بجهاز بسيط وأفكار مبدعة استطاعت الطالبة "سلام جيرودية" مع زميلاتها "رهف الفرا" و"خديجة عطايا" ملامسة معاناة المسنين وإعادة الأمل للكثيرين ممن خانتهم الذاكرة من خلال مشروع "الصيدلية الذكية"؛ الجهاز الذي سهل عليهم تناول الدواء بالجرعة والوقت المناسبين.

الطالبة "سلام" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 شباط 2015، أثناء مشاركتها ضمن معرض المشاريع السادس المقام في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وعن مشاركتها حدثتنا قائلة: «بالتعاون مع زميلتيّ "رهف الفرا، وخديجة عطايا" في كلية "الهندسة الطبية" تمكنا من ابتكار جهاز توجهنا به إلى شريحة مهمة وهي كبار السن الذين لم تعد تسعفهم الذاكرة لتذكر مواعيد أخذ الدواء».

بالتعاون مع زميلتيّ "رهف الفرا، وخديجة عطايا" في كلية "الهندسة الطبية" تمكنا من ابتكار جهاز توجهنا به إلى شريحة مهمة وهي كبار السن الذين لم تعد تسعفهم الذاكرة لتذكر مواعيد أخذ الدواء

وتضيف قائلة: «يمكن اعتبار "الصيدلية الذكية" بمنزلة ذاكرة للمسن؛ فهي فكرة ذكية قادرة على تنظيم مواعيد أخذ الدواء بأوقات محددة وبجرعات مضبوطة، فعادة ما يواجه المريض عدة مشكلات بهذا الصدد، مثل: نسيان مواعيد أخذ الدواء، وكيفية أخذه قبل أو بعد الطعام، أو نسيان عدد المرات، والخلط بين نوعين من الأدوية يتنافيان بتركيبهما الكيميائي؛ وهو ما قد يؤثر في حياة المريض، ومن هنا أتت أهمية الجهاز ليكون قادراً على تنظيم وضبط تناول الأدوية بأوقات وجرعات محددة».

جهاز الصيدلية الذكية

"رهف الفرا" مشاركة بالمشروع تقول: «الجهاز عبارة عن صندوق يحوي عدداً من الأنابيب، وهو جهاز متعدد الأوجه فيه القسم الميكانيكي الذي ينظم حركة الحلزون، والشق الإلكتروني حيث يحوي دارة لقيادة حركة المحركات مع متحكم صغير، إضافة إلى واجهة مكونة من لوحة مفاتيح وشاشة تظهر للمريض ما يحصل في قلب الجهاز».

وعن آلية عمل الجهاز تقول "خديجة عطايا" إحدى المنفذات للمشروع: «الجهاز يحوي عدداً من الأنابيب تحدد الأدوية التي سيأخذها المريض، وعدد لفات الأنبوب يحدد المدة الزمنية لبقاء الأدوية بداخله، نضع الأدوية المستخدمة لمدة أسبوعين ونقوم ببرمجة الجهاز على مواعيد أخذ الدواء، ويمكن أن يعطي إنذاراً إن كان هناك وجبة طعام قبل أو بعد الجرعة، ويمكنني القول إن آلية عمله بسيطة لأنه موجه للمسنين».

جانب من المعرض

الدكتور "ممدوح منيف" أحد المشرفين على المشروع يقول: «يطرح المشروع لأول مرة في كلية الهندسة الطبية، وهو نوع من الخروج على النمطية والتكرار الذي مرت به مشاريع سابقة، إذ يعد تحدياً للطلاب ليصقلوا مهاراتهم التي اكتسبوها أثناء الدراسة، وهو مهم من حيث حاجة فئة عمرية لا يستهان بها لهكذا جهاز، فهناك كبار في السن يسكنون وحدهم ويعانون من موضوع النسيان، وبوجوده نكون قد ساعدناهم للتذكير بمواعيد الدواء من دون أخطاء لكونه مؤتمتاً، وبرأيي إن السوق بحاجة لهكذا مشروع، وهناك إمكانية لاستخدامه في دور العجزة، كما يمكنه مساعدة الممرضات في المستشفيات، وأرى أن له آفاقاً مستقبلية وعملية تطويره ممكنة للوصول إلى منتج فعال».

يذكر أن الجهاز يعرض لأول مرة ضمن معرض المشاريع السادس المقام في كلية "الهمك" إلى جانب خمسة عشر مشروعاً بمشاركة طلاب من كليات مختلفة.

الدكتور ممدوح منيف