حافظ الحرفي "إياد مصمص" على حرفة الصدف المشغول على خشب الجوز؛ مضيفاً إليها تقنيات عصرية جذابة لكي تواكب الحاضر وتحافظ على أصالة الماضي على الرغم من كل الظروف التي تعترض طريق بقاء الحرف التقليدية، معتمداً على الخبرة والصبر والإبداع المتجدد.

اشتهرت مدينة "دمشق" بالعديد من الحرف التراثية التي تميزها، والتي لم يكتفِ حرفيوها بالحفاظ عليها وتوارثها فقط بل طوروها وأضافوا إليها، مدونة وطن "eSyria" كانت بتاريخ 28 آذار 2016، في المركز الثقافي (أبو رمانة)، والتقت الحرفي "إياد مصمص"؛ الذي قال: «أعمل في حرفة الصدف العربي مع خيط الفضة منذ خمسة وعشرين عاماً، عندما رأيت تحفاً مشغولة بإتقان أعجبت بها وبدأت تعلم المهنة، فهي مهنتي التي لم أتعلمها عن طريق الوراثة، وهي حرفة تتميز بأنها مشغولة من خشب الجوز حصراً، حيث ندخل إليه على سبيل الزينة خيط الفضة والصدف الأصلي، تبدأ أولى المراحل باختيار القطعة الخشبية المناسبة حسب المطلوب، مثل (كرسي أو طاولة)، ثم نختار الرسم النباتي الملائم لها، ثم نطبقه على قطعة الخشب، فندخل خيط الفضة أو القصدير إليها، نفرغ الخشب من قلب القصدير ونضع الصدف داخل الفراغات التي أحدثناها، ثم تنظف وتحك القطعة لتصبح ناعمة الملمس».

هذه المهنة ليست مرغوبة من الجيل الشاب، فالإقبال عليها قليل، وهي تحتاج إلى الكثير من الجهد، فمثلاً أطقم الضيافة تحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر من العمل المتواصل، يضاف إلى ذلك غلاء المواد المستخدمة التي أدت إلى غلاء القطعة النهائية، فالقصدير مادة مستوردة وارتفعت أسعارها عالمياً وكذلك الصدف، ومعظم عملنا معدّ للتصدير الخارجي، فالزبون ليس محلياً وخصوصاً خلال الأزمة

وعن صعوبات العمل قال: «هذه المهنة ليست مرغوبة من الجيل الشاب، فالإقبال عليها قليل، وهي تحتاج إلى الكثير من الجهد، فمثلاً أطقم الضيافة تحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر من العمل المتواصل، يضاف إلى ذلك غلاء المواد المستخدمة التي أدت إلى غلاء القطعة النهائية، فالقصدير مادة مستوردة وارتفعت أسعارها عالمياً وكذلك الصدف، ومعظم عملنا معدّ للتصدير الخارجي، فالزبون ليس محلياً وخصوصاً خلال الأزمة».

من أعماله

والتقينا الباحث في التراث "محمد فياض الفياض" الذي قال: «تعدّ حرفة الصدف من الحرف الدمشقية العريقة، التي تأثرت بفعل الأزمة بسبب قضايا متعددة؛ كتدمير الكثير من المنشآت الحرفية، وارتفاع أسعار المواد، ومع ذلك ما زال الحرفيون على الرغم من الظروف الصعبة يمارسون هذه الحرف بتقنية عالية، ويحافظون على الحرفة وخصوصيتها، والحرفي "إياد مصمص" ليس من الحرفيين المبدعين الذين حافظوا على المهنة فقط، بل قام بتطويرها من خلال إبداع وخلق رسومات نباتية جديدة؛ مع المحافظة على قواعد المهنة وأساسياتها وجودة القطعة النهائية، والحرفي معمل متنقل أو ما يسمى "ملكة النحل"، ولكيلا نخسر الحرف بسفر أصحابها أو وفاتهم؛ يجب أن يكون لهذه الحرفة وغيرها معاهد لتدريسها من أجل التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني».

يذكر أن الحرفي "إياد مصمص" من مواليد بلدة "التل" في "ريف دمشق" عام 1978، شارك في المعرض الأول للحرف التقليدية ما بين 28-31 آذار 2016.

محمد فياض