز الفنانة "فلك" شخصيتها المختلفة وممارستها تقنيات فنية مبتكرة وحديثة، فتتسم أعمالها الفنية بالجرأة والقوة والتميز عن غيرها من الفنانين بالتقنية المستخدمة والمواضيع، فمثلاً الرسم باللهب تقنية نادرة ومميزة ويصعب التعامل معها فيلزمها الصبر والتجربة، واستطاعت توظيفها وتقديم العديد من الأعمال الجميلة في مدة زمنية قياسية. أما موهبة الرسم والحفر على البيض، فتتّسم بتميز كبير، إضافة إلى صعوبة بالغة في العمل وتركيز كبير لإتمام القطعة الفنية، وظّفت "فلك" عدة أفكار متنوعة منها الإضاءة؛ لإعطائها طابع ورونق الفخامة على الرغم من بساطة المادة المستخدمة

وتابعت حديثها: «أما موهبة الحفر على البيض، فهي أمنية قديمة لدي كنت أتمنى إتقانها، لكنني لم أمتلك الوسائل المناسبة لها، فبحثت على "اليوتيوب" عن كيفية وطريقة عمل هذا النوع من الفن اليدوي والأدوات المناسبة، وبعد محاولات عديدة بدأت إتقان العمل على البيض لغاية الحصول على منتج مثالي للبيع وعرضه بالأسواق، بالمرحلة الأولى للعمل استخدمت تقنية التلوين بالألوان المائية أو الإكريليك على البيض بقسم بسيط عند دمج البيض مع عجينة السيراميك لعمل فكرة معينة، أو بدمجها مع الشمع لعمل شمعة صغيرة ملونة، واستعملت في الحفر على البيض "المثقب الكهربائي" الذي يحتوي عدة رؤوس مختلفة لصناعة الثقوب المناسبة في القشرة، يحتاج العمل إلى التحلي بالصبر؛ فالتعامل مع قشرة بالغة الحساسية يحتاج إلى الدقة الفائقة لتلافي أي خطأ قد يحصل، فكل قطعة تحتاج إلى وقت طويل حتى الانتهاء من التصميم، كما تواجهني صعوبة إيجاد غلاف مناسب لوضع البيضة به والحفاظ عليها من الكسر لأطول مدة ممكنة».

مجموعة من أعمالها

الفنان التشكيلي "عبد الرزاق الصالحاني" أبدى رأيه بأعمالها، وقال: «ما يميّز الفنانة "فلك" شخصيتها المختلفة وممارستها تقنيات فنية مبتكرة وحديثة، فتتسم أعمالها الفنية بالجرأة والقوة والتميز عن غيرها من الفنانين بالتقنية المستخدمة والمواضيع، فمثلاً الرسم باللهب تقنية نادرة ومميزة ويصعب التعامل معها فيلزمها الصبر والتجربة، واستطاعت توظيفها وتقديم العديد من الأعمال الجميلة في مدة زمنية قياسية. أما موهبة الرسم والحفر على البيض، فتتّسم بتميز كبير، إضافة إلى صعوبة بالغة في العمل وتركيز كبير لإتمام القطعة الفنية، وظّفت "فلك" عدة أفكار متنوعة منها الإضاءة؛ لإعطائها طابع ورونق الفخامة على الرغم من بساطة المادة المستخدمة».

الجدير بالذكر، أن الفنانة "فلك الغزي" من مواليد "دمشق"، عام 1979.

لوحاتها
خارطة سورية على بيضة