بهدف الاستفادة من كنز المعلومات في مدونة وطن، والتوجه لاستثمارها بآليات عمل مختلفة تعتمد على الشراكات مع جهات أخرى؛ عقدت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 تشرين الأول 2014، جلسة عصف ذهني لطرح مقترحات ومشاريع جديدة للتحول من تقديم المعلومة إلى صناعة المعرفة.

جمع اللقاء الذي تم في مقر مدونة وطن بـ"دمشق" أسرة تحرير المدونة والعاملين فيها، وبحضور الدكتور "مهيب النقري" بصفته عضواً في مجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وبصفته مدير التخطيط الاستراتيجي في شركة "سيريتل".

افتتحت الآنسة "أريج بوادقجي" الجلسة بالحديث عن أهمية التدوين الذي تخصصت به مدونة وطن، وأسست له على مدى سنوات بصدق وشفافية، والذي لم يكن جهداً اعتباطياً لمجرد إغناء المحتوى العربي الرقمي بالمعلومات، إنما كان بهدف التأسيس لما يسمى بصناعة المعرفة، التي تعتمد على ثلاثة أطراف: المجتمع، والمؤسسات الأكاديمية والإعلامية، والقطاعات الصناعية المنتجة بنشاطاتها المختلفة، وتتطلب صناعة المعرفة التكامل بين هذه القطاعات.

الدكتور مهيب النقري

تعتمد فكرة (استثمار الإعلام التدويني) على الاستفادة من معارف "eSyria"، وتوظيفها وإعادة إنتاجها بشكل مفيد يخدم للمجتمع السوري بمختلف قطاعاته، صُمم المشروع بناءً على حاجة الوزارات، ومنظمات المجتمع المدني، والجاليات السورية في الخارج؛ إلى المعلومات اللازمة لبناء مشاريعها التي تمتلكها المدونة.

يهدف المشروع إلى ردم الفجوة المعرفية بين أبناء المجتمع السوري وقطاعاته، وتعزيز التواصل الإيجابي للبدء بعملية نهوض وتنمية واستثمار الموارد، والانتقال من الوظيفة التدوينية لـ"eSyria" إلى مرحلة استثمار المنتج التدويني، وتعزيز قدرة الناس على التكيف وتمكينهم من استثمار مواردهم المتاحة، وإيجاد رافد مادي يغطي تكاليف مدونة وطن.

الإعلامية أروى الشمالي

نموذج عمل: تحتوي المدونة على خزينة معلومات مفيدة؛ مثلاً عن (زراعة الفواكه الاستوائية في طرطوس)، وهذه المعلومات تهم شريحة كبيرة من المواطنين، ومن الممكن أن تتحول من مجرد معرفة إلى مشروع مفيد عن طريق التوسع بالبحث عن هذه الزراعة، وبناء شراكات مع أصحاب المصلحة، وتسويق هذه المعرفة مع المهتمين، ثم متابعة فرص تنفيذ المشروع على أرض الواقع.

واستعرضت الإعلامية "أروى الشمالي" خلال الجلسة مشروعاً يرتكز على مقومات خدمة "خبر وحكاية" التي تم إطلاقها مؤخراً على الهواتف المحمولة بالتعاون مع شركة "سيريتل" للاتصالات، حمل المشروع شعاراً عنوانه: "لكل سوري مكان في مدونة وطن". تقدم المدونة من خلال هذه الخدمة خبراً سورياً مصوراً تقوم بصناعته عبر كوادرها، فهي ليست مجرد خدمة لتقديم المعلومات، بل هي صناعة لها أدواتها المميزة وتنتمي إلى اقتصاد المعرفة. وهي جزء من مشروع تدوين الحياة السورية الذي يجب أن يكون مصدر دخل يعود على المدونة في القريب.

أريج بوادقجي أثناء الاجتماع

تعتمد رؤية المشروع على الاهتمام بالمبدع وربطه مع المستثمر لدعم إبداعه، وبإمكان المدونة تحقيق ذلك لعدة أسباب: امتلاكها لمحتوى خاص وحصري (أخبار الناس، وجوه، شخصيات محلية، ومن المغترب)، وهذا المحتوى مختلف عما هو سائد في وسائل الإعلام الأخرى لاهتمامه بخصوصية المجتمع السوري الذي يمتلك مبدعين وشخصيات مميزة لا تنضب، ومن الممكن مستقبلاً أن يفتح الباب أمام "صحافة المواطن" لتحتل جزءاً في محتوى المدونة.