بدأت المشاركات السورية في "الأولمبياد العلمي الدولي" لمختلف المواد منذ العام 2008، ولم تتأخر في حصد الميداليات بأنواعها لتكون إحداها هذا العام برونزية في مادة "الكيمياء" من "هانوي".

شارك في المسابقة عدد كبير من الدول بلغ 77 دولة، إضافة إلى الدولة المضيفة، وبعدد مشاركين بلغ حسب الموقع الرسمي للمسابقة 524 مشاركاً بين طلاب ومراقبين، وحضور عدد كبير من الإعلاميين، وهي المسابقة الأشهر في العالم التي أسست عام 1968 في "براغ" (تشيكوسلوفاكيا سابقاً، التشيك حالياً)، علماً أن المسابقة جزء من "الأولمبياد العلمي الدولي" الذي يشمل ست مواد علمية منها الرياضيات والفيزياء، وقد شاركت بها "سورية" أيضاً.

إن ما تحقق هو محصلة لما يلقاه مشروع الأولمبياد العلمي السوري من دعم كبير من قبل المعنيين، والحرص على تشجيع وتقدير المبدعين والكفاءات العلمية والإدارية المشرفة على المشروع وتكريمهم، إضافة إلى التوجه الدائم لدعم مشروع الإبداع العلمي التخصصي بكل السبل التي تساهم في إيصال هؤلاء المبدعين إلى المبتغى العلمي الاستراتيجي المنشود بما فيه المستقبل المشرق للمبدع والوطن

تألف الفريق السوري من أربعة طلاب هم: "عصام الأنوف"، "علي يوسف"، "سليم حنا"، "محمد ديب مندورة"، وهم من الطلاب المتفوقين على مستوى "سورية"، والطالب الحائز على البرونزية هو "عصام الأنوف" من مدرسة "الباسل" للمتفوقين في "دمشق".

العلم السوري بين المكرمين

في حديث مختصر مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 2 آب 2014، عبر الشاب "عصام" عن فرحته بالنجاح الذي يحققه للعام الثاني على التوالي في الأولمبياد، واعداً بتحقيق نتائج أفضل في المسابقات القادمة، في حين اعتبرت والدته أن الإنجاز في حد ذاته وسط الظروف الراهنة للبلد أكثر من مجرد إنجاز فردي، بل هو وسام تستحقه "سورية".

من طلاب المركز الوطني للمتميزين أيضاً، وعضو الفريق الوطني للأولمبياد العلمي السوري في اختصاص الكيمياء الشاب "محمد ديب مندورة"، وقد شرح لنا كيفية انتقاء الطلاب للمشاركة في الأولمبياد، ويقول: «يتم في شهر "آذار" من كل عام إجراء اختبار بين أعضاء الفرق الوطنية، كل بمادته واختصاصه، وفي مادة الكيمياء يتم اختيار الطلاب الأربعة الحاصلين على أعلى الدرجات كأعضاء الفريق الذي سيمثل "سورية" في الأولمبياد العالمي، وقد كنت واحداً منهم هذا العام، وينال الطلاب الأربعة تدريباً من قبل دكاترة مختصين في جامعة "دمشق" لتأهيلهم للمشاركة العالمية، وفي الأولمبياد العالمي للكيمياء الذي يستمر 10 أيام، يتم إجراء اختبار نظري له معدل 60%، واختبار عملي له معدل 40%، ثم يتم جمع الدرجات، ويتم تكريم الطلاب بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية وشهادات تقدير حسب تسلسل مراتبهم، وقد كان لفريقنا مرتبة جيدة هذا العام على مستوى العالم».

الفريق الوطني السوري الكيميائي

من جهته، رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري الأستاذ "عماد عزب"، يقول: «إن ما تحقق هو محصلة لما يلقاه مشروع الأولمبياد العلمي السوري من دعم كبير من قبل المعنيين، والحرص على تشجيع وتقدير المبدعين والكفاءات العلمية والإدارية المشرفة على المشروع وتكريمهم، إضافة إلى التوجه الدائم لدعم مشروع الإبداع العلمي التخصصي بكل السبل التي تساهم في إيصال هؤلاء المبدعين إلى المبتغى العلمي الاستراتيجي المنشود بما فيه المستقبل المشرق للمبدع والوطن».

ويضيف: «إن الفوز السوري بالميدالية البرونزية في الأولمبياد العالمي للكيمياء يعني استمرار الكيمياء السورية في مستوى الميداليات العالمية، صحيح أن حصيلتنا في العام الماضي بالكيمياء كانت ميداليتين برونزيتين، لكنها حالة تبدل الأجيال والمواهب التي يعيشها الأولمبياد، وهذه من صعوبات التعامل مع الفئات العمرية التي يندر أن تحتفظ بنفس المستويات من المواهب العلمية رغم العمل على الارتقاء بمستويات الأجيال البديلة والرديفة، حيث يعتمد الأولمبياد على الموهبة العلمية المتسلحة بالحصيلة العلمية التراكمية، ولذلك أمكن للشاب "عصام الأنوف" تكرار إنجازه العالمي والفوز بالميدالية، فيما يكتسب البقية خبرة عالمية جديدة».

ميدالية "عصام الأنوف"