بهدف ربط سوق العمل بالتعليم، وإشراك مؤسسات الأعمال في التخطيط وتأسيس آليات وخطط قابلة للتنفيذ والاستدامة لردم الفجوة بين متطلبات سوق العمل وخريجي الجامعات؛ تم إطلاق برنامج "الشراكة بين قطاع التعليم العالي وعالم الأعمال"، بتاريخ "15/12/2010" في فندق "ديديمان" وذلك بمشاركة كل من القائمين على وزارة التعليم العالي وجامعات السورية وعدد من أصحاب الفعاليات الاقتصادية والصناعية السورية.

موقع "eSyria" حضر الندوة التي رافقت إطلاق البرنامج والتقى الطالب "ياسين قصار" من كلية الهندسة "الميكانيكية والكهربائية"- اختصاص "تصميم ميكانيكي"، والذي تحدث بالقول: «يعد التدريب العملي من أهم ما نفتقر إليه في مناهجنا الدراسية، ولكن التوجه الجديد من وزارة التعليم العالي، ومن مجالس الجامعات مشجع، فقد خضعت في فترة الاستراحة الصيفية إلى فترة التدريب في أحد المعامل؛ والحقيقة أنها كانت جد مهمة بالنسبة لي.

نعمل على الاستمرارية في تحديث النظم الدراسية وتطوير أساليبها، والتوسع في تقديم الخدمات إلى الطلاب وتعريفهم بسوق العمل، وتفعيل ساعات التعليم العملي للمرحلة الجامعية في المعامل

ولا أخفيك القول إن النسبة الاستفادة التي اعتقد أني تحصلت عليها، تصل إلى /70%/ فهي صقلت المعلومات النظرية التي تعلمتها في الجامعة، وأعطتني خبرة كنت أحتاج إليها في إكمال سنوات اختصاصي».

الطالب "ياسين القصار"

بدأت الندوة التي بكلمة من الدكتور "غياث بركات" وزير التعليم العالي، تحدث فيها عن الجهود التي تقوم بها الوزارة ورؤية الحكومة إلى موضوع ربط التعليم بسوق العمل، وبدأ الدكتور "بركات" بالقول: «تبذل وزارة التعليم العالي جهوداً كبيرة وتقوم بتجارب عدة بهدف ربط التعليم بسوق العمل، وتقوم بشراكات مع الفعاليات الاقتصادية والصناعية السورية بهدف ردم الفجوة بين متطلبات سوق العمل وبين مهارات ومعارف الخريجين.

هذه الشراكة التي نقوم بها مع قطاع الأعمال سواء الخاص منها أو العام، بدأت منذ إقرار الخطة الخمسية العاشرة، وذلك ضمن إطار التزام الحكومة السورية في التحول إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، والذي يركز على جوانب الطلب في سوق العمل ومتطلبات التنمية الاقتصادية وربطها مع عملية التعليم».

من الندوة

وحول تطبيق سياسة الربط يين التعليم وسوق العمل أوضح الدكتور "بركات" الخطوات التي تقوم بها وزارة التعليم العالي بالقول: «نقوم الآن بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بعدد من الخطوات الجادة التي تهدف إلى ربط العملية التعليمية في الكليات بمتطلبات الأسواق المتعلقة، ويوجد توجه نحو تحسين سياسة القبول الجامعي؛ وذلك بوضع عدد من المعايير الجديدة التي لا تركز على درجة الطالب في الشهادة الثانوية فقط؛ بل النظر إلى ومراعاة المعايير الأخرى التي تعطي فكرة عن ميول الطالب ورغباته».

وختم الدكتور "بركات" حديثه بالقول: «نأمل من هذه الندوة الوصول إلى تأسيس آلية ووضع خطط قابلة للتنفيذ والاستدامة وخروج بقرارات تنفيذية في مجالس الجامعات تأخذ بعين الاعتبار أهمية أن يكون الطالب مهيأ لدخول سوق العمل عند انتهاء سنوات دراسته».

الدكتور "وائل معلا" رئيس "جامعة دمشق" تحدث عن الجهود التي قامت بها الجامعة خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بربط التعليم بسوق العمل، وبدأ الدكتور "معلا" بالقول: «في الحقيقة إن جامعة "دمشق" بدأت منذ عامين بخطوات جادة نحو ربط متطلبات سوق العمل بالتعليم والاختصاصات الموجودة في الكليات؛ فقد تم احداث اختصاصات جديدة تأخذ بعين الاعتبار تطور سوق العمل السوري ومتطلباته الجديدة، وتم اشراك أرباب العمل في تطوير مناهج التعليم في الكليات المختلفة، وتم إنشاء مركز "ضمان الجودة" باعتماد النهج التشاركي بين أصحاب المصلحة مع الجامعة عند تطوير المناهج وتأهيل المدرسين.

وتم كذلك افتتاح "مركز التوجيه المهني" لمساعدة الطلاب وتوجيههم، وقمنا بالتوجه إلى الغرف الصناعية وأرباب العمل والعمل على إقامة ورشات ودورات تدريبية».

وعن الخطط المستقبلية تحدث الدكتور "معلا" بالقول: «نعمل على الاستمرارية في تحديث النظم الدراسية وتطوير أساليبها، والتوسع في تقديم الخدمات إلى الطلاب وتعريفهم بسوق العمل، وتفعيل ساعات التعليم العملي للمرحلة الجامعية في المعامل».

خلال الندوة قدم الدكتور "نجيب عبد الواحد" معاون "وزير التعليم العالي"؛ ورقة عمل تناولت "سياسة ربط قطاع التعليم العالي مع عالم الأعمال" وبدأها بالقول: «إن أهمية التركيز على ربط التعليم العالي مع سوق العمل يأتي من الارتباط العضوي بين جودة التعليم العالي ومواءمته لسوق العمل ومتطلبات التنمية، وخاصة أن هذه المتطلبات متغيرة باستمرار وبتسارع، والأمر الآخر هذا الربط مهم في عملية التحول إلى اقتصاد السوق الاجتماعي الذي نحرص من خلاله على تلبية متطلبات سوق العمل بعناصر وكوادر قادرة على العمل والنهوض به».

الجدير بالذكر أن الندوة التي رافقت إطلاق برنامج "الشراكة بين قطاع التعليم العالي وعالم الأعمال" تخللتها كلمات من قبل كل من رؤساء الجامعات السورية الحكومية: "دمشق، حلب تشرين، البعث، الفرات" وحضور عدد كبير من القائمين على الكليات السورية والمتعلقين بالعملية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، كما شهدت الندوة كلمة للسيد "فاسليس بونتسيغلو" سفير "بعثة المفوضية الأوروبية إلى سورية" إحدى الجهات الداعمة للبرنامج "الشراكة بين قطاع التعليم العالي وعالم الأعمال.