بالربط بين الدقة وسرعة الإنتاج؛ تمكن الحرفي "بسام ريحان" من تصميم آلة للطباعة على الزجاج مستخدماً شاشات "السيلسكرين"، ليقدم تحفاً فنية أغنت التراث السوري.

مدونة وطن "eSyria" زارت خان "أسعد باشا" بتاريخ 19 نيسان 2015، حيث التقينا الحرفي "محمد بسام ريحان" أثناء مشاركته ضمن فعالية "أيام التراث السوري" ليحدثنا عن بدايته قائلاً: «بدأتُ عملي كهواية في سن مبكرة لأتوج مسيرة خمسين عاماً من العمل في مجال الزجاج والسيراميك بورشة تخرّج عشرات الحرفين كل عام. حبي للمهنة دفعني للبحث عن تطويرها، حيث تمكنت من صنع آلة لطباعة الرسوم وخصوصاً تلك التي تستخدم في الدعاية لبعض الماركات بواسطة شاشة "السيلسكرين" المصنعة من خيط حرير مجدول، نقوم برسم تصميم عليه ونصوره ثم يطبع بالأحبار ليدخل بعدها إلى الفرن، وهذا ما أعطى دقة بالطباعة وسرعة بالإنتاج».

من المعروف أن القطع التراثية محط أنظار السياح، لكن الظروف الحالية أفقدتنا هذا الجانب ليكون السوق والمعارض المحلية البديل الذي تأثر بدوره جراء الأحداث والضائقة المادية التي ولدتها الأزمة

وعن آلية العمل يتابع: «يعد ماء الذهب، والبلاتين، والمينا، أهم المواد الداخلة في عملنا، ولدينا طريقتان للعمل: نستخدم في الأولى دهانات بطيئة لا تحتاج إلى فرن، أما الثانية فتحتاج إلى فرن بدرجة حرارة 540-580 دْ وخاصةً زجاج النفخ اليدوي مستخدمين دهانات المينا، وهي عبارة عن زجاج مطحون ممزوج بأكسيدات معدنية تساعد في صقل المواد، حيث توضع بعد انصهارها على الزجاج، وتدخل إلى الفرن من 2-4 ساعات ليغسل الزجاج من بعدها ويلمع لتخليصه من الشوائب، وتتنوع منتجاتنا بين سيراميك، وكاسات، وفازات، وتحف أثرية».

الباحث محمد الفياض

وعن تسويقها يقول: «من المعروف أن القطع التراثية محط أنظار السياح، لكن الظروف الحالية أفقدتنا هذا الجانب ليكون السوق والمعارض المحلية البديل الذي تأثر بدوره جراء الأحداث والضائقة المادية التي ولدتها الأزمة».

"محمد الفياض" باحث بالتراث الدمشقي يقول: «الحرف التقليدية إن لم تحمل بصمة الحداثة تبقى في إطار تقليدي، وهذا ما قام به الحرفي "ريحان" حيث استطاع أن يبدع رسوماً هندسية جديدة أضافها إلى مفرداته القديمة، حيث أبدع في الرسم على الزجاج وحرفة القيشاني واستخدام عروق نباتية، كان يسير في بعض أعماله على منهج المدرسة التقليدية القديمة، لكنه انفرد من خلال التنوع حيث تمكن من ترك بصمة واضحة في مهنة الزجاج من خلال رسوماته».

الرسم على الزجاج