بحسّه الفني وعدسة كاميرته رسم لوحات فنية عبر تجربة جديدة، استطاع من خلالها أن يلقي الضوء على تفاصيل صغيرة مهملة حملت تعابير الحياة اليومية في الطريق؛ لتصبح من خلال عدسته لوحة تشكيلية حقيقية تعبّر عن شخصيته.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 تموز 2016، المصوّر "عمار خضور"، ليحدثنا عن بداياته بالتصوير، ويقول: «أحببت التصوير منذ الصغر، وبحكم وجود كاميرا صغيرة في بيتنا كنت دائماً ألتقط كل ما تراه عيناي، والشيء الذي لفت نظري أن معظم الصور القديمة كانت تلتقط للأشخاص أكثر من الأشياء؛ فخطرت ببالي فكرة التقاط الصور عشوائياً وعلى أي شيء أراه أمامي، وبالبداية رفضت عائلتي فكرة دخولي إلى عالم الفن، فدرست الحقوق بناء على رغبتهم، ولكني تركت الدراسة بسبب حبي وتعلقي بالتصوير، وأدركت أن التصوير هو مستقبلي الذي أجد نفسي فيه».

"عمار" شاب مبدع، قدم من خلال موهبته شيئاً جديداً، على الرغم من أنه لم يدرس الفن أكاديمياً، إلا أنه مطلع على كل ما هو جديد، ولديه موهبة وإحساسٌ عالٍ في التكوين والإيقاع البصري المتناغم

متعة اللقطة الحقيقية هي التي يقتنصها المصور بمحض المصادفة، وعنها يقول: «حاولت من خلال أعمالي الخروج عن النمط التقليدي في التصوير على الرغم من أهميته بحثاً عن التميز والاختلاف بهدف أن أرسم خطاً خاصاً بي في عالم التصوير الضوئي، فقدمت مشاهدات متنوعة لتفاصيل من الجدران والسطوح المعدنية والتشكيلات اللونية المهملة التي صادفتها في الطريق لإظهارها بطريقة فنية جديدة، وركزت عدستي على هذه المقاطع المهملة، وأجريت عليها قطوعات مدروسة لإظهار ضجة الألوان التي تتمتع بها؛ لتخرج بأعمال فنية يتماهى فيها الواقع بالتجريد، تاركاً للمتلقي تخيل الموضوع الموجود باللوحة بالطريقة التي يراها مناسبة».

عدد من لوحاته

ويضيف: «الألوان هي التي تختارني حسب الأماكن واللقطات بمرور الوقت وتراكم الصور على جدار أو سطح عبر "اللقطة الصدفة"، حيث أحاول إعادة إنعاش ثقافة بصرية محايدة ومطموسة عبر تراكمات الزمن الذي يرسم صوري ولوحاتي؛ من خلال لقطات أخذت بطريقة فوضى منظمة أو عشوائية، وتجسيدها عبر لوحة تجريدية كاملة ومتوازنة، وحاولت إيصال رسالة مفادها أنّ أيّ شيء في الوجود يمكن أن يكون عملاً فنياً إذا استخدم بطريقة مبتكرة ومميزة».

وعن مشاركاته الفنية، يقول: «قدمت 40 لوحة في معرض "كبداية" عام 2016؛ ومن خلاله قدمت مشروعي الذي بدأته منذ أربع سنوات من العمل الدؤوب، من خلال اعتمادي "اللقطة الصدفة"؛ فقد عملت على بحث تشكيلي وتكوينات أصادفها هي مهملة من قبل أغلب الناس، لتحويلها إلى موضوع نقاش تشكيلي، وشاركت في معرض "بيهايند ذا لاينز" مع 18 فناناً سورياً في "كندا" عام 2013، كما شاركت في معرض "شظايا" في "دمشق" عام 2013، وفي عام 2012 شاركت في معرض فوتوغرافي بعنوان: "بلا حدود"، ومعرض "شغف"، ومعرض فوتوغرافي "كان زمان" في "دمشق"».

مجموعة من صوره

الفنان التشكيلي "عدنان حميدة"، عنه يقول: «"عمار" شاب مبدع، قدم من خلال موهبته شيئاً جديداً، على الرغم من أنه لم يدرس الفن أكاديمياً، إلا أنه مطلع على كل ما هو جديد، ولديه موهبة وإحساسٌ عالٍ في التكوين والإيقاع البصري المتناغم».

يذكر أن الفنان "عمار خضور" من مواليد "دمشق"، عام 1991.

ضجة الألوان في صوره