ترى "ليلاس شنيص" -أول أنثى عازفة على آلة الباصون- أن العزف وقتٌ للراحة ولا يحتاج إلى التفكير أو الحفظ، واختيارها لهذه الآلة أعطاها دافعاً لتثبت أن حجم الآلة ووزنها لن يمنعانها من العزف عليها.

مدونة وطن "eSyria" التقت "ليلاس شنيص" بتاريخ 3 تموز 2015، فتحدثت بالقول: «بدايتي مع الموسيقا كانت في سن التاسعة، عندما قام والداي بتسجيلي بمعهد صلحي الوادي عام 2008، وبعد خضوعي لامتحان القبول نجحت وبدأت الدراسة، وأنا حالياً في السنة السادسة. وعندما حان وقت اختياري للآلة التي سأعزف عليها كان قد وصل إلى المعهد عدد من آلات الباصون، أعجبني شكلها الغريب والمميز فقررت تعلم العزف عليها، وكنت أول فتاة صغيرة تعزف على آلة الباصون، وكان ذلك بمنزلة تحدٍّ كبير لي بسبب حجم الآلة الكبير، لكن ذلك أعطاني دافعاً لأثبت أن حجم الآلة ووزنها لن يمنعاني من العزف عليها، ومنذ اختياري لهذه الآلة وفي كل مرة أعزف عليها أشعر بشيء من التميز، فهي تعد في مجتمعنا آلة نادرة ليس فقط بسبب قلة عدد العازفين عليها، بل بسبب قلة معرفة الناس بها أو حتى بوجودها».

لي مشاركاتي بحفلات المعهد كافة، إضافة إلى مشاركاتي بحفلات أوركسترا وزارة التربية التي أقيمت في دار الأوبرا وحديقة تشرين

وعن تعلمها الموسيقا وتدريباتها تتابع: «كانت البدايات بدراسة مادة الصولفيج على يد الآنسة "رندة فاخوري"، ومنذ السنة الخامسة أصبحت أتدرب على يد الأستاذ الموسيقي "إلياس زيات"، وإلى جانب الصولفيج ما يزال الموسيقي "طوني الأمير" المسؤول عن تدريبي على آلة الباصون وتعليمي كيفية العزف عليها، وبالتأكيد تختلف ساعات التدريب التي أحاول من بدايات تعلمي للموسيقا التوفيق بينها وبين دراستي العلمية، أنا دائماً بحاجة إلى التدريب لأنه يساعدني على إتقان العزف أكثر، والعزف بالنسبة لي وقت للراحة من الدراسة، فهو لا يحتاج إلى التفكير أو الحفظ بل إلى القليل من التركيز والهدوء، وبالتأكيد أطمح لمتابعة دراسة الموسيقا في المعهد العالي للموسيقا إلى جانب دراستي الجامعية».

مع أستاذها طوني الأمير

وعن مشاركاتها الفنية تقول: «لي مشاركاتي بحفلات المعهد كافة، إضافة إلى مشاركاتي بحفلات أوركسترا وزارة التربية التي أقيمت في دار الأوبرا وحديقة تشرين».

وعن الرعاية الأسرية لها تضيف: «كان لوالدي دور فيما وصلت إليه، فمن السنة الأولى حرصاً على مرافقتي للمعهد وبسبب كبر حجم الآلة وثقل وزنها، وهذا دليل اهتمامهم بسلامتي وسلامة آلتي من أي ضرر، ومازلت أجد كل المتابعة والاهتمام من الجميع».

خلال مشاركتها مع فرقة وزارة التربية

عنها قال الموسيقي "طوني الأمير" أستاذها للتعليم على آلة الباصون: «طالبة مجتهدة وجدية بالعمل والتمرين، وهي أول طفلة سورية تبدأ العزف على الباصون بعمر صغير، هي طالبتي منذ سنوات طويلة واستطاعت وبجدارة أن تثبت قدرتها على المواظبة والاجتهاد والصبر بالتعلم على آلة الباصون، وتطورت بالعزف بسرعة مع أن هذه الآلة غير معروفة كثيراً في مجتمعنا، إضافة إلى كونها طالبة في معهد صلحي الوادي للموسيقا؛ هي عازفة بأوركسترا وزارة التربية شاركت بكافة الحفلات التي أقيمت، أتوقع لها مستقبلاً مشرقاً بالعزف على آلة الباصون».

  • يذكر أن "ليلاس شنيص" من مواليد "دمشق" 1999، طالبة في الثالث الثانوي، تجيد السباحة إلى جانب العزف على آلة الباصون.
  • الموسيقي طوني الأمير