استطاعت بمهارة العازف أن تداعب أوتار "الهارب" معبرة بموهبتها عن أرقى الأحاسيس والمشاعر، إضافة إلى ممارستها الرسم والغناء، هي الشابة الموسيقية "لمى طرفة".

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 28 أيلول 2015، فتحدثت بالقول: «علاقتي مع الموسيقا بدأت منذ الطفولة، فقد حرص والداي على تعليمي الموسيقا كحرصهما على تعليمي القراءة والكتابة، وعندما بدأت أذني تتحسس الألحان سماعياً أخذت أعزف على آلة "الأورغ" التي أهداني إياها والدي في عيد ميلادي السابع، وبتشجيع من أهلي انتسبت في عمر الثماني سنوات إلى معهد الشبيبة حيث تلقيت أول دروس "الصولفيج"، وتابعت بعدها تعلم الصولفيج مع العزف على الأورغ في المركز الثقافي الروسي، وفي الثانية عشرة من عمري انضممت إلى معهد "صلحي الوادي" بناء على امتحان لاختيار المواهب الموسيقية الواعدة من طلاب المدارس، وتم اختياري لتعلم العزف على آلة الهارب، وتلقيت دروسي الأولى على يد أستاذي "شادي كرم" الذي كان له الدور الأكبر في نجاحي بهذه الآلة، وزرع الثقة بأنني سأكون عازفة متميزة فيما بعد، وهذا الأسلوب كان يزيد من طاقتي في التعلم.

طموحي أن أعتلي خشبة المسرح بجدارة العازف المحترف الذي يريد الجميع منافسته محلياً وعالمياً

سبب اختياري للهارب يكمن في انبهاري بصوتها العذب القوي المميز، وزاد من تعلقي اكتشافي واكتشاف أستاذي مرونة أصابعي؛ وكأنها خلقت لتداعب أوتار هذه الآلة، الهارب يمثل لي العراقة والشفافية، يميزه وتر حساس لا يمكن مقاومته».

خلال إحدى الحفلات

وعن علاقتها بالموسيقا تقول: «الموسيقا بالنسبة لي غذاء روحي وطريقة سامية للوصول إلى الناس، هي موهبة ميزني الله بها، والموهبة كالنبتة لا يمكن أن تزهر من دون رعاية، لذلك أنا لا أبخل عليها بالوقت أو الجهد في سبيل تنميتها، واخترت أن يكون الهارب رفيق روحي إلى جانب دراستي العلمية، وأعتقد أنني قادرة على التوفيق بينهما، في الموسيقا الموهبة هي الأساس ولا يمكن صقلها إلا بالتدرب العملي والدراسة الأكاديمية».

عن قدوتها في العزف تقول: «قدوتي الأستاذ "شادي كرم" وهو أول من درب أصابعي على ملاعبة الأوتار ببراعة، وأشكره كثيراً لصبره وبراعته في التدريب، كما أثارت انتباهي viviane Nüscheler بطريقة عزفها واختيارها لأغانٍ حديثة تعزف ألحانها بانسيابية».

الموسيقي شادي كرم

وعن طموحاتها الفنية تضيف: «طموحي أن أعتلي خشبة المسرح بجدارة العازف المحترف الذي يريد الجميع منافسته محلياً وعالمياً».

وعن مشاركاتها تقول: «كانت مشاركاتي الأولى بالحفلات التي نظمها المركز الثقافي الروسي عندما كنت طالبة متدربة فيه، ونلت في هذه الحفلات جوائز وشهادات تقدير، وكان عزفي آنذاك على آلة الأورغ، إضافة إلى مشاركتي في حفلات المعهد باستمرار، وحفلات جوقة الفرح».

وعن هواياتها تضيف: «إلى جانب العزف لدي هوايتا الرسم والغناء التي أمارسها في أوقات فراغي، وأنا عضو في جوقة الفرح وحالياً أشارك بمشروع "بكرا إلنا" للكورال، وسأبدأ تعلم العزف على آلة البيانو قريباً».

عنها قال الموسيقي "شادي كرم" أستاذها في تعلم آلة الهارب: «شابة لافتة للانتباه، استطاعت خلال مدة قصيرة أن تثبت تفوقاً غير مسبوق، وإذا استمرت هكذا ستكون من أهم عازفات الهارب في "سورية"، تتمتع بموهبة ممتازة، لديها قدرة عالية على الحفظ السريع، تتمتع بذكاء حركي مكنها من تطوير تكنيكها الخاص خلال مدة قياسية».

يذكر أن الموسيقية الشابة "لمى طرفة" طالبة في الصف الثالث الثانوي - مدرسة "الأوائل"، وهي من مواليد "دمشق" 1999.