لامست النحلة "ابتسام المصري" روحها الفنية، التي بقيت مختئبة في زوايا منزلها الذي تهجرت منه، إلى أن شاركت بمشروع خلايا النحل لإعادة تدوير الأقمشة المستعملة من خلال عملها الذي أسمته "التحدي".

مدونة وطن "eSyria" التقت "ابتسام المصري" نحلة من نحلات مشروع خلايا النحل، في المعرض الذي أقيم في المركز الثقافي بـ"مشروع دمر" بتاريخ 24 أيار 2016، وحدثتنا قائلة: «عندي خبرة جيدة في حياكة الصوف، حيث تستهويني الأعمال اليدوية؛ فكل زاوية من زوايا بيتي تحمل لمسة فنية أضفتها، وأنا أعيش حالة معينة سواءً الحزن أو الفرح، ولا بد من استقبال العيد بقطع يدوية من إنتاجي. وقبل أن أترك منزلي نتيجة الظروف التي يمر بها البلد، كنت أجمع الملابس البالية والمستعلمة بغرض إدخالها في أعمالي».

عندي خبرة جيدة في حياكة الصوف، حيث تستهويني الأعمال اليدوية؛ فكل زاوية من زوايا بيتي تحمل لمسة فنية أضفتها، وأنا أعيش حالة معينة سواءً الحزن أو الفرح، ولا بد من استقبال العيد بقطع يدوية من إنتاجي. وقبل أن أترك منزلي نتيجة الظروف التي يمر بها البلد، كنت أجمع الملابس البالية والمستعلمة بغرض إدخالها في أعمالي

تتابع: «بداية عام 2014 سمعت عن طريق إحدى الإذاعات عن معرض للأشغال اليدوية يقام بـ"التكية السليمانية"، اتجهت إلى المكان وأبهرتني الأعمال المصنوعة من ألبسة مستعملة؛ التي تحولت إلى منتجات منزلية عصرية ومفيدة، قابلت المسؤولة عن المشروع الدكتورة "سحر البصير" وأخبرتها بأنني كنت أجمع الملابس لتكون جزءاً من أعمالي اليدوية، حينئذ قالت: "اعتبريه مشروعك وانضمي إلينا"».

اللوحة الجماعية التي شاركت فيها ابتسام بتنفيذ الترويسة التدمرية

وعن عملها قالت: «على كل نحلة أن تجمع رحيقها من الأقمشة، وتصنع عسلها الخاص بها بالطريقة والرؤية التي تراها مناسبة، ولا يحق لأحد التدخل بعملها؛ عملنا يدوي يعتمد الإبرة والخيط؛ نتعلم القص ثم تثبيت القطع القماشية مع بعضها، وأثناء التدريب اكتشفنا أنه تم العمل على الجانب النفسي، فعملنا مع بعضنا يبث روح السعادة في كل واحدة فينا، وبنهاية كل عمل هناك إحساس بالنصر وبداية جديدة».

وعن منتجها "التحدي" الذي حوى أقمشة متنوعة ومختلفة من ناحية النوع؛ لكنها منسجمة من ناحية الشكل واللون، قالت: «أنهيت برنامجي التدريبي الذي أهلني لأكون نحلة متدربة ومتقدمة، كان لابد أن أجد لغة حوار بيني وبين القماش، فأنا أشبهه بأطباع الناس المختلفة ومن ينجح بالتعامل معهم يسهل عليه التعامل مع أنواع الأقمشة، عليك أن تتحايل عليه أو تتفهم خصوصيته؛ قماش ملمسه ناعم أو خشن أو مطاطي؛ منتجي يشبه أطياف المجتمع السوري المنوع بتضاريسه والمتعدد بطوائفه الجميلة».

الدكتورة "سحر البصير" مسؤولة مشروع خلايا النحل

التقينا الدكتورة "سحر البصير" المسؤولة عن المشروع فقالت: «إعادة تدوير الأقمشة فكر نسائي قديم وموجود بالثقافة المنزلية للمرأة السورية، حاولنا أن نستدعيه من الماضي لنعمل منه مشروعاً جديداً وبدايات جديدة، بهدف تصنيع منتجات منزلية جميلة. مهمتنا تدريب السيدات السوريات على إنتاج العسل الذي قمن بجمعه وهو الألبسة المستعملة، بأدوات معروفة للمرأة السورية، كالإبرة والخيط؛ حيث نقوم بوصل القطع القماشية بعضها ببعض بطريقة متينة غير قابلة للفصل. العمل الإبداعي يحتاج إلى دوافع داخلية.

أما "ابتسام" فبدأت التدريب الجاد وسمّت منتوجها "التحدي" لإثبات وجودها الجديد في المجتمع، وتميزت بطريقة عملها؛ إذ كسرت المحاور التي نعمل عليها وحصلت على نتاج جمالي، وهذا ما قيمه فنان تشكيلي عندما شاهد لوحتها. كما أنها نفذت الترويسة بالطريقة التدمرية للوحة الجماعية "دمشق مدينة مبدعة"، وعرضت في المعرض الجماعي الثالث لمشروع خلايا النحل».

صورة جماعية

يذكر أن "ابتسام المصري" من مواليد "القابون - دمشق" 1964.