أكمل "يحيى ناعمة" عامه الرابع والستين برفقة الإزميل والخشب والصدف، إزميله أعتق من خشب الأشجار قطعاً فنية يطعمها بأصداف البحر، ليكوّن تحفاً مميزة في تحالف فوتوغرافي ضد النسيان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 نيسان 2015، "ناعمة" ضمن فعالية "أيام التراث السوري" المقامة في "خان أسعد باشا"، فقال: «تتميز مهنة "تصديف الخشب" بالفن الزخرفي والخيط العربي وأشكال الزينة المرسومة عليها، حيث نستخدم أسلوبين في العمل: أولهما النقش العربي الذي يتضمن رسوماً نباتية ناعمة وحفرها غير عميق، والنقش الفاطمي ويتميز بعروق نباتية عميقة الحفر نافرة».

يعتمد إنتاجنا على السياحة العربية والأجنبية، وهذا ما فقدناه خلال الأزمة التي تمر بها "سورية"؛ وهو ما دفعنا للاعتماد على الباب المحلي، فأغلب أصحاب البيوت "الدمشقية" القديمة يقتنون قطعة ولو بسيطة لأنها رمز من رموز البلد

ويضيف "ناعمة": «عملنا عبارة عن مزج ألوان طبيعية، حيث نقوم بتنزيل الخشب بالصدف والقصدير مستخدمين المواد التقليدية من أصداف بحرية وأخشاب طبيعية تحمل ألواناً متعددة حسب طبيعة الشجر، كالجوز والورد والليمون أو الزيتون أو الكينا، إضافة إلى الغراء الأحمر المصنوع من عظام الحيوانات؛ حيث إن لكل شجرة من الأشجار المذكورة لوناً معيناً؛ ونقوم برصفها جنباً إلى جنب لتخرج شكلاً هندسياً أقرب ما يكون إلى تحفة فنية».

الباحث محمد الفياض

وعن تسويقها يقول: «يعتمد إنتاجنا على السياحة العربية والأجنبية، وهذا ما فقدناه خلال الأزمة التي تمر بها "سورية"؛ وهو ما دفعنا للاعتماد على الباب المحلي، فأغلب أصحاب البيوت "الدمشقية" القديمة يقتنون قطعة ولو بسيطة لأنها رمز من رموز البلد».

عن سيرة حياة التحفة يقول: «تمر مهنة التصديف بأربع مراحل: أولها تصميم الهيكل الخشبي للقطعة، ثم تأتي مرحلة لصق الصدف على الخشب، وذلك يتطلب من العامل الدقة والصبر والحس الفني والذوق العالي لأنها مهنة يدوية بامتياز، يلي ذلك مرحلة تلميع الصدف لتكون القطعة في شكلها النهائي، وإذا احتاجت القطعة الفنية إلى التبطين بالقماش تكون هناك مرحلة رابعة هي التنجيد مثلما يحدث في العلب أو الكراسي أو أطقم الجلوس، ثم تأتي مرحلة تصميم الهيكل الخشبي للقطعة، سواء أكان صندوقاً أم أثاثاً منزلياً أم مرآة أم غير ذلك، ويكون ذلك بالاعتماد على طبعات فنية مختلفة، بعدها تدخل القطعة في مرحلة الخلود».

بعض الأعمال المنجزة

ويشير الباحث في التراث الدمشقي "محمد الفياض" بالقول: «اشتهر الحرفي الدمشقي في صنع الخشب المطعم بالصدف في جميع أنحاء العالم، وهذا ما لاحظناه في أعمال "يحيى ناعمة" وعائلته التي ورثت المهنة منذ ما يقارب 200 عام، وتدين لعائلته مآذن ومحاريب وأروقة كثيرة بجمالها الدمشقي، حيث استطاعوا أن يحولوا القطعة الخشبية إلى تحفة فنية من خلال رسم الزخرفة العربية الأصيلة في كافة أعمالهم من حفر وتنزيل الصدف على الخشب، وكانت تستخدم الأخشاب المصدفة في التزيينات الداخلية للعمارات الكبيرة والبيوت السكنية ودور العبادة، ومشاركة "الناعمة" في أيام التراث السوري دليل وتأكيد على أن الحرفي السوري مستمر في عمله رغم كل الظروف».