بالربط بين الملاحظة والدراسة الأكاديمية؛ تمكن المهندس "محسن علي" من استخدام الماء كوقود في المحركات، بمشروع يقلص استهلاك الوقود إلى الخُمس بطريقة رخيصة وآمنة وصديقة للبيئة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 آب 2015، المهندس "محسن" ليحدثنا عن مشروعه قائلاً: «من خلال ملاحظتي في الطفولة بأن قطرات الماء عندما تسقط على المدفأة تشتعل؛ وبعد الانتهاء من دراستي الأكاديمية حاولت الربط بين الملاحظة والدراسة للخروج بفكرة أستطيع من خلالها البحث عن بدائل للطاقة التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم، فالماء هو بالأساس مؤلف من "الأوكسجين"، و"الهيدروجين" وهما أساسيان بالطاقة؛ ومن هنا بدأت الفكرة.

يوفر المشروع الطاقة بطريقة تعد صديقة للبيئة، كما يمكن استخدامه في كافة أنواع المحركات، وهو آمن وسهل الاستخدام، كما أنه اقتصادي حيث يقلص كمية الوقود إلى الخُمس، وهو رخيص ومتاح للجميع، وأهم صعوبة واجهتني تكمن بعدم وجود تمويل وهذا دفعني لتحمل الأعباء المادية بمفردي

بدأت مشروعي بالتحليل الكهربائي، وهنا استطعت أن أعمل خرقاً، حيث تمكنت من تفكيك الماء كهربائياً باستخدام "التايفون"، وهذا لاقى إعجاب الباحثين، حيث تستطيع توليد طاقة كبيرة، وتكون الضائعات صفر».

تصميم يظهر آلية عمل المحرك

وعن آلية استخدام الماء كوقود يتابع: «بالأساس نحن نقدم للمولدة طاقة من البترول نستفيد من 20% منها، وهناك 80% طاقة ضائعة، فكانت الفكرة بإعادة استثمار النسبة الضائعة ونقلها إلى المولدة عبر وسيط وهو الماء، صممت لذلك دارة صغيرة لاستثمارها في تشغيل المولدة، بمعنى إعادة تدوير الطاقة الضائعة، وبعد عدة تجارب توصلت إلى أن وضع "البنزين" بالمولدة يأخذ حرارة بعد مروره على "الأشطمان"* وحجرة الاحتراق، وهنا يكون الماء قد شحن فأعرضه لمعدن "المغنزيوم"، وهو الوحيد الذي يشحن الماء إضافة إلى معدن "الزنك"، وأثناء مرور الماء بين هذين المعدنين يتم شحنه حيث تصبح جزيئاته مضطربة، وتأخذ حرارة "الأشطمان"، نأخذ المزيج الذي أصبح جاهزاً للاشتعال ونضعه في المحرك، وبعد تعرضه للضغط مع وجود شرارة يتم الانفجار، وبهذا يتم توليد الطاقة من الماء».

وعن أهمية المشروع والصعوبات التي واجهته يقول: «يوفر المشروع الطاقة بطريقة تعد صديقة للبيئة، كما يمكن استخدامه في كافة أنواع المحركات، وهو آمن وسهل الاستخدام، كما أنه اقتصادي حيث يقلص كمية الوقود إلى الخُمس، وهو رخيص ومتاح للجميع، وأهم صعوبة واجهتني تكمن بعدم وجود تمويل وهذا دفعني لتحمل الأعباء المادية بمفردي».

الدكتور أحمد المالح

الدكتور "أحمد المالح" من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، يقول: «واكبت المشروع منذ بدايته، وما قدمه المهندس "محسن" يتميز بالحداثة، وذو أهمية كبيرة لكونه يتعلق بالطاقات المتجددة والنظيفة التي تؤمن الحل الأمثل لمشكلة الاحتباس الحراري، وهو من المشاريع المستدامة؛ فقد استفاد من ظاهرة "الترمايت" لتوظيف الطاقة الناتجة لرفع ضغط المزيج في حجرة الاشتعال، والمشروع بحاجة إلى دعم حكومي والتبني من قبل جهات متخصصة حيث المردود المالي والبيئي المتوقع يعد ثروة وطنية».

يذكر أن المهندس "محسن علي" يعمل ضمن المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ولديه العديد من الأبحاث العلمية التي نشر بعضها في مجلة (AGT) العالمية المتخصصة بالطاقات البديلة والبحث العلمي.

مولدة معدلة تستعمل الماء كوقود

*الأشطمان: تعني بالعامية العادم، وهو جهاز موصول بالمحرك يعمل على توجيه الغازات إلى الخارج وكتم الصوت.