استطاعت "كارميلاندا رسلان" إعادة تدوير القماش لتصنع من توالفه لوحات فنية، ومن بقاياه قطعاً من السجاد تعلق على الجدران لتبدو أجمل وأكثر فرادة من أي لوحة أخرى تزينها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 أيار 2015، "رسلان" إحدى مؤسسات مشروع "نساء يعدن الحياة" في "التكية السليمانية" في "دمشق" أثناء مشاركتها بمعرض الصناعات والحرف التقليدية الأول، فتحدثت عن فكرة المشروع بالقول: «بداية المشروع كانت عبارة عن جمع القماش من الأهل والأصدقاء والمقربين، لإعادة تدويره بما يخدم العمل، ولإنتاج مفارش من توالف البيئة، حيث قمنا بجمع القماش ثم تنظيفه وكيه وذلك لاختبار جودته ثم نوزع العمل فيما بيننا».

الميزة الفريدة في إنتاجنا أن القطعة المنتجة لا تتكرر من ناحية الألوان والتصاميم، ونتمنى أن نلقى دعماً يساعدنا على افتتاح مركز للعمل والتصنيع ولتدريب السيدات المهتمات بهذه الأعمال

وأضافت: «بدأ المشروع بخمس سيدات والآن أصبح عددنا عشر، ولا يزال عملنا ضمن نطاق المنزل وما يحتويه من موجودات وخاصة الإبرة والخيط، فكانت البداية بعمل نماذج من المفارش وتعليم السيدات كيفية العمل، فقمنا بتوصيل أربعة مربعات وهو عبارة عن مفرش صغير، أما المرحلة الثانية فكانت عبارة عن توصيل تسعة مربعات حتى وصلنا إلى تصنيع المفرش الكبير، حيث كانت البطانة الداخلية عبارة عن "برادي" ستائر، والمربعات عبارة عن قماش مدور، أما المرحلة الثالثة من المشروع فهي تصنيع لوحات فنية تراثية من بقايا المفرش، ومن الألياف الصغيرة المتبقية من اللوحات نقوم بإنتاج سجاد بأحجام صغيرة وغيرها من المشغولات الصغيرة، ونضيف إليها الأزرار والإكسسوارات وبقايا القماش المدور».

لوحات فنية من بقايا القماش

وتتابع: «يتميز عملنا بأن كل مراحله يدوية، ولا يتطلب سوى الإبرة والخيط فقط، فهو قليل التكلفة وسهل التصنيع، وما زادنا على الإصرار في العمل التكافل الاجتماعي الذي خلفته الأزمة، فانقطاع الكهرباء ونقص المازوت خلف لدينا الكثير من الوقت، ولكوننا نكره الاتكاء، انطلقنا بالمشروع الذي أصبح مشروعاً اقتصادياً نفسياً اجتماعياً، حيث قمنا بعمل جدوى اقتصادية للمشروع فوضعنا الأسعار للسوق الداخلي بسعر 30 ألف ليرة سورية، وللسوق الخارجي بسعر 50 ألف ليرة سورية».

وختمت بالقول: «الميزة الفريدة في إنتاجنا أن القطعة المنتجة لا تتكرر من ناحية الألوان والتصاميم، ونتمنى أن نلقى دعماً يساعدنا على افتتاح مركز للعمل والتصنيع ولتدريب السيدات المهتمات بهذه الأعمال».

أعمال من القصاقيص الصغيرة للقماش

وأشاد "تيم الخرابة" من زوار الملتقى بعمل "رسلان" قائلاً: «ساهم مشروع "رسلان" برفع الوعي البيئي لدى السيدات من خلال استخدام مخلفات المنزل اليومية للاستفادة منها في أعمال فنية وأعمال للزينة وحفاظاً على جمالية البيئة والحد من تلوثها، وإعادة تدويرها وتكريرها واستخدامها في أعمال عديدة تخدم المجتمع والمواطن».