برز "أحمد السعدي" كأول عامل في مجال إصلاح الإلكترونيات في منطقة "القلمون" على الرغم من إصابته بشلل الأطفال منذ صغره، ولشدة إبداعه بمهنته وذكائه لُقب بـ"الرجل ذي الدماغين".

مدونة وطن "eSyria" التقت "أحمد السعدي" بتاريخ 2 آب 2015، فحدثنا عن حياته قائلاً: «أبصرت النور في بلدة "عين منين" عام 1951، وعندما كنت في سن الثالثة أصبت بشلل الأطفال، عشت في أحضان الألم ولم يكن أحد بجانبي وكان ذلك دافعي للإبداع، فالحاجة هي أم الاختراع، لم أدخل أي مدرسة، إنما تعلمت القراءة ذاتياً، بدأت العمل في التمديدات الكهربائية وهذه المهنة تتطلب صعود السلالم والأدراج، فصعدت السلالم على يدي متحدياً وضعي الصحي الحرج، إلى جانب هذه المهنة كنت أقوم بإصلاح بوابير الكاز القديمة، ولشدة حبي بالاطلاع والبحث في كل جديد كنت أعبث بكل ما أجده أمامي من قطع إلكترونية أفككها وأركبها إلى أن بدأت تعلمها، فكانت تلك بداية مسيرتي في عالم الإلكترونيات.

لم أكن يوماً أؤمن بقدرات الإنسان العاجز على الإبداع؛ إلى أن شدني فضولي وغرابة لقبه الشهير في البلدة إلى "الرجل ذو الدماغين"، فتعرفت إليه وشيئاً فشيئاً كنت له صديقاً أراقبه طوال مدة عمله، تعلمت منه الصبر والأمل، ولشدة حبه لعمله وتعلقه به دفعني إلى الدخول في عالم الإلكترونيات، وبدأ تعليمي إياها فكان له الفضل فيما أنا عليه الآن، ومن يعرفه جيداً يعلم أنه يستحق أكثر من هذا اللقب

كنت أول من عمل في مجال إصلاح التلفاز في منطقة "القلمون" بأكملها، وأول من أدخل التلفاز الملون وقارئ الفيديو إلى بلدتي، بدأت قراءة الكتب وتعلم كل شيء عن الإلكترونيات في نفس الوقت، شعرت أنني بحاجة إلى تعلم اللغة الإنجليزية لتزداد معرفتي بعالم الإلكترونيات فحفظت كل حرف صادفني، وبحثت عمن يساعدني بتعلم قراءته إلى أن أتقتنها شيئاً فشيئاً.

أحمد السعدي

وعندما وجدت أن مهنتي بحاجة كبيرة إلى التنقل زادني ذلك تصميماً على إكمال طريقي، فتعلمت قيادة السيارات واقتنيت سيارة صغيرة قمت بإجراء تعديلات عليها يدوياً لأتمكن من قيادتها والتنقل بها بسهولة لخدمة مهنتي وتأمين احتياجاتي.

عندما بدأت العمل في محل صغير، قصدني فيه كبار مهندسي "دمشق" لإعانتهم في إصلاح ما عجزوا عنه، وفي هذا المحل صممت شبكة تحكم إلكترونية بنفسي لسهولة تحكمي في صيانة الأجهزة، والآن أعمل في غرفة صغيرة في منزلي، فكان إصراري على الحياة إثباتاً للأصحاء بأن الإبداع ليس حكراً عليهم، ولولا الصبر والتصميم لم أبلغ النجاح».

شبكة التحكم الإلكترونية

"ماهر الحجار" يعمل في مجال الإلكترونيات، حدثنا عن "أحمد السعدي" بالقول: «لم أكن يوماً أؤمن بقدرات الإنسان العاجز على الإبداع؛ إلى أن شدني فضولي وغرابة لقبه الشهير في البلدة إلى "الرجل ذو الدماغين"، فتعرفت إليه وشيئاً فشيئاً كنت له صديقاً أراقبه طوال مدة عمله، تعلمت منه الصبر والأمل، ولشدة حبه لعمله وتعلقه به دفعني إلى الدخول في عالم الإلكترونيات، وبدأ تعليمي إياها فكان له الفضل فيما أنا عليه الآن، ومن يعرفه جيداً يعلم أنه يستحق أكثر من هذا اللقب».

ماهر حجار