استطاع الروائي والمخرج المسرحي "محمد الحفري" عبر قصصه الرمزية أن يصور معاناة الشعب العربي السوري في الأزمة الحالية، مجسداً دور الكلمة في الصمود والتحدي إلى جانب السلاح.

مدونة وطن "eSyria" التقت "الحفري" بتاريخ 4 آب 2014، خلال مشاركته بالأمسية القصصية التي أقيمت في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، وجمعته مع زميليه "سوسن رضوان"، و"علي عبد الله"، ويقول: «قدمت خلال الأمسية قصة بعنوان "ثعلوب والبقرة حمروش"، وهي القصة التي فازت بالمركز الأول لجائزة اتحاد الكتاب العرب، اعتمدتُ فيها أسلوب الرمزية، أو طريقة "كليلة ودمنة"، لنقل صورة الأحداث التي تجري في "سورية" ومما لا شك فيه أن الأزمة أثرت في كل سوري وفي المبدع خصوصاً».

قدمت قصة "الضجيج" التي تتحدث عن معاناة مهجري الداخل بالحصول على الملاذ الآمن ولقمة العيش

ومن المشاركين في الأمسية القاصة "سوسن رضوان"، وتقول: «مشاركتي تمثلت بقصة "باكوربان"؛ وهي قصة اجتماعية تحكي حالة نمطية من الشباب ومن مشاعر المراهقة الناضجة، ولا بد من الإشارة إلى أن الأزمة جعلتنا نفجر الطاقات التي نمتلكها، فالشاعر والأديب تبقى مشاعره في حالة كمون ومحبوسة بداخله حتى تأتي حالة معينة تجعله يُخرج ما لديه».

القاص محمد الحفري

بدوره المشارك القاص "علي عبد الله" عن تجربته يقول: «قدمت قصة "الضجيج" التي تتحدث عن معاناة مهجري الداخل بالحصول على الملاذ الآمن ولقمة العيش».

ومن الحضور الناقد الأدبي "محمد أبو هلال"، ويقول: «سمعنا اليوم ثلاثة نماذج من القصص، نموذج واقعي جسده القاص "علي عبد الله" في قصته "الضجيج" استحضر فيها الشرط الإنساني فيما نعانيه اليوم، وسعى لفرز المعاناة بصورة حكائية قد تبدو معروفة، والنموذج التخيلي وجسده القاص "محمد الحفري" حيث استخدم الرمز الكنائي والوحي، ومضمونه لصيق بالأزمة، بينما اعتمدت القاصة "سوسن رضوان" نموذج ما بين الحلم والواقع، حيث تكلمت عن الحب بشفافية، ولغة آثرة وأرادت أن تقول إن الحب لغتنا التي أصبحت خلفنا، وبشكل عام القصص لافتة بشكلها ومضمونها، وهي تحمل هواجس جمالية كثيرة».

القاص علي عبد الله

أما الإعلامي "سهيل الذيب" فيقول: «لا بد من التأكيد أن إقامة مثل هذه اللقاءات بهذه الظروف هو أمر مهم، وقد قدم الشباب أمسية جميلة رغم تفاوت الأدب الذي قدموه».

القاصة سوسن رضوان