من تعلمه الذاتي وصل "عامر طرودي" إلى مرحلة الإتقان كعازف للإيقاع، ليمزج اليوم إيقاعه بالشعر في أمسية حملت رسالة ثقافية تجمع بين نكهة الأدب وروعة النغم..

مدونة وطن "eSyria" حضرت الأمسية الشعرية الموسيقية التي حملت عنوان "قمح وأدراج فضة لدمشق" وأقيمت في المقهى الثقافي "شام محل" في "دمشق" القديمة، وذلك بتاريخ 4 آب 2014، والتقت الفنان "طرودي"، الذي تحدث عن بداياته الموسيقية، ويقول: «كان الإيقاع يشدني منذ طفولتي، فبدأت في عمر الخامسة عشرة تعلمه في معهد "ميشيل عوض" في مدينة "جرمانا"، ثم بدأت رحلة تعلم ذاتي مستعيناً بمناهج متخصصة، وبعد ذلك انتسبت إلى المعهد العربي للموسيقا في "دمشق"، وبعد إتقاني العزف بشكل جيد بدأت استثمار موهبتي في عدة مشاركات محلية في المراكز الثقافية السورية وبعض الحفلات في "لبنان"، وأشارك اليوم في هذا الملتقى مع زملائي العازفين وبحضور أغلب أصدقائنا المهتمين بالموسيقا والشعر، فلهذه الملتقيات أهمية جلية من حيث الرسالة الثقافية وانعكاس أثرها على المجتمع بشكل عام، كما يضفي الشعر على الموسيقا نكهة أدبية جميلة ومكملة لروعة النغمات».

لكل شيء في الكون إيقاع، يدخل إدراكنا في المرحلة الجنينية معتمداً على دقات القلب، ويرافقنا في كل جوانب حياتنا، فالمشي إيقاع، والتنفس إيقاع، وحتى صوت الطبيعة يحمل إيقاعاً خاصاً به، ومن هذه المراحل البدائية البسيطة وصل الإيقاع اليوم إلى مستويات مذهلة من حيث التقنيات وأساليب العزف وتعدد الآلات الإيقاعية

وعن نظرته للإيقاع بشكل عام وسبب اختياره له، يتابع "طرودي": «لكل شيء في الكون إيقاع، يدخل إدراكنا في المرحلة الجنينية معتمداً على دقات القلب، ويرافقنا في كل جوانب حياتنا، فالمشي إيقاع، والتنفس إيقاع، وحتى صوت الطبيعة يحمل إيقاعاً خاصاً به، ومن هذه المراحل البدائية البسيطة وصل الإيقاع اليوم إلى مستويات مذهلة من حيث التقنيات وأساليب العزف وتعدد الآلات الإيقاعية».

أنس مراد

ومن المشاركين في الأمسية التقت مدونة وطن عازف العود "أنس مراد" الطالب في المعهد العالي للموسيقا، الذي تحدث عن أولى خطواته في الطريق الموسيقي، ويقول: «لا أعرف حقيقةً أين يكمن خط البداية، فمعظم بيوت مدينتي "السويداء" لا تخلو من عازف أو موسيقي، وتحديداً عازفي "العود"، فمن هذا الجو انتشت بذرة موهبتي التي أوصلتني إلى المعهد العالي، كما فتحت لي الطريق للمشاركة في الكثير من الحفلات والفعاليات الثقافية، وتأتي مشاركتي في هذه الأمسية اليوم استكمالاً للأنشطة التي أقوم بها وزملائي في إطار سعينا لإيصال رسالة الفن الحي والملتزم إلى أكبر عدد ممكن من الناس».

ومن بين الحاضرين كان الفنان التشكيلي "ضياء لَكّن" الذي عبر عن انطباعه عن الأمسية، ويقول: «تلك هي المرة الأولى التي أحضر فيها هذا المزيج من الشعر والموسيقا، إلا أنها تركت في نفسي أثراً طيباً للغاية، فالجو المسيطر يغلب عليه الطابع الأسري الودي، والعفوية الواضحة التي جعلت بعض الحضور يجلسون على الأرض نظراً لازدحام المكان، وليس خفياً على أحد حجم الأثر الثقافي الكبير الذي ينال المجتمع جرّاء إقامة أمسيات كهذه».

الفرقة الموسيقية

يذكر أن هذه الأمسية ضمت أيضاً العازفين: "يامن فنصة" على "القانون"، "أبا ذر قماش" على الـ"تشيلو"، إضافة للمغني "يامن الغضبان"، والضيفة صاحبة الصوت الجميل "نور فنصة"، والشاعر "قصي زهر الدين"، والشاعرة "نسرين خوري"، الذين تناوبوا على تقديم ما لديهم تباعاً دون دمج بين الموسيقا والشعر، فقد بدأت الأمسية بمقطوعة "عطر الفجر" تأليف "أنور إبراهيم"، تلتها مقطوعة "ذهب أبيض" وعدة أغانٍ ومقطوعات أخرى.

جانب من الحضور