استطاعت الشاعرة الشابة "بسمة شيخو" بأسلوبها الأدبي عبر قصيدتها النثرية وصورها البيانية، أن تجسد جزءاً من معاناتها والواقع المعاش من خلال قصائدها التي ضمها إصدارها الجديد "شهقة ضوء".

مدونة قالت: «يضم الإصدار "46" قصيدة نثرية أغلبها ذات مواضيع ذاتية تعكس الهمّ العام والمعاناة الإنسانية الواسعة، وقد حمل بعضها عناوين: "سنكون بخير، لستُ وحيدة، سعيدة، بشرٌ لا يشبهوننا، شجرة، تحت وسادتي، حُلم، فزّاعة"، القصائد ملأى بالصور البيانية وكأنها تخلق عالماً قائماً بذاته لا يشبه عالمنا».

يضم الإصدار "46" قصيدة نثرية أغلبها ذات مواضيع ذاتية تعكس الهمّ العام والمعاناة الإنسانية الواسعة، وقد حمل بعضها عناوين: "سنكون بخير، لستُ وحيدة، سعيدة، بشرٌ لا يشبهوننا، شجرة، تحت وسادتي، حُلم، فزّاعة"، القصائد ملأى بالصور البيانية وكأنها تخلق عالماً قائماً بذاته لا يشبه عالمنا

ومن قصيدتها النثرية "شجرة" نقتطف: "ببلادتِه المُعتادَة يَحمل قَميصَ مَشاعِرِه البَالي، ينزعُه عَن جَسَد قلبي، يَحمِلُه ويتجه نحوَ الجِدار، أرسمُ له باباً واسِعاً للغاية ليسعَ غُرورَه، وأعطيه كلَّ مَا أملِكُ من مَفاتيح ألوّحُ له كَشجرةٍ سَكنتْها الرّياح".

غلاف الإصدار

عن الإصدار قال "شوقي البغدادي" مقدم الإصدار: «كنتُ وأنا أوغل في قراءة مجموعتها الجديدة "شهقة ضوء" أشعر بمتعةٍ حقيقيّة مع أنني لستُ صديقاً حميماً لقصيدة النثر، ولكن هنا مع "بسمة" كنتُ أقرأ وأفهم وأتجول وأعاني وأفرح وأكتئب، كنتُ أعيش حقّاً مع تجربةٍ لا تخصُّني، وشيئاً فشيئاً صارت كأنّها لا تعني أحداً سواي، ظاهرة مدهشة بحق فتاة في الثامنة والعشرين، عرفتْ بعض الخيبات المريرة التي تهدد عادةً أيّ إنسان وكأنّها تحررت منها وانتمت إلى صديقها الحميم الشِّعر، يقودني هذا السياق إلى محاولة فهم معنى الشّعر بالنسبة لها، وبالتالي ما هي الدّوافع التي تحرضها على قوله.

الفاتحة الطَّريفة التي تصدّرت المجموعة تساعدنا على ذلك، فهي تشبه بحدِّ ذاتها قصيدةَ نثر جديرة بأن تُقرأ بعناية خاصَّة، فهي لا تشبه إطلاقاً مقاطع الإهداءات الأكثر تداولاً لدى الكتّاب عامةً وعلى الأخصِّ الشُّعراء منهم، وفيها تقول: "كمن يمرُّ بزينةٍ على باب مسكنٍ نَهُمّ بالدخول إليه، بل كعبارةٍ إنجيليّةٍ تدعو إلى ديانةٍ قائمة على احترام ظاهرة الحياة على كوكبنا، وبالتالي صيانتها بفيضٍ رطبٍ من المحبَّة في بيئةٍ تكاد القسوة والكراهيّة والعنف فيها تقضي عليها".

ومن هذه الفاتحة نفهم أننا مقبلون على شعرٍ يحاول أن يقارب المحنة التي يعاني منها بلد الشاعرة منذ أربع سنوات من خلال سياق المحنة الذَّاتيّة».

يذكر أن الشاعرة "بسمة شيخو" من مواليد "دمشق" 1986، طالبة ماجستير في قسم العمارة الداخلية، محاضِرة في كلية الفنون الجميلة، في جعبتها العديد من المشاركات في أمسيات المراكز الثقافية أو المنتديات الخاصة، من إصداراتها الشعرية "عبثٌ مع الكلمات"، صدر 2013، بقي أن نذكر أن "شهقة ضوء" من إصدار مركز التفكير الحرفي "جدة".