تعددت مواهبه الفنية ما بين النحت والشعر، فبإحساسه العالي كتب العديد من القصائد، وبأدواته البسيطة استطاع تحويل المواد الصلبة إلى منحوتات فنية تنبض فيها الحياة؛ إنه النحات "عيسى العقلة".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 تموز 2016، النحات "عيسى العقلة"، الذي بدأ حديثه بالقول: «أحببت الشعر منذ الصغر، وكتبت العديد من النصوص الشعرية والقصصية، وقد لاقت الإعجاب من قبل أهلي وأصدقائي. وما يزال هذا الحلم يروادني، وسأسعى إلى تحقيقه بالمستقبل، لكن النحت أخذني إلى عالمه، فعلاقتي به كانت بمحض المصادفة، فبحكم عملي بالرخام حاولت أن أصنع شكلاً فنياً بسيطاً؛ وكان ذلك بعمر السابعة عشرة؛ ولكنني أعدّها مجرد تجربة، ولم أدرك أنني كنت قريباً جداً من الفن، فلم أخطط يوماً لأكون طالباً في معهد للفنون، لكن بعد الشهادة الثانوية كان للعلامات دور في هذا الخيار، فوجدت نفسي طالباً في المعهد أتعلم الرسم وأعجن الطين. وأكثر ما شجعني ورشات العمل التي أضافت الكثير إلى موهبتي، ووضعتها في مسارها الصحيح».

تعاملت مع عدة خامات في عملي النحتي، لكنني أفضل العمل بالخشب لكونه حنوناً ودافئاً، وحاولت من خلاله نحت وجوه مختلفة تكون مرآة لواقعنا تعكس ما تعرض له الإنسان في سنوات الأزمة؛ منها الوجه الحزين، والبائس، والغاضب، والوجه اللا مبالي المنتشرة صفاته في مجتمعنا

وفي تعريفه للنحت حدثنا بالقول: «هو فن له تضاريسه وكينونته أكثر من أي عمل فني آخر؛ فهو يجمع بين الرسم والموسيقا والشعر والحفر، أجد فيه تفريغاً لطاقات متجددة أعبر عنها من خلال عملي النحتي الذي أنقل عبره انفعالاتي؛ فحالات السعادة والفرح هي التي تدفعني إلى إنجاز عملي بكل دقة وإتقان، ففي النحت متعة مؤقتة تتجلى أثناء تحريري ذاك الشيء من كتلة جامدة إلى لوحة تنبض بالحياة أعبر من خلالها عن كل ما يدور في خيالي، فهناك علاقة تناغم ما بين النحت والشعر، فعادةً ما أترك الإزميل لأكتب جملة خطرت ببالي على الورق، فأنا أنحت ما لا أكتبه، وأكتب ما لا أنحته حتى أصل إلى الشكل الصحيح».

منحوتة من الرخام

وعن منحوتاته حدثنا بالقول: «تعاملت مع عدة خامات في عملي النحتي، لكنني أفضل العمل بالخشب لكونه حنوناً ودافئاً، وحاولت من خلاله نحت وجوه مختلفة تكون مرآة لواقعنا تعكس ما تعرض له الإنسان في سنوات الأزمة؛ منها الوجه الحزين، والبائس، والغاضب، والوجه اللا مبالي المنتشرة صفاته في مجتمعنا».

وعن مشاركاته الفنية حدثنا بالقول: «شاركت بالعديد من المعارض، فكان أول معرض شاركت فيه "غبار"، وكنت مسؤولاً عن تنظيمه، حيث أقيم بالمركز الثقافي العراقي عام 2015، وشاركت أيضاً في معرض "تحية إلى الجولان" عام 2016، ومعرض "يوم الكرامة"؛ الذي أقيم في عام 2016، ومعرض الربيع السنوي عام 2016، وحصلت على جائزة فيه، كما شاركت بترميم تمثال صلاح الدين الأيوبي بمدينة "دمشق"».

منحوتة من الخشب

عنه حدثتنا "نغوين موسى" محاضر في جامعة "دمشق" بالقول: «"عيسى" فنان بالفطرة، له شخصية مميزة وفريدة سواء بالنحت أو بالكتابة، فهو شاعر ونحات موهوب، وقد أدهشني التنوع في إبداعه، فقد استطاع بمواهبه المتعددة أن يجمع بين يديه عدة كرات تمثل مسؤوليات متنوعة ما بين الموهبة والإبداع، فنحن أمام موهبة حقيقية تحب المادة التي بين يديها، وتعطيها بكل ما تملكه من مشاعر وأحاسيس سواء كانت المادة طيناً أم خشباً لتحولها إلى لوحات فنية رائعة، والجائزة التي حصل عليها ما هي إلا نتاج إبداعه وتميزه».

يذكر أن "عيسى العقلة" من مواليد مدينة "القنيطرة" عام 1994، خريج معهد الفنون التطبيقية والتشكيلية، وطالب سنة أولى في كلية الإعلام جامعة "دمشق".

المنحوتة الفائزة بالجائزة