نجحت المجموعة الطبية لزراعة نقي العظم في مستشفى "المنار" بإجراء أول عملية زرع غيري، بتطبيق التقانات الحديثة بخبرات وطنية بنسبة نجاح عالية، وتكلفة مادية مقبولة.

الملخص: نجحت المجموعة الطبية لزراعة نقي العظم في مستشفى "المنار" بإجراء أول عملية زرع غيري، بتطبيق التقانات الحديثة بخبرات وطنية بنسبة نجاح عالية، وتكلفة مادية مقبولة.

راجعنا الشاب "محمد العبد الله" في 17 من عمره بعد إصابته بمرض "اللوكيميا"، وبعد التشخيص تم إخضاعه للمعالجة الكيميائية والوصول به إلى مرحلة "الهجوع"؛ أي خلو نقي العظم من الخلايا السرطانية؛ هنا عمدنا إلى زرع النقي الذي أُخذ من شقيقه حيث توفرت لديه شروط التبرع، وكفريق قمنا بأخذ الخلايا الجذعية، وتحريضها ثم قطفها بجهاز القطف بالتوازي مع الاهتمام بصحة المريض بإعطائه مثبطات المناعة

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 شباط 2015، الدكتورة "سهام سليمان"، وعن تلك العملية تقول: «تعود زراعة نقي العظم إلى سنوات عديدة في بعض المستشفيات السورية؛ وفي عام 2012 افتتحنا مركزنا في مستشفى "المنار"؛ بدأنا زراعة النقي الذاتي المتمثل من الشخص وإلى الشخص ذاته، وكانت النتائج جيدة، وبعد اكتساب الخبرة اتجهنا إلى الزرع "الغيري"؛ أي يكون هناك متبرع تتوفر لديه الشروط المطلوبة للتبرع والتطابق بينه وبين المريض، وفي هذا العام كانت تجربتنا الأولى بالتعاون مع باقي أطباء المجموعة الذين واكبوا العملية "أون لاين"؛ التي تكللت بالنجاح بعد مرور مئة يوم؛ وهي المدة المحددة لتجاوز المريض مرحلة الخطر».

الطبيبات مع المريض بعد إجراء العملية

وعن حيثيات العملية تقول الدكتورة "زاهرة فهد": «راجعنا الشاب "محمد العبد الله" في 17 من عمره بعد إصابته بمرض "اللوكيميا"، وبعد التشخيص تم إخضاعه للمعالجة الكيميائية والوصول به إلى مرحلة "الهجوع"؛ أي خلو نقي العظم من الخلايا السرطانية؛ هنا عمدنا إلى زرع النقي الذي أُخذ من شقيقه حيث توفرت لديه شروط التبرع، وكفريق قمنا بأخذ الخلايا الجذعية، وتحريضها ثم قطفها بجهاز القطف بالتوازي مع الاهتمام بصحة المريض بإعطائه مثبطات المناعة».

بدورها الدكتورة "مها مناشي" مشاركة بالعملية تقول: «عملية الزرع تشبه إلى حد بعيد عملية نقل الدم؛ فبعد التأكد من التطابق بين المتبرع والمتلقي قمنا بنقل الخلايا الجذعية من المتبرع عبر قثطرة خاصة تقوم بتحرير الخلايا الجذعية من النقي وإعادة الدم إلى المتبرع؛ وهي آمنة من الناحية الصحية ولا ينقص الخلايا الجذعية لديه، وبعد إتمام عملية النقل يوضع المريض تحت المراقبة الصحية المكثفة، إضافة إلى العامل النفسي الذي يعدّ من مقومات نجاح العملية، واليوم وبعد مرور أكثر من مئة يوم على إجراء العملية غادر المريض المستشفى وهو بصحة جيدة مع الاستمرار بالتواصل معه لمتابعة حالته».

الطبيبات مع المتبرع

وعن رأيها بنجاح العملية تقول الدكتورة "نسرين خازم" اختصاصية أمراض دم وزرع النقي: «تأتي أهمية العملية من أنها زرع غيري، وهو أصعب من الذاتي ويحمل الكثير من الخطورة. العملية صعبة ودقيقة تتطلب مراكز متخصصة، لكن الفريق الطبي في مستشفى "المنار" نجح بإجرائها لكون المريض تعدى مرحلة الخطر وهو بصحة جيدة، وهذا نجاح يحسب له خاصة في ظل الحصار والعقوبات المفروضة على "سورية" من الناحية الطبية. أما اقتصادياً، فتعدّ العملية من العمليات المكلفة مادياً، لكن إذا ما قورنت بالتكاليف الباهظة في الدول المجاورة، فهي مقبولة، هذا إضافة إلى العامل النفسي المتمثل بوجود المريض ببلده وبين أهله».