ازدهرت موهبة القاصة "نهى حسين" بتشجيع والدها الدائم على القراءة، فحصلت على المرتبة الأولى من خلال قصتها "تلويحة نجاة" في مسابقة القصة القصيرة التي أقامها نادي شام للقراءة.

أميل إلى الحديث مع الورق وأشعر بالتجدد بعد كل نص، فالكتابة فسحة لخروج التنهيدة بحرية؛ هذا ما قالته القاصة "نهى حسين" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 حزيران 2016، فحدثتنا عن البذور الأولى لموهبتها قائلة: «نشأت في أسرة محبّة للقراءة، تترك الكتاب لتمسك الآخر، شغفت باللغة العربية بسبب وعد طفولي قطعته لوالدي أستاذ اللغة العربية في جامعة "دمشق"، فكانت خلفه أحلام ستقضى تتعلق بالحصول على الحلوى وحصانة الأب لكثرة شغبي، فهو ملهمي الأول؛ كنت أتذمر حين يرسل في طلبي، فالنداء أغلب الأحيان لقراءة مقال نقدي له أو لأجلب كتاب له من مكتبتنا الكبيرة لقراءته، حينها لم أكن أفهم قسماً كبيراً من كتاباته، لذا بكيت أكثر من مرة، لكنه كان يقول لا حاجة لك بها الآن ستزهر مع الوقت، وهذا ما حصل؛ إذ أزهرت القراءات السالفة في المفردات وأسلوب الكتابة.

لم أكن أفكر بالنشر؛ فقد انتظرت أن تنضج شخصيتي العلمية وتتطور كتاباتي، لكن أجمع أصدقائي وكل من قرأ القصة على ضرورة المشاركة، فأرسلتها من دون توقعات مسبقة عن الفوز، تدور فكرة القصة عن أثر الموت، فالموت واحد لكن صوره متعددة، وبما أنني ضد الحرب وأسبابها، والقذائف التي لا تبقي ولا تذر، كتبت عن أثر الموت جراء القذائف التي أشعر بأنها مصابة بالعمى، إذ يفقد راميها التحكم بها بعد إطلاقها، لذا يؤلمني أنها تلتهم كلّ شيء. القصة حوار بين قذيفة ويد تلوح من تحت الركام لعلّها تنجو، فتكتشف القذيفة التي هوت أن هذه اليد هي أكثر من يد، بل إنها الإنسان الذي تعددت شخوص اليد التي كانت تمثله، محاولة استرجاع الهوية

أول مرة كتبت قصة مكتملة في سنّ السادسة عشرة، ولما قرأها والدي هرع إلى المكتبة، ووضع كتب التراث ومؤلفات الجاحظ وابن المقفع ودواوين الشعر كلها أمامي، قال لي بدهشة: أنت تكتبين كتابة جيدة لكنها سريالية، هل قرأت عنها؟».

تكريم القاصة حسين بالمرتبة الأولى

تتابع: «لم أكن أفكر بالنشر؛ فقد انتظرت أن تنضج شخصيتي العلمية وتتطور كتاباتي، لكن أجمع أصدقائي وكل من قرأ القصة على ضرورة المشاركة، فأرسلتها من دون توقعات مسبقة عن الفوز، تدور فكرة القصة عن أثر الموت، فالموت واحد لكن صوره متعددة، وبما أنني ضد الحرب وأسبابها، والقذائف التي لا تبقي ولا تذر، كتبت عن أثر الموت جراء القذائف التي أشعر بأنها مصابة بالعمى، إذ يفقد راميها التحكم بها بعد إطلاقها، لذا يؤلمني أنها تلتهم كلّ شيء.

القصة حوار بين قذيفة ويد تلوح من تحت الركام لعلّها تنجو، فتكتشف القذيفة التي هوت أن هذه اليد هي أكثر من يد، بل إنها الإنسان الذي تعددت شخوص اليد التي كانت تمثله، محاولة استرجاع الهوية».

شهادة التكريم

مؤسس نادي شام للقراءة "أحمد الطبل" قال: «للنادي مبادرة شبابية تطوعية تهدف إلى نشر ثقافة القراءة في المجتمع ورفع مستوياته الفكرية، ومن نشاطاته مسابقة القصة القصيرة الحالية التي تأتي ضمن سياق دعم المواهب الشابة، استقبلنا 39 قصة تم تقييمها من خلال لجنة تحكيم متخصصة، وكانت نتائج المسابقة قائمة على مبدأ العدالة معصوبة العينين؛ حيث قام كل مصحح بالتقييم بناء على عدة عوامل، تم طرحها على المشاركين خلال مدة ورشة العمل المصغرة عن القصة القصيرة قبل بداية استلام المشاركات، فلا يعرف المشتركون أسماء أعضاء اللجنة إلا بعد إعلان النتائج، ولا يعرف أعضاء لجنة التحكيم أسماء المشاركين، يضاف إلى ذلك علامة تصويت من أعضاء النادي بعد إعلان نتائج اللجنة للقصص الخمس الأولى، وقصة "تلويحة نجاة" حصلت على أعلى مجموع».

يذكر أنها من مواليد "الجولان" 1988، وتخرجت في جامعة "دمشق" قسم اللغة العربيّة، ومعيدة في المعهد العالي للغات - قسم تعليم اللغة العربيّة للناطقين بها. تم تكريم الفائزين في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" يوم 21 أيار 2016.

لجنة التحكيم