بتقنية جديدة تجنب المريض مضاعفات عديدة، وبنسبة خطورة أقل بعشرة أضعاف؛ أجرى الدكتور "أحمد الدغلي" عملية جراحية نوعية للطفل "محمد محمد"؛ التي تكللت بالنجاح رغم أنها تجري لأول مرة في مستشفيات "دمشق" بوقت قياسي ونتائج مبهرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 شباط 2015، الدكتور "أحمد الدغلي" اختصاصي في جراحة القلب والأوعية الدموية عند الأطفال، وعن حيثيات العمل الجراحي يقول: «بعد معاينة الطفل تبين أنه يشكو من تضيق "برزخ" مع ارتفاع ضغط شرياني أدى إلى نقص النمو في الجزء السفلي من الجسم، مع غياب تقريباً في النبض، وهذا ما استدعى دخوله المستشفى وإجراء عمل جراحي تكلل بالنجاح».

بعد معاينة الطفل تبين أنه يشكو من تضيق "برزخ" مع ارتفاع ضغط شرياني أدى إلى نقص النمو في الجزء السفلي من الجسم، مع غياب تقريباً في النبض، وهذا ما استدعى دخوله المستشفى وإجراء عمل جراحي تكلل بالنجاح

يتابع الدكتور "الدغلي" قائلاً: «سابقاً وفي الحالات التي تشبه حالة "محمد" كانت العملية تجرى بفتح "القص" مع وجود قلب صناعي وإيقاف الدوران كاملاً، ولكن في وضع "محمد" تم الاستغناء عن كل ما سبق، ولأول مرة قمنا بالجراحة عبر مدخل صدري خلفي أيسر باستعمال تقنية إعادة "المفاغرة" من دون استعمال دارة قلب صناعي مع قلب مغلق، والعملية أجريت بشق صدري خلفي جانب "العمود الفقري" وهنا يكمن النجاح، حيث تم تجنيب المريض الكثير من المضاعفات التي تنتج عن فتح "القص"، كما أن الخطورة هنا أقل بعشرة أضعاف، كذلك فمن الناحية الجمالية العملية لا تترك أثراً يذكر؛ وهو ما ينعكس إيجاباً على الوضع النفسي للمريض، كما خففت الألم بعد الجراحة، إضافة إلى أن التكلفة المادية أقل بكثير من سابقتها».

الطفل محمد محمد بعد الجراحة

وبالحديث مع "رفعت محمد" والد الطفل، قال لنا: «رغم أنه تبين لنا أن المرض جاء مع "محمد" منذ الولادة؛ إلا أنه كان يمارس حياته بطريقة طبيعية، ولكن رغبت والدته بمراجعة طبيب نتيجة ملاحظتها ضيق في النفس أثناء التهاب "اللوز" كشف المشكلة، وبعد المعاينة تقرر إجراء الجراحة لكونها الحل الوحيد، حيث أدخل المستشفى في أواخر الشهر العاشر 2014، وخضع للجراحة التي استغرقت حوالي الساعتين، وبعدها نقل للعناية المشددة حيث مكث يومين دون أي انعكاسات سلبية، ويبدو عليه التحسن بشكل ملحوظ، والفضل يعود للطبيب الذي أجرى العملية بالدرجة الأولى ولطاقم التخدير والعناية المشددة في مستشفى "الفيحاء"».

الدكتورة "بشرى مظلوم" طبيبة الأطفال المتابعة للحالة الصحية للطفل "محمد" قبل وبعد العمل الجراحي، تقول: «هناك تحسن ملحوظ حيث أصبح الضغط طبيعياً، بينما كان يعاني قبل الجراحة من ضغط عالٍ ودائم، كما عاد النبض إلى طرفة السفلي، وأصبحت حركة الأمعاء طبيعية بسبب إعادة التروية لها بعد الكسل الذي عانى منه وهذا ما سبب له إمساكاً دائماً بسبب نقص التروية، ويمكنني القول كطبيبة أن العمل ناجح والنتائج الإيجابية ملموسة».

رفعت محمد والد الطفل

يذكر أن الدكتور "أحمد الدغلي" تمكن بعد هذه الجراحة الناجحة من إجراء ست عمليات جراحية مشابهة وجميعها تكللت بالنجاح، ويقول إن النتائج ممتازة والانعكاسات تكاد لا تذكر.