يرى الحرفي "اسكندر الحلبي" أن فن "الموزاييك" من أجمل الحرف الدمشقية وأقدمها، وهو يعتمد بوجه أساسي على خيال الحرفي في تطعيم الخشب وتحويله إلى أشكال فنية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 نيسان 2015، الحرفي "اسكندر الحلبي" أحد العاملين في مهنة "الموزاييك" في فعالية "أيام التراث السوري" في خان "أسعد باشا"، فقال: «أعمل في مهنة الموزاييك منذ الطفولة، فأنا من مواليد "دمشق" 1957، ورثت هذه المهنة من والدي الذي عمل بها منذ ما يقارب 85 عاماً، وما دفعني لامتهان تلك الحرفة تعلقي الشديد بها منذ الصغر، وتعلقي بالأدوات اليدوية الداخلة في إنتاجها من الإزميل و"شاكوش الطرق والدعك" والآلات البسيطة كـ"الشلة"؛ المنشار اليدوي، حتى أصبحت ترافقني منذ الصباح حتى نهاية اليوم، إضافة إلى "الرابوب" والحساسة والغراء العربي».

بعد حصولي على الأخشاب المطلوبة نقوم بقصها كرسوم وأشكال هندسية مثل المثمّن والمربّع والمسدّس والمثلّث ثم نقوم بتجميعها على القطعة المراد تصنيعها لتعطي لوحة فسيفسائية جميلة، متعددة الألوان والرسوم

ويضيف: «تمتاز أعمالي من "الموزاييك" بأن جميع أخشابها من غوطة "دمشق" ذات الألوان الطبيعية، فمثلاً خشب الجوز يتمتع طبيعياً باللون البني، وخشب الليمون بالأصفر الفاتح، والمشمش باللون المشمشي الفاتح، والورد باللون الأحمر المائل إلى البني، والزيتون باللون الأخضر الفاتح».

من أعماله

ويتابع: «بعد حصولي على الأخشاب المطلوبة نقوم بقصها كرسوم وأشكال هندسية مثل المثمّن والمربّع والمسدّس والمثلّث ثم نقوم بتجميعها على القطعة المراد تصنيعها لتعطي لوحة فسيفسائية جميلة، متعددة الألوان والرسوم».

ويختم بالقول: «في ورشتي أقوم بتصنيع مشغولات مختلفة تعتمد كثيراً على بصمتي الفنية وذوقي الحسي لتشكل في النهاية زخرفة هندسية خشبية متنوعة الأشكال، ومنها تلك المشغولات والعلب المختلفة الأشكال والاستعمالات وطاولات "الاسكندات" والنرد، والكراسي، والصناديق كصناديق العرائس، وخزائن للثياب، وطاولات للضيافة، ومرايا زجاجية ومزهريات، ومقاعد وصناديق كتحف صغيرة».

الباحث محمد رمضان

ويشير الباحث في الحرف التقليدية "محمد خالد رمضان" بالقول: «استطاع "الحلبي" أن يحول الخشب بين يديه ويطوعه ليخرج تحفاً فنية تنبض بحسه وتنطق ببصمته المميزة، اشتهرت أعماله بالدقة وخاصة في رصف المكعبات ضمن اللوحات المراد العمل عليها، حتى أصبحت محط أنظار الزوار الذين يحملونها إلى بلدانهم كمنتج دمشقي خالص، حيث يعدونها تحفة تحمل عبق "دمشق" وتميزها».