أثبت الطفل "غسان السمارة" أن الموهبة لا تحدها الإعاقة، ولا يمنعها سقف الحواس، فهو يملك روحاً قوية للتحدي، وعزيمة صلبة لهزيمة إعاقته البصرية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 آب 2015، التقت الطفل المبدع "غسان السمارة"؛ خلال مشاركته في الحفل الذي أقيم في "كلية التربية" بمناسبة "يوم الطفل المعاق العالمي"، فحدثنا عن بداياته مع العزف ومشاركاته بالقول: «بدأت تعلم العزف حين كنت أبلغ من العمر قرابة الأربع سنوات ونصف السنة، حيث التحقت بمعهد "زرياب" واستمعت إلى العديد من الآلات ووقع اختياري على آلة الأورغ لسهولة تعلم العزف عليها، وبدأت أتلقى الدروس على يد الأستاذ "مجد فاهمة" الذي كان يسهل كل صعب، فلم أشعر بأي صعوبات أثناء ذلك، ثم تابع الأستاذ "عمر الحلح" ذلك وقدم لي كل الدعم اللازم حتى أصبح بهذه المهارة، فالتدريب والمتابعة المستمرة يجعل كل شيء سهلاً وممكناً، وقد شاركت في العديد من الحفلات والفعاليات، كان آخرها حفل كلية التربية بمناسبة "يوم الطفل المعاق العالمي" برعاية وزير التعليم العالي "عامر مارديني" وتم تكريمي من قبله، كما شاركت في حفل بثقافي "جرمانا"، إضافة إلى مشاركتي في فعالية جمعية الوفاء للمكفوفين وجمعية حقوق الطفل، والعديد من حفلات الدير في مناسبات مختلفة، وقد تم تكريمي من قبل الوزيرة السابقة "كندة الشماط" لتفوقي الدراسي، وفي جميع هذه المناسبات لم ينتابني الشعور بالخوف؛ لأنني دائماً كنت أثق بأنني سأقدم الأفضل وأنال قبول جميع الحضور».

فخورة جداً بما يقدمه "غسان" من عزف متميز، وفخورة أكثر باجتهاده وتفوقه الدراسي، فقد أثبت لي أنه أفضل من كثيرين من المبصرين، إضافة إلى ذلك فهو عازف إيقاع جيد ويمتلك ذاكرة رهيبة في حفظ التواريخ، وسأتحدى به جميع العالم ليصل إلى أعلى المراتب

وعن الأغاني التي يحب عزفها وأمنياته يقول: «أحب أن أعزف أغاني السيدة "فيروز" لأنني نشأت على سماعها، كما أنني أجيد عزف الأغاني الوطنية مثل: "موطني، والنشيد العربي السوري"، وغيرها من الأغاني الوطنية التي تشعرني بأنني أعزف لوطني الذي أتمنى أن يعود إليه الأمن والسلام، إضافة إلى الأغاني الإيقاعية، فإعاقتي لم تقف عائقاً أمام موهبتي وحبي للتعلم، حتى أصبحت قادراً على عزف أي أغنية أسمعها، وأتمنى من جميع المكفوفين إثبات وجودهم في المجتمع وتقوية إرادتهم، وتأصيل مواهبهم وإمكانياتهم وتطويرها».

مشاركته في حفل كلية التربية

"شيرين غنام" والدة "غسان" تقول: «فخورة جداً بما يقدمه "غسان" من عزف متميز، وفخورة أكثر باجتهاده وتفوقه الدراسي، فقد أثبت لي أنه أفضل من كثيرين من المبصرين، إضافة إلى ذلك فهو عازف إيقاع جيد ويمتلك ذاكرة رهيبة في حفظ التواريخ، وسأتحدى به جميع العالم ليصل إلى أعلى المراتب».

الموسيقي وعازف الأورغ "عمر الحلح" أبدى رأيه بموهبة "غسان" بالقول: «نعم لديه إعاقة بصرية لكنها لم تتعدّ بصره، ولم تمنعه من الإبداع وتطوير موهبته بل والتميز بها، فهو يمتلك أكثر من غيره حسّاً موسيقياً وقدرات في العزف تفوق المبصرين من أقرانه، وقد استطاع من خلال اللمس أن يتقن العزف وتعلم عدة مقامات، وهو مشروع أستاذ ناجح وليس موسيقي فحسب».

مع الدكتور محمد عامر مارديني

يذكر أن "غسان السمارة" من مواليد "دمشق - جرمانا"، 2004.

مع الموسيقي "عمر الحلح"