استطاعت "آمنة راشد" الملقبة بـ"أم سمير هارون" بعزيمتها وصبرها إثبات أن قوة الإنسان تكمن في روحه لا في جسده؛ فصنعت من غسل الموتى دخلاً تعيش منه.

مدونة وطن "eSyria" التقت "آمنة راشد" بتاريخ 26 آب 2015، التي تمتلك محلاً صغيراً للبقالة في بلدة "عين منين" إضافة إلى عملها في غسل الموتى، فحدثتنا قائلة: «أبصرت الحياة في بلدة "عين منين" عام 1930، لم أدخل يوماً إلى مدرسة ولم أتعلم القراءة والكتابة، وتزوجت في سن مبكرة، فأذاقتني الحياة مرّها؛ حيث أصيب زوجي بالعمى في أول شبابه؛ فكان ذلك دافعاً لي للبحث عن عمل أؤمن به قوتاً لأولادي، فبدأت العمل في محل صغير مع زوجي، وتنقلت بين مختلف أحياء "دمشق" لشراء البضائع لمحلي، وعندما أعود كنت أعمل في "ترويب اللبن" في منزلي لأبيعه وأسترزق منه.

أبصرت الحياة في بلدة "عين منين" عام 1930، لم أدخل يوماً إلى مدرسة ولم أتعلم القراءة والكتابة، وتزوجت في سن مبكرة، فأذاقتني الحياة مرّها؛ حيث أصيب زوجي بالعمى في أول شبابه؛ فكان ذلك دافعاً لي للبحث عن عمل أؤمن به قوتاً لأولادي، فبدأت العمل في محل صغير مع زوجي، وتنقلت بين مختلف أحياء "دمشق" لشراء البضائع لمحلي، وعندما أعود كنت أعمل في "ترويب اللبن" في منزلي لأبيعه وأسترزق منه. وعندما بلغت سن الثلاثين أقنعني أحد كبار السن في البلدة بالعمل في غسل الموتى لما في هذه المهنة من أجر ينوب العامل بها، ومن يومها بدأت إلى جانب عملي بمحلي وعملي في منزلي العمل في غسل الموتى، فكنت أتنقل بين قرى القلمون "المعرة، صيدنايا، التل، عين منين" لغسل الموتى، وإذا دعاني أحدهم في أي وقت من الأوقات كنت ألبي دعوته، فكانت تلك وسيلة استطعت من خلالها تأمين احتياجاتي، واستمريت في مهتني إلى عامي هذا الذي أبلغ فيه الخامسة والثمانين لأجني قوت يومي، أعيش وحيدة، ولم يثنني تقدم سني عن متابعة أي عمل من هذه الأعمال، وكلما تقدمت بالسن ازداد إصراري على العمل للعيش من دون الحاجة إلى أحد. "عبدو غنيمة" سائق سيارة دفن الموتى، حدثنا عن "آمنة راشد" بالقول: «مهنة غسل الموتى صعبة جداً، وتتطلب قلباً قوياً وجهداً مضاعفاً واستعداداً للعمل في أي وقت، وعندما كان لدى "أم سمير هارون" هذه الصفات عملت بهذه المهنة وأخلصت لها إلى يومنا هذا، فكنتُ أقلها إلى مكان العمل في أي وقت من دون أن تتذمر، بل صنعت من مهنة الموت حياة خاصة لها، فكانت مثالاً للمرأة الصامدة التي نذرت عمرها لعملها، وكسبت رزقها من تعبها

وعندما بلغت سن الثلاثين أقنعني أحد كبار السن في البلدة بالعمل في غسل الموتى لما في هذه المهنة من أجر ينوب العامل بها، ومن يومها بدأت إلى جانب عملي بمحلي وعملي في منزلي العمل في غسل الموتى، فكنت أتنقل بين قرى القلمون "المعرة، صيدنايا، التل، عين منين" لغسل الموتى، وإذا دعاني أحدهم في أي وقت من الأوقات كنت ألبي دعوته، فكانت تلك وسيلة استطعت من خلالها تأمين احتياجاتي، واستمريت في مهتني إلى عامي هذا الذي أبلغ فيه الخامسة والثمانين لأجني قوت يومي، أعيش وحيدة، ولم يثنني تقدم سني عن متابعة أي عمل من هذه الأعمال، وكلما تقدمت بالسن ازداد إصراري على العمل للعيش من دون الحاجة إلى أحد.

الأدوات المستخدمة في غسل الموتى

"عبدو غنيمة" سائق سيارة دفن الموتى، حدثنا عن "آمنة راشد" بالقول: «مهنة غسل الموتى صعبة جداً، وتتطلب قلباً قوياً وجهداً مضاعفاً واستعداداً للعمل في أي وقت، وعندما كان لدى "أم سمير هارون" هذه الصفات عملت بهذه المهنة وأخلصت لها إلى يومنا هذا، فكنتُ أقلها إلى مكان العمل في أي وقت من دون أن تتذمر، بل صنعت من مهنة الموت حياة خاصة لها، فكانت مثالاً للمرأة الصامدة التي نذرت عمرها لعملها، وكسبت رزقها من تعبها».

عبدو غنيمة